السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحيادية الإعلامية بين الإيمان بضرورتها ورفض التصديق بوجودها

10 مايو 2012
دبي (الاتحاد) - على الرغم من أن مفهوم الحيادية في العمل الإعلامي بصفة عامة، يتم طرحه للنقاش والبحث منذ سنوات طويلة، إلا أنه ما زال يثير جدلاً واسعاً وانقساماً في الرأي بين من يعتقد أنه لا توجد حيادية أبداً، وأن ما يراه بعض المتابعين حيادياً، هو بالنسبة للآخرين منحاز. ورأى من يقفون على النقيض أن الحيادية ضرورية وموجودة كمفهوم وواقع مطبق، داعين إلى ضرورة تدريس وتعليم وسائل تطبيق الحيادية لطلاب الإعلام والعاملين في المجال بشكل مهني ودائم، موضحين أنه لا بد من التفريق بين الخبر من جهة والرأي والتوجه الفكري والأيدولوجي للصحفي. وطرحت الجلسة الثانية المعنونة بـ”القنوات الإخبارية والثورات العربية: أسئلة حول التغطية والأداء” ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي، العديد من الأسئلة التي لم يقدم لها المتحدثون إجابات شافية، خصوصاً حول إمكانية تطبيق مفهوم الحيادية في العمل الصحفي والإعلامي. وتحدث خلال هذه الجلسة ألكسندر نزاروف المدير العام لقناة روسيا اليوم، وعمرو خفاجي رئيس تحرير جريدة الشروق، وفارس خوري رئيس تحرير قناة بي بي سي، ونخلة الحاج مدير الأخبار والبرامج في قناة العربية، حيث بثتها قناة العربية ضمن برنامج “حوار العرب”، وأدار الجلسة منتهى الرمحي المذيعة بقناة العربية. وامتد الخلاف حول مفهوم وتطبيق الحيادية إعلامياً في هذه الجلسة، إلى الجمهور الحاضر في القاعة المخصصة بفندق جراند حياة دبي. ودلل أنصار الرأي القائل بأنه لا يوجد إعلام محايد، بأن الفضائيات العربية على سبيل المثال كانت في البداية تصطف خلف القضية الفلسطينية، وكان الإعلام الغربي يرى أنها غير حيادية وتعتقد هي عكس ذلك، مشيرين إلى أنه بعد أن تعددت المشاكل التي تواجه أقطار العالم العربي وظهرت التجاذبات مع الثورات العربية، أصبحت الحيادية غير موجودة من وجهة نظر كل طرف. وتفصيلاً، أشار المتحدثون إلى أن غالبية القنوات الإخبارية العربية والدولية تعرضت لامتحان مهني صعب خلال تغطيتها وتفاعلها مع التحولات والحراك السياسي والاجتماعي الكبيرين، في الوقت نفسه استطاعت أن تستقطب ملايين المشاهدين في المنطقة العربية. ورأى المتحدثون أنه لا يوجد ما يسمى بالحياد في التغطية الإعلامية، بل إن بعض الوسائل كان لها انحياز لصالح فئة على حساب أخرى، كما أن بعض القنوات الإخبارية لم تلتزم بقواعد المهنية أثناء تغطيتها للأحداث العربية، ومنها من استخدم لغة التحريض خلال عملها، وحاد عن الموضوعية من خلال تركيزها على بعض القضايا على حساب أخرى. وخلال تقديمها للجلسة، أكدت الإعلامية في قناة العربية منتهى الرمحي أن القنوات العربية والعالمية فوجئت بالتسارع الكبير في الثورات العربية، ووصفت تغطيتها نتيجة لذلك بالتخبط والتباطؤ، كما التصقت بها صفة التحريض. وطرحت الرمحي عدداً من التساؤلات على المتحدثين، تتعلق بمدى مهنية وسائل الإعلام خلال تغطيتها للثورات العربية، ومدى تأثيرها على المشاهد، فضلاً عن مدى تفاعل المشاهد معها. وقال نخلة الحاج: “الثورات العربية خلقت فرصة لصناعة الأخبار، كما أنها شكلت تحدياً كبيراً للقنوات نتيجة عدم مقدرتها على تغطية أخبار الثورات من قلب الحدث، لتتجه للاعتماد على ما يسمى شاهد العيان في أخبارها الأمر الذي خلق بعض الصعوبات، كما أنها تعرضت للظلم والتشهير من قبل الحكومات المستبدة”. واستهجن ما تتناقله وسائل الإعلام التابعة للأنظمة في الدول التي شهدت الثورات العربية إمكانية أن يكون لوسائل الإعلام دور في إذكاء الثورات، حيث إنها لم تكن مسؤولة عما يحصل، بل إنها كانت تنقل الخبر والحدث للمشاهد. وأكد أن الثورات العربية جعلت وسائل الإعلام تتخلى عن أدبياتها في التأكد من الخبر عبر 3 مصادر والاكتفاء بمصدر واحد أو اثنين في أفضل الأحوال، ما خلق نوعاً من الارتباك في التغطيات الإعلامية، حيث حصل أن بثت قناة العربية أخباراً تبين فيما بعد أنها غير صحيحة وتم الاعتذار عنها، لافتاً إلى أنه لا يمكن الوثوق بالصور والفيديوهات التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار. من جهته، قال الكسندر نزاروف إن قناة روسيا اليوم كانت تعتمد في بداية بثها للثورات العربية على أهم الأحداث ونقلها إلى الجمهور الروسي الذي لا يعرف الكثير عن المنطقة العربية، كما كنا نعطي المشاهد العربي فرصة للحصول على معلومة من جهة ليست من المنطقة العربية وليس لها مصلحة من خلال تغطيتها لما يجري. ولفت فارس خوري إلى أن القنوات العربية تسعى من خلال تغطيتها إلى الحياد والموضوعية، والاعتماد على تفسير ما يحدث دون التدخل فيه، كما تعمل على تقديم معلومات واضحة للمشاهد الذي بدوره يختار ما يشاء منها. ولفت خوري إلى وجود خلط لدى المشاهد بين الحياد الشخصي للصحفي وحياد المؤسسة الإعلامية التي يجب عليها الابتعاد عن التحيز لصالح طرف على حساب آخر. وذكر أن عدد مشاهدي بي بي سي زاد خلال العام الماضي بنسبة 80%، نتيجة الموضوعية في تغطيتها للأحداث في المنطقة العربية على وجه الخصوص والعالم أجمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©