السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا تهاجر المادة إلى أعماق الثقوب السوداء؟

لماذا تهاجر المادة إلى أعماق الثقوب السوداء؟
21 يناير 2006

إعداد ــ عدنان عضيمة:
ليست الرحلات الخيالية إلى أعماق النجوم والمجرات بالجديدة على العلماء، فلقد كان الكاتب الفرنسي الشهير جول فيرن سباقاً إلى الحديث عنها في رواياته التي شغف بها الناس واستلبت عقول البعض· ومن أشهر ما كتب رواية نشرها عام 1865 تحت عنوان 'من الأرض إلى القمر'، و'رحلة إلى مركز الأرض' عام ،1864 و'حول العالم في 80 يوماً'· وكتب لبعض هذه الروايات أن تثبت نبوءاته الصادقة وخاصة بعد هبوط أول إنسان على سطح القمر عام ·1969ومنذ ذلك الحين وأدب الرحلات الخرافية يلقى صداه الطيب وشعبيته المتزايدة· وكان لتطور وسائل الرصد الفلكي وطرق استكشاف السماء أن تلهب خيال الكثير من علماء الفلك والكتّاب العلميين المحدثين وتدفعهم للكتابة عن رحلات جديدة إلى أعماق المجرات والنجوم تختلط فيها الحقيقة بالخيال على نحو مثير· ومن ذلك مثلاً التقرير الذي نشره الكاتب العلمي 'كير ثان' في موقع 'سبيس دوت كوم' قبل أيام تحت عنوان 'رحلة إلى ثقب أسود' يتخيل فيه ما يمكن أن يقع عليه المرء لو أمكن له الوصول إلى تخوم الثقوب السوداء التي تمثل المراكز الحقيقية للمجرات العملاقة·ويشير 'ثان' إلى أن العلماء اكتشفوا قطاعاً بالغ الكثافة من النجوم الساطعة داخل المجرة 'إن جي سي '1097 يعمل وكأنه ممر نفق هائل الاتساع يتم من خلاله نقل المادة من الحواف الخارجية للمجرة نحو مركزها· واستنتج الفلكيون من خلال عمليات رصد حديثة أن زمن قطع المادة لهذه المسافة ضمن القطاع الداخلي للمجرة، لا يزيد عن 200 ألف سنة أرضية· وهي مدة تقل كثيراً عما كانوا يتصورون· وطرح هذا الاكتشاف الأسبوع الماضي في محاضرة ألقيت ضمن فعاليات الدورة السابعة بعد المئتين لمؤتمر الجمعية الفلكية الأميركية·· وحالما تصل المادة إلى مركز المجرة، يلتهمها الثقب الأسود ويستخدمها كوقود نووي يطبخ به النجوم التي ستولد حديثاً· وتصنف 'إن جي سي '1097 في فئة المجرات اللولبية، وتستلقي في فضائها الرحيب على بعد 47 مليون سنة ضوئية عن الأرض في برج 'فورناكس' الذي يقع في الجهة الجنوبية من القبة السماوية· وباستخدام كل من تلسكوب هابل الفضائي وتلسكوب جيميني في الشيلي، تمكن الفلكيون من إعمال نظرهم ضمن قطاع يمتد نحو 10 سنوات ضوئية داخل جوف تلك المجرّة· وهي مسافة أقرب إلى المركز بعشر مرات مما أمكن التوصل إليه في عمليات الرصد السابقة· ويقول ثياسا ستورتشي بيرجمان من معهد 'فيزيكا' البرازيلي والذي شارك في إنجاز هذا الكشف المهم: 'كان وضوح الصور التي حصلنا عليها غير مسبوق· وهذه الألوان البادية في تفاصيل الصور الملتقطة للقطاع الفضائي المحيط بالثقب الأسود يقدم لنا أفكاراً جديدة حول ظواهر ما كان لنا أن نعرف عنها شيئاً من قبل'·وبجمع المعلومات الطيفية الضوئية من بضعة آلاف النقاط القريبة من مركز المجرة 'إن جي سي ،'1097 تمكن الباحثون أيضاً من تحديد سرعة حركة الغاز المتدفق بغزارة باتجاه الثقب الأسود للمجرة ذي الكثافة الهائلة· وقدروا سرعته بنحو 180 ألف كيلومتر في الساعة، وأنه يستغرق نحو 200 ألف سنة أرضية حتى يقطع مسافة 20 سنة ضوئية في حركته هذه، وهي سرعة تفوق تلك التي كان يتخيلها العلماء من قبل·
وينطوي هذا الاكتشاف على فائدة مهمة لأنه يساعد العلماء على تفسير اللغز المتعلق بالآلية التي تستخدمها الثقوب السوداء حتى تتمكن من نقل المادة التي تحتاجها من القطاعات الخارجية لمجراتها إلى مراكزها حتى تستمر في طبخ النجوم الجديدة وإعادة الدورة الكونية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©