الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حلب.. برك دماء وأشلاء وأطباء عاجزون عن إنقاذ الجرحى

حلب.. برك دماء وأشلاء وأطباء عاجزون عن إنقاذ الجرحى
25 سبتمبر 2016 07:56
عواصم (وكالات) سقط 45 قتيلاً مدنياً على الأقل بينما كان معظمهم في طابور أمام أحد مخازن بيع اللبن في حي البستان، أحد مناطق حلب الشرقية التي أمطرها الطيران الروسي والسوري بوابل من القنابل والصواريخ لليوم الخامس على التوالي، بعد فشل المحادثات الأميركية الروسية في إرساء هدنة في البلاد ، وذلك بالتزامن مع سيطرة قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين الواقع على تلة استراتيجية تشرف على طريق الكاستيلو الحيوي، لتحكم حصارها مجدداً على منطقة حلب الشرقية . وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، أن مليوني شخص تقريباً يعانون انقطاع المياه في أنحاء المدينة بعد قصف محطة باب النيرب لضخ المياه إلى أحياء حلب الشرقية، وتعطيل أخرى تزود الأحياء الغربية «انتقاماً»، وروى شهود ومراسلون مشاهد مروعة من برك دماء وأشلاء ومستشفيات ميدانية تغص بالجثث المسجاة، وجرحى ممددين على الأرض، وأطباء عاجزين يشاهدون المصابين يموتون أمام أعينهم. وتحدث مراسل لـ «فرانس برس»، عن أشلاء بشرية على الأرض وبرك من الدم في أنحاء المدينة، بينما اكتظت العيادات بأعداد كبيرة من الجرحى، وأطباء عاجزين عن إنقاذ جرحاهم. وشاهد المراسل في أحد المستشفيات القليلة المتبقية في الجزء الشرقي من المدينة، أطفالاً يصرخون من الألم وجرحى ممددين على الأرض بسبب النقص في عدد الأسرة. وقال طبيب يدعى أحمد، فضل عدم الكشف عن هويته واسم المستشفى خوفاً من استهدافه بالقصف «الجرحى يموتون أمام أعيننا، فيما نحن عاجزون».وفيما استمر التراشق بين موسكو وواشنطن وتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن انهيار الهدنة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن لا مكان الآن للهدنة، وأن بلاده لن تنظر بجدية في أي مطالبة لوقف الغارات الروسية السورية بشكل أحادي، مشيراً إلى أن جميع فترات الهدنة التي دعت إليها واشنطن «تم استثمارها» من أجل تعزيز قدرات جبهة «النصرة» بالعتاد والرجال، واشترط مجدداً لاستئناف وقف الأعمال القتالية «الفصل بين الجماعات المعارضة و(النصرة) وبقية الإرهابيين في سوريا». وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، إن إيمان الحكومة السورية بالنصر أصبح الآن «أكبر من أي وقت مضى» وإن الجيش «يحقق إنجازات كبيرة في الحرب على الإرهاب»، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها «بالتواطؤ» مع تنظيم «داعش» وغيره من «التنظيمات الإرهابية» في إشارة إلى حادثة دير الزور. وتمثل السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين والواقع على بعد بضعة كيلومترات شمال شرق حلب، أول تقدم بري كبير للنظام في الهجوم الذي أعلنته أمس الأول. وظل المخيم الواقع على ربوة مرتفعة تشرف على طرق الكاستيلو الرئيس المؤدي إلى حلب، في قبضة مقاتلي المعارضة لسنوات. وقال مسؤول في إحدى جماعات المعارضة الرئيسة في حلب لـ «رويترز»، «سقطت حندرات»، بينما جاء في بيان للنظام أن قواته تتقدم في المنطقة، وأن أعداداً كبيرة من «الإرهابيين» قتلوا. ولاحقاً، أعلن المرصد السوري الحقوقي أن مقاتلي المعارضة السورية شنوا هجوماً مضاداً لاستعادة منطقة حندرات، في حين ذكر مسؤولون في المعارضة إن المقاتلين استعادوا سيطرتهم كاملة على المخيم، لكن رامي عبد الرحمن مدير المرصد قال إن القتال لم يحسم بعد. وذكر مسؤولون في المعارضة أن ضربات جوية عنيفة أصابت 4 مناطق على الأقل في شرق حلب أمس، وأنهم يعتقدون أن طائرات روسية تنفذ أغلب الضربات. وأفاد المرصد بوقوع غارات عنيفة شنها الطيران الروسي وسقوط براميل متفجرة من مروحيات النظام السوري على مناطق عدة في حلب الشرقية. وأظهرت لقطات فيديو لمواقع الانفجارات حفراً عميقة وواسعة. وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في شرق حلب، صباح أمس إن «فرق الدفاع المدني تتعامل مع الأحداث لكنها لا تكفي لتغطية هذا الكم الكارثي». وخارج حلب، أعلن المرصد أن المعارضة المسلحة، ومنها جماعة «جند الأقصى»، سيطرت على قريتي معان والكبارية في ريف حماة الشمالي الشرقي، وهي منطقة لها أهمية استراتيجية وقريبة من المعقل الساحلي للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وذكر مصدر عسكري سوري أن الجيش يخوض «معارك شرسة» حول القريتين.في هذه الأثناء جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مطالبته بوقف فوري للغارات على مدينة حلب، قائلاً خلال لقاء مع 4 من وزراء الخارجية الأوروبيين بمسقط رأسه في بوسطن «إن ما يحدث في حلب غير مقبول، فهو تجاوز لكل الحدود» ، داعياً روسيا إلى ممارسة نفوذها لدى الرئيس الأسد ليوقف هذه الغارات. المعارضة تندد بالمجازر وتتوقع أسلحة جديدة بيروت (وكالات) أكد العقيد فارس البيوش قائد جماعة «الفرقة الشمالية» في المعارضة السورية المسلحة أمس، إن من المتوقع أن تحصل المعارضة على أنواع جديدة من الأسلحة الثقيلة من داعمين أجانب رداً على انهيار وقف إطلاق النار في حلب وعلى هجوم النظام الذي تدعمه روسيا، لكنها لن تحصل على ما يمكن وصفه بـ«تحول كبير» في الدعم. وقال العقيد البيوش لـ«رويترز»، إنه يتوقع حصول المعارضة على أنواع جديدة من قاذفات صواريخ روسية الصنع والمدفعية، ولكن لا يوجد ما يدل على موافقة الدول الأجنبية على طلب قديم للمعارضة بالحصول على صواريخ مضادة للطائرات. وأي زيادة ستكون «طفيفة». وأشار البيوش إلى أن قدرات المعارضة قد تزيد إلى حد ما، مضيفاً أن أي تحول كبير سيكون في التكتيك، لكنه لم يذكر أي تفاصيل. من جهته، ندد الائتلاف الوطني المعارض السبت بمجازر النظام وحليفه الروسي في حلب، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لوضع حد لها. وقال نائب رئيس الائتلاف موفق نيربية في مؤتمر صحفي في إسطنبول: «النظام السوري وحلفاؤه الروس يرتكبون فظائع في سوريا». وأضاف: «لا نستطيع أن نتحمل صمت المجتمع الدولي بعد اليوم»، مطالباً بوقف المجازر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©