ناصر السعيدي: الحوكمة الرشيدة تعزز الدور الاقتصادي للمنطقة

تنطلق اليوم في العاصمة القطرية الدوحة أعمال المؤتمر السنوي الثالث لمعهد حوكمة الشركات ''حوكمة'' الذي من المتوقع أن يتخلله الإعلان عن مبادرات مهمة لتحسين ممارسات حوكمة الشركات في المنطقة· و قال الدكتور ناصر السعيدي، المدير التنفيذي لمعهد حوكمة الشركات ''حوكمة'' في بيان صحفي امس ''أدت الأزمة المالية العالمية الحالية إلى إعطاء الأسواق الناشئة، بما فيها منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فرصة القيام بدور أكبر في الاقتصاد العالمي· ومما لاشك فيه أن الحوكمة الرشيدة للشركات تشكل عاملاً أساسياً في تمكين المنطقة من مواجهة التحديات لتصبح لاعباً عالمياً أساسياً''· وأضاف ''إن ضمان تبنّي وتطبيق الأُطر الصحيحة لحوكمة الشركات على نطاق واسع في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما ينجم عنه من ترسيخ ثقة المستثمرين، سيساهم في تعزيز فرص المنطقة لتصبح من أهم القوى الاقتصادية العالمية المؤثرة· وفي هذا السياق، يوفر ''المؤتمر السنوي الثالث لحوكمة الشركات'' فرصة ممتازة للاجتماع وبحث آخر تطورات الحوكمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والاستفادة من تجارب المناطق الأخرى، وفهم التحديات التي نواجهها، بما يتيح لنا المضي قدماً لتحقيق أهدافنا''· وسيكون من أهم فعاليات هذا الحدث الإعلان عن توصيات ''حوكمة'' لسياسات المصارف التي تحدد قضايا حوكمة الشركات التي تؤثر على القطاع المصرفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا· ويأتي هذا الإعلان عقب عام كامل من الاستشارات مع المصارف المركزية والمصارف والهيئات التنظيمية في المنطقة· ويتضمن توصيات حول توحيد المعايير وتنسيق ممارسات وسياسات حوكمة الشركات في المنطقة· ويترقب القطاع باهتمام بالغ أيضاً إطلاق ''إعلان الدوحة'' الذي سيتضمن جدول أعمال للسياسات والإجراءات في المنطقة· ويجمع المؤتمر السنوي الثالث لمعهد ''حوكمة''، تحت مظلته خبراء حوكمة الشركات وممثلين عن الهيئات التنظيمية والقطاعين الحكومي والخاص لمناقشة التحديات التي تواجهها المنطقة على صعيد الحوكمة الرشيدة، وذلك تحت عنوان ''حوكمة الشركات: هل أصبحت المنطقة لاعباً عالمياً؟''· ويتناول المؤتمر جملة من المواضيع المهمة، بما فيها حوكمة الشركات والأزمة المالية، وتفعيل دور المساهمين، والتنظيمات المثلى لتعزيز حوكمة الشركات، والاستراتيجيات الكفيلة بحفز تطبيق ممارسات الحوكمة في كل من شركات الاستثمار في الملكية الخاصة وصناديق أجيال المستقبل والشركات العائلية· ويركز المؤتمر أيضاً على القضايا التي تهم المنطقة بشكل خاص، مثل حوكمة الشركات في المؤسسات المالية الإسلامية، والاستثمار في الملكية الخاصة، وصناديق الثروة السيادية، والتحديات التي تواجه عائلات المنطقة، والإعسار، وحقوق الدائنين، وغيرها· ويلقي المؤتمر الضوء على الإجراءات التي اتخذتها دولة قطر مؤخراً لتعزيز حوكمة الشركات، حيث بادرت الشركات الرائدة في قطر إلى اتخاذ خطوات مهمة للارتقاء بمعايير الحوكمة· وكانت ''هيئة قطر للأسواق المالية'' بالتعاون مع معهد ''حوكمة'' وشركائه العالميين قد نشرت مؤخراً مشروع نظام حوكمة الشركات لتلقي الآراء بشأنه· ومن جانبه، يعتمد ''مركز قطر المالي'' حوكمة الشركات في كافة تنظيماته· وكان ''مصرف قطر المركزي'' قد وضع إطاراً لحوكمة الشركات يستند على الحماية من المخاطر· وسيناقش المؤتمر العبر والدروس التي يمكن استخلاصها من الخلل في حوكمة الشركات في الاقتصادات المتقدمة والذي يعد أحد أسباب الأزمة المالية الحالية· تتضمن أعمال المؤتمر الذي يستمر يومين عقد اجتماع لمجموعة عمل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول حوكمة الشركات· ويتشارك في رئاسة هذا الاجتماع كل من معهد حوكمة الشركات ''حوكمة'' ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وذلك بالتعاون مع المنتدى العالمي لحوكمة الشركات (GCGF) التابع للبنك الدولي، ومؤسسة التمويل الدولية (IFC)· ويشارك معهد حوكمة الشركات، ''حوكمة'' كذلك في استضافة هذا الاجتماع