انطلاق ملتقى الشارقة للمسرح العربي بمشاركة نخبة من النقاد والمسرحيين

انطلقت مساء أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة السابعة من ملتقى الشارقة للمسرح العربي تحت عنوان “المسرح والجمهور”، ويستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وشهد الافتتاح عرض مسرحية “ مأساة يرول” قدمتها فرقة مسرح كواتو السودانية. ويشارك في الملتقى نخبة من النقاد والمسرحيين المحليين والعرب من خلال ندوات تخصصية حول العلاقة التبادلية بين المسرح والبيئة والإعلام من جهة وجمهور المسرح العربي من جهة أخرى. بدأت أولى فقرات افتتاح الملتقى بكلمة لعبد الله العويس مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أشار فيها إلى أهمية التواصل بين المسرحيين العرب من أجل تكوين مسرح عربي متميز باعتبار أن المسرح ركن أصيل من أركان الحضارة الإنسانية ومطلب ضروري في حياة الشعوب المتحضرة. وأشاد العويس برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والذي يولي المسرح والمسرحيين اهتماماً كبيراً ومقدراً. وقال العويس “إنها لسانحة طيبة أن نزف لمقام صاحب السمو حاكم الشارقة أسمى آيات التهاني والتبريكات لنيل سموه جائزة الشيخ زايد للكتاب باعتباره كاتباً ومفكراً عربياً أثرى المكتبة العربية والعالمية بالعديد من المؤلفات والدراسات في مجالات عدة ونال المسرح اهتماماً متفرداً من لدن سموه”. وأضاف “ولعل عام 2007 كان معراجاً جديداً في سماء الثقافة والمسرح العربي عندما شرفنا سموه بكتابة وإلقاء كلمة يوم المسرح العالمي وذلك في مقر اليونسكو في باريس في 27 مارس عام 2007، باعتباره كاتب مسرح عالمياً، وتوالت بعد ذلك مبادرات ومساهمات سموه في سبيل النهوض بالمسرح المحلي والعربي وتوج ذلك الاهتمام بإنشاء الهيئة العربية للمسرح، تلك المنارة الثقافية المسرحية التي احتضنت المبدعين المسرحيين في سبيل توحيد جهودهم تحت لواء واحد ومظلة واحدة انطلاقاً من إيمان سموه بأهمية المسرح وتأثيره في حياة الأمم والشعوب”. وفي ختام كلمته أكد العويس أهمية صدق وشفافية الخطاب المسرحي العربي في ظل الثورة الإعلامية الهائلة وما يتصل به المشاهد العربي من وسائل وقنوات إعلامية مختلفة ولذلك من أجل إيجاد جمهور متفاعل ومتواصل مع كل ما يطرح من أعمال مسرحية عربية. وألقى بعد ذلك الفنان الرشيد أحمد عيسى رئيس الوفد السوداني كلمة بالمناسبة أشاد فيها بدور صاحب السمو حاكم الشارقة في توسيع رقعة الاهتمام بالمسرح في أرجاء الوطن العربي كافة، وقال إن حضور المسرح في الخليج عموماً وفي الإمارات خصوصاً هو حضور كبير ومتميز نظراً لما تتمتع به هذه المنطقة من خصوصية جغرافية أهلتها لأن تحوز عمقاً استراتيجياً واقتصادياً وثقافياً متفرداً. وبعد هذه الكلمة قدمت فرقة مسرح كواتو السودانية عرضها المسرحي “مأساة يرول” التي تترجم دلالات العلاقة التفاعلية بين المسرح والجمهور، وتتحدث المسرحية عن منطقة في السودان اسمها “يرول” ينشأ فيها صراع بين الحاضر القاسي من خلال ثيمة العطش وإصرار البعض من أهاليها على البقاء في أرض الآباء والأجداد على الرغم من كل الصعوبات المحيطة، وبين المستقبل الغامض من خلال اقتراحات وأصوات تنادي بضرورة الهجرة إلى مكان جديد وإلى ظروف بيئية أفضل، واحتشد العرض بالكثير من المكونات التراثية والفلكلورية التي جسدها الديكور والأزياء والغناء والرقص، وأتت معظم هذه اللوحات الشعبية المتجذرة في الثقافة الأفريقية لخلق حالة طقسية وشعائرية تدعم الجو العام للعمل وإن طغت عليها أحيانا المبالغة والإطالة التي جاءت زائدة ومشوشة لرمزية وكثافة القصة والمحتوى الضمني للعمل.