الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«مسيرة السلام» في كابول.. و«طالبان» تنسف الهدنة

«مسيرة السلام» في كابول.. و«طالبان» تنسف الهدنة
19 يونيو 2018 00:00
كابول (وكالات) شهدت كابول أمس وصول مسيرة نشطاء من دعاة السلام قطعوا 700 كيلومتر، سيرا على الأقدام، في عدد من المحافظات الأفغانية خلال 38 يوما معظمها في شهر رمضان تحت شعار «نريد السلام» و«أوقفوا القتال»، وذلك بعد يوم من اقتراح الرئيس أشرف غني تمديد الهدنة لمدة 10 أيام مع حركة «طالبان» التي ردت من جانبها بالرفض غير المبرر واستئناف الهجمات ضد قوات الأمن في عدد من المناطق أبرزها ننجرهار وكونار ولقمان وهلمند وقندهار. وكانت المسيرة السلمية، الأولى من نوعها في أفغانستان، بدأت بعد اعتصام وإضراب عن الطعام في لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند بعد هجوم بسيارة مفخخة في 23 مارس. وعندما لم تلق مطالب وقف القتال استجابة من طالبان والقوات الأمنية، قرر بعض المتظاهرين وجميعهم رجال، بينهم معلمون وطلاب وضحايا حرب يستعينون بعكاكيز للسير، نقل الرسالة مباشرة إلى قادة البلاد بالسير من هلمند إلى كابول، للمطالبة بتمديد الهدنة وإجراء محادثات سلام ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. ولقيت المسيرة ترحيبا في قرى مرت بها. وقال إقبال خيبر (27 عاما) وهو من هلمند ويدرس الطب «رأيت وتعلمت أشياء لم تخطر ببالي من قبل.. التقينا أناسا في مناطق تسيطر عليها طالبان وأخرى تسيطر عليها الحكومة والجميع سئموا فعلا من الحرب». وأضاف أن المشاركين في المسيرة، الذين كان عددهم يتغير من يوم لآخر، «قطعوا طرقا رئيسية وأحيانا انحرفوا ليمروا بقرى وكانوا يختارون مناطق خطرة محاولين مواجهة مخاوف الناس». وتابع «رأينا أشخاصا يعانون متاعب جمة بسبب الحرب... بأمانة لم يدعني ضميري أهدأ. كان يؤلمني وتساءلت: لماذا لم نبدأ العمل من أجل السلام من قبل؟». وقبل رمضان كان المشاركون في المسيرة يقطعون ما بين 30 و35 كيلومترا يوميا، لكن مع بدء صيام رمضان كانوا يقطعون ما بين 20 و25 كيلومترا يوميا. ومروا بمنطقة في إقليم غزنة طلبت منهم طالبان ألا يدخلوها لخطورتها الشديدة. وقال خيبر «التقينا مقاتلي طالبان وبعد أن عرفنا أنفسنا قالوا لنا إننا ما كان يجب أن نأتي لأن المنطقة ملغومة وإنهم يخططون لهجوم. وبعد مناقشات معهم استمرت دقائق، بدا أنهم متعبون من الوضع برمته ومن الحرب. ووجهونا لنعود إلى منطقة أكثر أمنا». وقال أحد النشطاء ويدعى محمد نازاد لشبكة تولو الإخبارية «نريد أن يبقى شعبنا متحدا من أجل السلام والتخلص من هذا البؤس للجيل القادم، وأناشد الطرفين الحكومة وطالبان السعي لتحقيق السلام والمصالحة». وناشد آخر يدعى كروان الطرفين العمل سويا لتحقيق أمن دائم، مضيفا «كفى سفكا للدماء. كثيرون استشهدوا في هذا النزاع المستمر». وقال محمد ياسين أُميد (24 عاما) وهو معلم من إقليم زابل، إنه انضم للمسيرة بعد مرور 21 يوما على انطلاقها. وأضاف «كانت المجموعة سارت 15 يوما بالفعل. عندما رأيت أقدامهم الدامية المتقرحة لم أقدر على تمالك دموعي وقررت الانضمام إليهم». وقال مشاركون آخرون في المسيرة، الذين نقل الكثير منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج من الجفاف والبثور، إنهم لن يتوقفوا في كابول. وقال أحدهم ويدعى بادشان خان «وجدنا دعما من الناس في كابول كما توقعنا.. سننظم اعتصامات في الخيام ونواصل السير إلى أقاليم أخرى لحشد مزيد من الدعم». ولقيت هدنة عيد الفطر ترحيباً واسعاً وسط احتفال المدنيين الأفغان وطالبان وقوات الأمن. وعبر البعض على مواقع التواصل الاجتماعي عن الخيبة والغضب لرفض «طالبان» تمديدها. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد رادمانيش إن نحو 2500 مقاتل من «طالبان» دخلوا كابول في الأيام الثلاثة للهدنة، ورفض غالبيتهم العودة إلى جبهات القتال، وتابع قائلا «أنهكتهم الحرب وتخلوا عن القتال، لكن قواتنا الأمنية والدفاعية جاهزة لمنع أي تهديد والرد عليه». وقتل محافظ منطقة غاني خيل في ولاية ننجرهار وأصيب حارسه بجروح، في إطلاق نار بحسب ما أعلنه المتحدث باسم حاكم الولاية عطاءالله خوجاني، محملا «طالبان» المسؤولية. وقال رادمانيش إن معارك اندلعت في تسع ولايات منذ انتهاء الهدنة، أدت إلى مقتل وإصابة 12 جنديا. وقال مكتب حاكم إقليم غزنة إن طالبان احتجزت ستة جنود كرهائن. فيما قال مسؤول كبير في طالبان إن الحركة غاضبة من أعضاء فيها التقطوا صورا ذاتية (سيلفي) مع جنود ومسؤولين حكوميين خلال الهدنة وتم تحذيرهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©