القاهرة تؤجل الحوار الفلسطيني وتسعى لتحديد موعد جديد

أعلنت السلطات المصرية تأجيل موعد جلسات الحوار الوطني الفلسطيني الذي كان مقررا عقده في القاهرة يوم غد الاثنين ''لأسباب فنية وإدارية'' وأغلقت رسمياً معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وأعطت تعليماتها بعدم استقبال وفود الفصائل القادمة من غزة· وحملت الرئاسة الفلسطينية وحركة ''فتح'' حركة ''حماس'' مسؤولية فشل عقد الحوار، وردت الحركة باتهام وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي تزور فلسطين بتخريب الحوار· وكان مصدر مصري رسمي رفيع المستوى قد اعلن، ان المكتب السياسي لحركة ''حماس'' أبلغ مصر أمس بأن الحركة لن تشارك في الحوار الوطني الفلسطيني، وبناء على ذلك قررت مصر تأجيل عقد الحوار الذي كان يهدف إلى إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني ''لحين توافر المناخ اللازم والملائم لانعقاد وضمان فرص نجاحه''· وأضاف المصدر انه ''ارتباطا بهذا الموقف، فقد ضاعت هذه الفرصة التي وفرتها مصر وبذلت من اجلها جهودا شاقة ومضنية، من أجل تحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية، وتوحيد الصف واعادة اللحمة للشعب الفلسطيني''· وأكد المصدر ان مصر ''ما زالت تتطلع إلى أن تتخذ كافة التنظيمات والفصائل الفلسطينية، المواقف المواتية لإنجاح الجهود المصرية الرامية لعقد الحوار الوطني الفلسطيني الشامل''· وقال ان ''مصر ستواصل اتصالاتها مع كافة الاطراف لتحديد الوقت المناسب لعقد الحوار، عندما تتوفر الإرادة السياسية''· وحملت الرئاسة الفلسطينية وحركة ''فتح'' امس، حركة ''حماس'' مسؤولية فشل الحوار، وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينه لوكالة ''فرانس برس'': ''نحن ملتزمون بالحوار على اساس الورقة المصرية'' واعرب عن امله في ''ان تستمر الجهود المصرية من اجل استئناف الحوار في اقرب وقت ممكن''· واعتبر رئيس كتلة ''فتح'' البرلمانية عزام الاحمد ''قرار ''حماس'' بعدم المشاركة في الحوار غير مفاجئ''· وشدد على ان ''فتح تتطلع الى تنفيذ ما وعد به الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والقيادة المصرية والقيادة السعودية بضرورة تعرية من يتهرب من الحوار'' وقال نطالب ''بانزال العقوبة بحق من اعاق الحوار وعزله بكافة السبل''· وقال الاحمد ان حجة ''حماس'' بعدم الذهاب الى الحوار لا اساس لها من الصحة'' مشيرا الى مطالبة الحركة باطلاق عناصرها المعتقلين من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية· واكد ''ان حركة ''فتح'' قالت منذ البداية، وحسب ما اكدت الحكومة الفلسطينية الشرعية برئاسة سلام فياض، انه لا معتقلين سياسيين لديها وانما جميع المعتقلين على خلفية امنية''· وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ''اننا نأمل ان تستطيع القيادة المصرية تذليل العقبات التي وضعتها حركة ''حماس'' امام نجاح الحوار وذلك من اجل ان نتمكن من بدء الحوار لاستعادة وحدتنا''· ومن جانبها أكدت ''حماس'' أن أجواء الاعتقالات المتكررة بحق أبناء وعناصر ومناصري الحركة في الضفة الغربية لا تشجع على الحوار، وقال القيادي في الحركة الدكتور إسماعيل رضوان: ''إن رفض إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الضفة المحتلة، وبعد استمرار الحملة الأمنية في الضفة ووجود ''الفيتو'' الأميركي الذي كان واضحا من خلال زيارة رايس، فإن الأجواء غير مشجعة للذهاب للحوار''· وقال رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيه: ''باعتقادي ان ما يجري في الضفة الغربية يشكل عائقا حقيقيا امام انطلاق الحوار، ويبدو ان الضفة الغربية قرارها الامني ليس مستقلا، وان استحقاق التعاون الامني يفرض ابقاء المعتقلين في السجن''· وقال: ''نحن نريد مصالحة وطنية حقيقية تكتب لها الحياة''· وقال الدكتور صلاح البردويل الناطق باسم كتلة ''حماس'' البرلمانية، إن ''زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، واجتماع اللجنة الرباعية في هذا التوقيت، يأتيان في إطار تخريب الحوار الوطني، وقطع الطريق على جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية''· واضاف ''أن زيارة رايس تأتي لتقوية موقف عباس الرافض للحوار، ولتعطيه مؤشرات بأن هناك المزيد من جولات التفاوض العبثية''· مذكراً بأن ''قادة إسرائيل أعلنوا بصراحة أنه لا يمكن أن تتفق المصالحة مع المفاوضات وأنه على عباس أن يختار بين الأمرين''·· وعلى الرغم من ذلك، أكد البردويل أن حركة ''حماس'' لا تزال تدرس مشاركتها في الحوار، مشدداً في الوقت نفسه على أنه ''لا ذهاب إلى الحوار من دون إنهاء ملف الضفة الغربية· وأكد أن ''الواقع في الضفة الغربية يشير إلى أن هناك هجمة اعتقالية كبيرة''· وأشار إلى أن حركة ''حماس'' طلبت من القاهرة أن ''تتدخل للضغط على عباس وسلطة رام الله في موضوع الضفة''· وقال الناطق باسم ''حماس'' فوزي برهوم: ''نؤكد أن إنكار الرئيس عباس وتأكيده عدم وجود أي معتقل سياسي في سجون السلطة في الضفة، يؤكد أن ما تتعرض له حركة ''حماس'' هناك من تصفية هو بإشرافه وبأوامر منه''· وعقبت الحكومة الفلسطينية المقالة على تصريحات الرئيس عباس، بتأكيدها أن ''الحوار الفلسطيني يتطلب وقفاً فورياً لحملات الاعتقال''