الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبناء الهولي» يظهرون في المارينا مول حاملين رسالة حب وسلام

«أبناء الهولي» يظهرون في المارينا مول حاملين رسالة حب وسلام
27 يوليو 2010 20:18
رقصات آسيوية وطبول حملت الملامح الإفريقية، عنونت أمسية فنية رائعة أقيمت ضمن فعاليات مهرجان «صيّف في أبوظبي» داخل مركز المارينا مول، وشهدتها أعداد غفيرة من رواد المركز متلمسين المتعة والإبهار في حوار خاص بين الحضارات، تقوم لغته الأساسية على الفن والحب والاستعراض. اشتملت الرقصات الآسيوية على عروض حية لروائع من التراث الآسيوي، عبر ثلاثة بلدان قدم فنانوها لوحات موسيقية متنوعة مستوحاة من أعماق الثقافات والحضارات الآسيوية المختلفة، حاملين عبرها رسالة حب وسلام إلى جمهور أبوظبي، وشاركهم ذوو البشرة السمراء من سكان جبال البابوا في غينيا الجديدة (وهم من أحفاد إحدى قبائل أكلة لحوم البشر) الذين قدموا موسيقى تنبض بالحياة أدهشت أفراد الجمهور الذين تحلقوا حول حلبة العرض ليغترفوا من هذا اللون الفريد والمميز من الفنون الذي يطأ أرض أبوظبي للمرة الأولى، بما احتواه من موسيقى سريعة سبقها غناء أفراد الفرقة بأصوات شجية منحت الحضور دفقات شعورية لا تتأتي ألا من مثل هذه الألوان الموسيقية النابعة من قلب التاريخ والحضارات الإنسانية الموغلة في القدم. لوحة راقصة استهلال الأمسية كان مع دخول جماعي لراقصات يمثلن ثقافات شعوب الصين والهند والمالاي قدمن استعراضاً مبهراً عكس ثراء وتنوع التراث الفني والحضاري للقارة الآسيوية، تالياً خرجت كل من فتاتا المالاي والهند، لتنفرد العارضة الصينية بتقديم لوحة راقصة مصحوبة بألحان موسيقية نابعة من أعماق التراث الصيني بيّنت ما يحمله هذا التراث من عراقة وأصالة. ثم أفسحت المجال لراقصة المالاي التي أدهشت الجمهور بما امتلكته من رشاقة حركية امتزجت ببساطة الموسيقى، في مشهد فريد نقل صورة حية عن ألوان الموسيقى في منطقة المالاي التي لم تتاح الفرصة للكثيرين للتعرف عليها إلا من خلال مهرجان صيف في أبوظبي. وأخيراً جاء دور الهند صاحبة الإرث الحضاري والثقافي الكبير والمميز في قارة آسيا، ممثلاً في استعراض راقص باللباس الهندي التقليدي مصحوباً بالعزف على الناي والذي يعتبر أشهر الآلات الموسيقية المستخدمة في شبه القارة الهندية، حيث أخذت العارضة في تقديم رقصات واستعراضات متنوعة انتزعت إعجاب الجمهور وتصفيقهم لما جاءت به من فن جميل وحبب إلى نفوس الكثيرين. حب وتواصل عقب انتهاء العرض الهندي انطلقت الفتيات الثلاث إلى الجمهور وأخذن في مصافحتهم والتقاط الصور التذكارية معهم في مشهد عكس الحب والتواصل الذي وفرته دولة الإمارات لأبناء الحضارات المختلفة على أرضها عبر سبل عديدة ومن بينها المهرجانات والفعاليات المختلفة المقامة في أبوظبي طوال العام. وبعد استراحة قصيرة كان هناك موعد مع فنون أبناء شعب الهولي القادمين من غينيا الجديدة، وتحديداً من السكان الأصليين لمنطقة المرتفعات والجبال الجنوبية في تلك الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي. قدم أبناء الهولي لوحات راقصة مصحوبة بالغناء أبرزت أحد جوانب تراث شعب غينيا الجديدة فيما يتعلق باحتفالاتهم في مناسباتهم الاجتماعية المختلفة من زواج ووفاة وانتصارات على القبائل الأخرى في قديم الأزمان. بداية دخل أحد الراقصين في زي بدائي طالما ألفناه في الأساطير والحكايات القادمة من الأماكن النائية في أطراف عالمنا، وانخرط في استعراض منفرد ليؤدى «رقصة الروح»، وهي تعبر عن الحياة والخلود في معتقدات قاطني جبال غينيا الجديدة. السلم الموسيقي توالى بعد ذلك دخول باقي أعضاء الفرقة الأربعة في أردية مدهشة واضعين ألوانا ورسومات مختلفة على وجوههم، وقبعات مصنوعة من الريش بألوان زاهية وأطوال مختلفة، حاملين في أياديهم آلات إيقاع بسيطة وفريدة من نوعها، ثم تشاركوا في وصلة غنائية جماعية معتمدين على أصواتهم فقط مصحوبة باهتزازات خفيفة في أقدامهم وكأن هذه الاهتزازات بمثابة السلم الموسيقي الحافظ للتوازن والتناغم فيما بينهم. وأخذت هذه الاهتزازات في التسارع وبدأ استخدامهم لآلات الإيقاع التي بحوزتهم، ومن خلال عزف جماعي على تلك الآلات بدأوا في إطلاق صرخات تشبه الصرخات الإفريقية المعروفة والمخيفة التي طالما رأيناها في الأفلام الوثائقية أو الروائية التي تتناول الحياة في أعماق القارة الإفريقية. وبعد انتهاء العرض تحدثنا إلى محمود زيدان والذي يعمل مشرفاً ضمن فريق «صيف في أبوظبي» وبحكم عمله يلازم أعضاء الفرقة أثناء تأدية عروضها، وسألناه عن مدلول هذه الرقصات، أجاب بالقول إن الرقصة الأولى تعبر عن أهمية الروح وقدسيتها في أساطير أهالي غينيا الجديدة، بينما القسم الثاني من العرض عبر عن الأهازيج التي تسبق الأفراح في الجبال الجنوبية هناك، حيث مثلت الرقصة التي قاموا بها نداءً من أفراد قبيلة العريس إلى أهالي العروس المطلوبة للزواج للموافقة على زواج ابنتهم من أحد أبناء القبيلة، وهذا النداء أخذ شكل الصرخات والإيقاعات المتسارعة التي جرت اثناء العرض، والتي قد حسبها الكثيرون نداءات للحرب أو النزاع بينما هي على النقيض من ذلك تماما، فهي ليست إلا نداءات للحب والتواصل مع الطرف الآخر يقوم بها جمع من أفراد القبيلة ليتشاركوا معاً مشاعر الفرح والبهجة. وعن الهيئة الغريبة التي ظهروا بها، قال إنها مرتبطة بشكل أساسي بالبيئة التي ظهروا ونشأوا فيها، فهناك نطاق من ريش النعام يدور حول الخاصرة وعلى الجانب الأيمن منه قطعة من عظام النعام بديلاً عن العظام الأدمية التي كان يتحلى بها أبناء قبيلة الهوتو من آكلة لحوم البشر في القرون البعيدة، وهناك مناقير الطيور المفترسة لتزيين العنق، أما قبعات الرأس فهي محلاة دائما بألوان مختلفة من ريش الطاووس بوصفه أجمل الطيور وأكثرها قيمة لدى أبناء غينيا الجديدة. الفن للجميع من بين جمهور الحضور التقينا فرح شندي التي استوقفها العرض الفريد لفرقة الهولي بما اشتمل عليه من ملابس غريبة ورقصات عجيبة تشاهدها لأول مرة، قالت شندي إن استقدام مثل هذه الفرق يمثل نقلة نوعية في الفعاليات التي تقام في أبوظبي كون هذه الحضارات وأبنائها مجهولة بالنسبة إلى كثيرين، كما أنها تعرّف بأن هناك ثقافات وألوانا من الفنون منتشرة في بقاع الأرض المختلفة ويجب علينا في عصر العولمة والقرية الصغيرة أن نسعى للتواصل مع الآخرين بالوسائل المختلفة ويأتي على رأسها الفن والموسيقى باعتبارهما لغات عالمية. وحين عرفت أن قبائل الهولي كانوا من آكلي لحوم البشر في الأزمنة الغابرة، ابتسمت قائلة، من الجميل أن نرى أحفاد آكلة لحوم البشر يرقصون ويغنون في أبوظبي ليمسحوا الصورة التي ترسبت في الأذهان عنهم عبر عشرات السنين من الروايات الأدبية والأفلام السينمائية. حمد الهاجري بدوره أثنى على جهود هيئة أبوظبي للسياحة المشرفة على المهرجان وفعالياته المختلفة، بسبب المجهود غير العادي الذي بذله القائمون عليها وهو ما نلمسه من وجود مثل هذه العروض الشيقة التي يراها أهل أبوظبي للمرة الأولى، وخاصة أنها جاءت مجانية لترفع شعار الفن للجميع وأن نشر الثقافة والتواصل مع الآخرين هدف سام تسعى أبوظبي لتحقيقه جنباً إلى جنب مع الطفرات المختلفة التي تحققها العاصمة الإماراتية على كافة الصُعد. طقوس روحية هولي: بابوا غينينا الجديدة فرصة نادرة تجمعك مع أفراد مميزين من بابوا في جزيرة غينيا الجديدة الذين يشاركونك عالمهم النابض بألوان الرقص والغناء، يبلغ تعداد سكان غينيا الجديدة اليوم حوالي 150.000 نسمة، وتقع الجزيرة جنوب غرب المحيط الهادي شمال قارة أستراليا. ويمتاز سكانها بطبيعتهم الفطرية التي تأثرت ببيئة الجبال الشاهقة، ويقوم نظام تصنيف الأفراد في حضارة الهولي على نظام معقد يعتمد على الألقاب والمكانة الممنوحة في القبيلة فضلاً عن توافر حقوق الإقامة في بعض المقاطعات ويعرف أفراد حضارة الهولي برجال الشعر المستعار نظراً لهيئة الخوذة التقليدية التي يضعونها على رؤوسهم.والمثير للاهتمام أن خوذة الشعر المستعار تتم صناعتها بعناية فائقة باستخدام أنواع متعددة الألوان من الريش والشعر الذي ينزع بحرص شديد خلال الطقوس الروحية التي يمنح فيها الفرد لقب الرجولة ومن الملامح البارزة في ثقافة هذه البلاد أيضاًَ الرسم على الوجوه بألوان زاهية بكل منها دلالته الخاصة. عالم الحضارة هذا العرض يأتي ضمن فعاليات برنامج عالم الحضارة التي يقيمها مهرجان «صيف في أبوظبي»ويستمتع الجمهور من خلالها بالفنون والاستعراضات الشعبية من 10 ثقافات مختلفة. السعر: الدخول مجاني. مكان العرض: أبوظبي مول (15 يوليو - 4 أغسطس) مارينا مول (24 يونيو - 14 يوليو) العين مول (24 يونيو - 14 يوليو) مدة العرض: 15 دقيقة لكل عرض (15 دقيقة لمقابلة الشخصيات) 4 عروض مع مقابلة الشخصيات يومياً (خلال أيام الأسبوع) 6 عروض مع مقابلة الشخصيات يوماً (خلال عطلة نهاية الأسبوع) التاريخ: 24 يونيو لغاية 4 أغسطس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©