الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

27 قتيلاً في هجوم لـ «القاعدة» جنوب اليمن

27 قتيلاً في هجوم لـ «القاعدة» جنوب اليمن
25 مايو 2014 13:56
عقيل الحلالي (صنعاء) قُتل 27 مسلحاً بينهم 12 جنديا وأصيب آخرون باشتباكات عنيفة بين قوات أمنية ومتشددين مفترضين من تنظيم القاعدة هاجموا في وقت مبكر أمس مقار أمنية وعسكرية ومصارف في مدينة سيئون، ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن. وذكر سكان محليون لـ (الاتحاد) أن عشرات المسلحين كانوا على متن أكثر من 40 شاحنة هاجموا بقذائف صاروخية وقنابل يدوية ورشاشات منتصف ليل الجمعة السبت مقار أمنية وعسكرية ومصارف في مدينة سيئون، مشيرين إلى أن الهجمات استهدفت ستة مواقع عسكرية وأمنية ومنشآت حكومية هي قيادة المنطقة العسكرية الأولى، مقر المخابرات، مقر الأمن العام، المجمع الحكومي، ومطار سيئون. كما استهدفت الهجمات أربعة مصارف هي البنك المركزي، البنك الأهلي، بنك التسليف الزراعي، وبنك اليمن الدولي بالإضافة إلى مبنى البريد الحكومي. وأفاد عدد من السكان أن الهجمات تزامنت مع انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة ودوي أربعة انفجارات عنيفة ناجمة عن تفجير سيارات ملغومة أعقبها اندلاع اشتباكات عنيفة في أكثر من جهة استمرت لساعات. وقال أحد السكان المحليين: «نسف المهاجمون مبنيي البنك الأهلي والبريد بمتفجرات، بينما انفجرت سيارة ملغومة أمام مبنى الأمن القومي (المخابرات) ما أدى إلى مقتل جندي وأضرار مادية كبيرة بالمبنى». ولفت إلى أن اشتباكات عنيفة دارت في محيط مبنى إدارة المرور وقوات الأمن الخاصة أسفرت عن مقتل عدد من الجنود و2 من المهاجمين الذين قالوا إن عشرات منهم هاجموا على متن نحو 30 شاحنة مبنى المجمع الحكومي لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من قبل القوات الأمنية. وقالت مصادر أمنية لوكالة فرانس برس إن «المهاجمين لم يتمكنوا من اقتحام مقر المنطقة العسكرية وقوات الأمن الخاصة ومبنى المخابرات والبنك المركزي حيث واجهوا مقاومة شديدة، فيما نجحوا في السيطرة على مقر الشرطة والمباحث وإدارة المرور ومجمع الدوائر الحكومية ومكتب البريد». وبحسب مصدر أمني فان ثلاث سيارات مفخخة انفجرت أمام مقرات المنطقة العسكرية الأولى والمخابرات وقوات الأمن الخاصة وأعقبها اشتباكات عنيفة بين المهاجمين والحراس، وأسفرت على سقوط قتلى وجرحى. وقال مدير أمن مديريات الصحراء والوادي في حضرموت، العميد سعيد العامري، لـ(الاتحاد)، إن الاشتباكات استمرت ساعات وانتهت بانسحاب المهاجمين من المدينة حيث تصاعدت أعمدة الدخان من بعض مناطقها. وأوضح العميد العامري أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 12 جنديا وجرح 13 آخرين مؤكدا سقوط قتلى في صفوف المهاجمين الذين قال إنهم «لم يتمكنوا من السطو على أموال وودائع في البنوك المستهدفة». وأضاف:«صمدت قوات الأمن والجيش أثناء تصديها للمهاجمين» الذين يعتقد أنهم عناصر من تنظيم القاعدة المتطرف الذي طُرد مؤخرا من معاقله الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين تحت ضغط حملة عسكرية انطلقت أواخر أبريل. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر الجوال، مقتل 15 إرهابيا في الهجوم على سيئون، بينهم سعوديان هما فيصل العفيفي وفواز الحربي، مشيرة في رسالة نصية أخرى إلى أن «بعض قتلى الإرهابيين لهم سوابق في الصوصية والنهب». لكن مصدرا أمنيا في سيئون قال لـ(الاتحاد) إنه تم العثور فقط على ثلاث جثث تعود لمسلحين قتلوا في الاشتباكات، وهو ما أكده لاحقا مصدر طبي في المدينة. وقال اللواء الركن محمد الصوملي، قائد المنطقة العسكرية الأولى، ومركزها سيئون، إن «العناصر الإجرامية الإرهابية التي أقدمت على الاعتداء والدخول إلى مدينة سيئون لاقت مصيراً مناسباً لفعلتها العدوانية». وصف الصوملي الهجوم على المدينة بأنه «عمل إرهابي غادر» تسبب بترويع للسكان ونهب بعض الممتلكات في المدينة التي قال إنها «أصبحت تحت سيطرة الدولة ومؤسساتها الرسمية». وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»: تجري ملاحقة العناصر التي تم رصدها والتي لاذت بالفرار بعد فجر اليوم (أمس) إلى مواقع مختلفة حيث يتعامل معها الطيران الحربي ويلاحقها عناصر القوات المسلحة والأمن إلى أوكارها. وذكرت مصادر محلية أن طائرات يمنية حلقت فوق سماء المدينة بعد بدء الهجمات والانفجارات بساعتين. وعزت مصادر عسكرية وأمنية يمنية الهجوم على مدينة سيئون إلى محاولة تنظيم القاعدة تعزيز قدراته المالية بعد خسارته معاقله الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة». واعتبرت اللجنة الأمنية في حضرموت، في بيان رسمي، مساء أمس، الهجوم «ردة فعل همجية انتقامية جبانة» بعد «الضربات الموجعة التي تلقتها عناصر تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة»، معبرة عن إدانتها لهذه «الحادثة الإجرامية البشعة». وتناقلت وسائل إعلام محلية صورة لقائد تنظيم القاعدة في أبين، جلال بلعيدي المرقشي، قيل إنها التقطت له خلال الهجوم وهو في أحد شوارع مدينة سيئون. وقُتل جنديان يمنيان بهجومين منفصلين الليلة قبل الماضية في محافظتي لحج وشبوة الجنوبيتين، حسبما ذكرت مصادر طبية ومحلية لـ(الاتحاد). وقال شهود إن مسلحين كانا على متن دراجة نارية أطلقا أعيرة نارية على الجندي، محمد الحوشبي، في شارع رئيسي بمدينة الحوطة عاصمة لحج، ما أدى إلى إصابته قبل أن يفارق الحياة خلال تلقيه العلاج في مستشفى محلي. كما قُتل جندي في هجوم مسلح استهدف نقطة أمنية في مفرق الصعيد جنوب شبوة حيث يلاحق الجيش عناصر تنظيم القاعدة. وتجددت المواجهات المسلحة بين الجيش اليمني المسنود بمليشيا محلية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني، ومقاتلي جماعة الحوثيين في محافظة عمران (شمال) بعد ساعات على إعلان لجنة الوساطة الرئاسية الوقف الفوري لإطلاق النار بموجب توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي. وذكرت مصادر محلية وعسكرية في عمران لـ(الاتحاد) أن اشتباكات بالقذائف ومدافع الهاون والرشاشات اندلعت صباح أمس بين الجيش ومسلحين محليين من جهة، والمقاتلين الحوثيين من جهة ثانية في أكثر من جهة في عمران، مشيرة إلى مواجهات عنيفة تدور بين قوات اللواء 310 مدرع ومسلحين حوثيين في جبل «الجنات» شمال غرب المدينة. وأكدت مقتل اثنين من المسلحين الموالين وجندي بالإضافة إلى عدد غير معلوم من الحوثيين في هذه المواجهات التي تزامنت مع اشتباكات بين مقاتلي الجماعة ومسلحين محليين من حزب «الإصلاح» في منطقة «ذيفان» بمديرية «عيال سريح» جنوب مدينة عمران حيث يستمر التوتر المسلح منذ سيطرة جماعة الحوثي على غالبية مناطق المحافظة التي تحمل نفس الاسم مطلع فبراير. وقال مسؤول محلي إن الحوثيين «حققوا تقدما» ضد المسلحين المحليين في المواجهات الدائرة في «ذيفان» التي خلفت ستة قتلى من الطرفين، لافتا إلى أن الحوثيين فجروا منزلين في المنطقة أحدهما مملوك لعضو في حزب الإصلاح. وتزامنت الاشتباكات في «ذيفان» الواقعة على الطريق المؤدي إلى العاصمة صنعاء مع وصول تعزيزات أمنية وعسكرية تمركزت في عدد من التباب المطلة على الطريق الحيوي. كما قصف الجيش أمس مواقع تابعة لجماعة «الحوثيين» في الضاحية الغربية الجنوبية لمدينة عمران وبالقرب من مدينة «ثلاء» التاريخية. وناشد وزير الثقافة في الحكومة الانتقالية، عبدالله عوبل، أمس، جميع القوى والأطراف «عدم المساس بمدينة ثلاء التاريخية، وتحكيم العقل والابتعاد عن الصراعات داخل المدينة» التي قال إنها «تمثل إرثاً تاريخياً فريداً للشعب اليمني والإنسانية جمعاء»، ومرشحة للانضمام إلى قائمة التراث العالمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الاسيسكو». وكانت لجنة الوساطة الرئاسية أعلنت منتصف ليل الجمعة السبت «احتواء التوترات» المسلحة في عمران، و«التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات الدائرة بالمحافظة». وقال رئيس اللجنة، العميد قائد العنسي، إن قرار وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة الواحدة صباح السبت استجابة لتوجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي «القاضية بالإيقاف الفوري لإطلاق النار»، مؤكدا أن اللجنة «ستشرف بدورها على تثبيت وقف إطلاق النار واتخاذ الإجراءات اللازمة في حال خرق أي طرف لما تم التوصل الاتفاق عليه». وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان مقتضب عبر خدمة الرسائل النصية «على كل المليشيات تسليم أسلحتها للدولة صاحبة الحق في امتلاكها». ويشترط الحوثيون، وهم مكون رئيسي في العملية السياسية الانتقالية، تشكيل حكومة جديدة ووضع آلية محددة تشمل جميع الأطراف المسلحة في البلاد لتسليم عتادهم العسكري الذي استولوا عليه خلال مواجهات سابقة مع الجيش العقد الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©