الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية ودبلوماسية المصارعة

24 مايو 2014 23:32
كاثرين ترايويك محلل سياسي أميركي يبدو الأمر وكأنه حدث بالأمس فقط عندما جاء لاعب كرة السلة الأميركي «دينيس رودمان»، الذي يصف نفسه بـ«دبلوماسي كرة السلة»، إلى بيونج يانج ليلعب مباريات هناك، مما أثار الغضب الدولي. وزاد رد الفعل العنيف هذا بسبب رحلته التي قام بها مؤخراً والتي تعهد بعدها ألا يزور كوريا الشمالية مرة أخرى، ولكن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ليست على استعداد للتخلي عن آمالها بالنسبة للدبلوماسية الرياضية. فمن المقرر أن تستضيف بيونج يانج، في وقت لاحق من هذا العام، دورة دولية لمصارعة المحترفين، وهو الحدث الذي سيجمع مصارعين من الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى، في روح من «الاستقلال والسلام والصداقة»، بحسب ما قيل. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الموعد المحدد وقائمة اللاعبين لم يتم الانتهاء من إعدادهما بعد، ولكن إذا حدث أي شيء مثلما حدث في الدورة السابقة التي عقدت في عام 1995 -حيث تحولت الدورة إلى حدث راقص ضخم تحت عنوان «الصِّدام في كوريا»- فإن ذلك سيكون عرضاً رائعاً من الدعاية السياسية المكشوفة. وقد ضمت مسابقة عام 1995 ثماني مباريات أقيمت على مدار يومين بين مصارعين من الولايات المتحدة واليابان. وشارك في الحدث أيضاً النجم الأميركي «ريك فلير»، الذي التقى في مباراة مع بطل اليابان في المصارعة الحرة للوزن الثقيل «أنطونيو إينوكي»، الذي ساعد هو أيضاً في تنظيم المباريات. وقبل انطلاق المسابقة، ذكر «كازو إيشيكاوا»، وهو أحد المنظمين، للصحفيين أن «الصدام في كوريا» يعتبر بمثابة «دبلوماسية للمصارعة في أفضل حالاتها». وبينما وصف «رودمان» الرئيس الكوري الشمالي «كيم يونج أون» بأنه «أفضل صديق» أثناء زيارته لكوريا الشمالية، إلا أن المصارعين الأميركيين الذين شاركوا في دورة 1995 لم يفتنوا بالنظام. أما «فلير» فقد كتب عن تجربته المزعجة إلى حد ما في مذكراته عام 2010، قائلا: «في الثانية التي وصلنا فيها إلى بيونج يانج، تمت مصادرة جوازات السفر الخاصة بنا. وبعدها تم تعيين “ملحق ثقافي” خاص بكل لاعب منا ليتتبعنا أينما نذهب، كان هؤلاء الرجال يجلسون حتى في غرفة خلع الملابس أثناء ذهابنا إلى المباريات، وفي غرفة الطعام، حيث يتناول المصارعون وجباتهم، وكانت هناك أيضاً كاميرات في جميع الزوايا، لترصد كل حركة. وعندما اتصل المصارع الأميركي المحترف سكوت نورتون بزوجته وقال لها “إن هذا المكان يثير الاشمئزاز”، انقطع الاتصال بينهما على الفور». ووصف «فلير» في مذكراته حالة الرعب التي كان يشعر بها بسبب الإقبال على الملعب -حيث حضر اليوم الثاني من المباريات ما يقرب من 190 ألف شخص- وعلى رغم هذا فقد وجد ذلك «مخيفاً». وأضاف: «كان المتفرجون يهتفون في اللحظة المناسبة، حتى أنني ساورني شعور بأنهم تلقوا أوامر بالحضور». وكان من بين الحضور الملاكم العالمي «محمد علي كلاي» الذي جاء لمشاهدة الحدث، ولكن عندما انتهت المسابقة، تم تمديد إقامته وكذلك إقامتي لمدة ثلاثة أيام إضافية «حيث اضطررنا للتنقل من مكان لآخر للقاء مختلف المسؤولين الشيوعيين»، كما جاء في مذكرات «فلير». ويتذكر «فلير» أيضاً أنه خلال مأدبة عشاء مع بعض المسؤولين بكوريا الشمالية، كان «محمد علي» يتمتم قائلاً «لا عجب أننا نكره هؤلاء «المصابين بعقدة أوديب». وفي شهر يناير، تذكر «فلير» هذه الرحلة أثناء مقابلة مع صحيفة «يو إس إيه توداي»، حيث قال «إن أكثر ما أزعجني حقاً أنهم كانوا يريدون مني الإدلاء ببيان أعلن فيه أنني بعد الوقت الذي أمضيته في كوريا الشمالية، رأيت أن بإمكان هذه الدولة أن تهيمن على الولايات المتحدة الأميركية إذا ما أرادت ذلك. ولا أدري كيف تمكنت من تغيير أسلوبي بحيث إنني لم أتفوه بذلك. وكل ما ذكرته أنني شعرت بسعادة غامرة، وأنه يشرفني أن أكون هنا وأنني أقدر ضيافتهم». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيوفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©