الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شوائب عالقة»

11 مايو 2013 20:32
تشير دراسة حديثة لجمعية الإمارات للتمريض إلى أن المواطنين لا يشغلون سوى 4? فقط من إجمالي العاملين في هذا القطاع الحيوي المهم، وربما يكون المردود المادي في مقدمة أسباب عزوف المواطنين والمواطنات عن العمل بالتمريض، بحسب الدراسة. لكن بلا شك هناك أسباب أخرى، أهمها تدني النظرة الاجتماعية إزاء هذه المهنة الإنسانية الراقية، فضلاً عن طبيعة العمل، ومستوى المسؤولية الشخصية والمهنية التي تتعلق بحياة المرضى وصحتهم. فما من شك في أن ساحة العمل بالتمريض من أنبل ساحات التفاني التي تشرق بصور العطاء الإنساني منقطع النظير، وعلى الرغم من ذلك ـ وبكل أسف ـ تلتصق المهنة في أذهان البعض بصور سلبية، شديدة الغرابة والدونية! كثيرون ينظرون إلى المهنة من زاوية متخلفة وضيقة للغاية، ويعتبرونها مجرد مهنة خدمية لا تليق إلا بفئة لها خصوصية معينة، وما الممرضة إلا خادمة للمرضى أو شغالة تسهر على راحتهم، على الرغم من أنها تقوم بعمل إنساني راقٍ ومتحضر ومهم للغاية، وتبذل في سبيل ذلك طاقة جسدية ونفسية كبيرة، وهذا يتطلب كل التقدير والاحترام والعرفان لدورها، ورسالتها. وبعضهم قد يبرر وجهة نظره بطبيعة عملها في عدد ساعات العمل الطويلة التي تقضيها الممرضة خارج بيتها، ويتيح لها المزيد من فرص الاحتكاك والاختلاط بالرجال، ولا تسلم من مضايقاتهم وتحرشهم بها سواء كانوا مرضى أو غيرهم في محيط العمل. هذه النظرة لم يسلم منها المجتمع الغربي نفسه، بل ارتبطت تلك النظرة السلبية لسنوات طويلة بمكانة المرأة في العصور الوسطى، وخروج المرأة مضطرة للعمل بصورة أوسع بعد الحرب العالمية الثانية، إثر مقتل أرباب الأسر من الرجال بأعداد كبيرة، وترمل الكثيرات من الزوجات، واضطرارهن امتهان أعمال متواضعة أحياناً، ومنهن من مارس هذه المهنة من دون دراسة كافية، واقتران ذلك بلجوء كثيرات منهن للعمل في أعمال مشبوهة، ِمن منْ ارتبط تغيبهن عن المنزل لساعات طويلة، ليلاً، بمهنة التمريض. الآن العالم قد تغير، لكن مجتمعاتنا العربية لا تزال تعيش أسيرة ثقافات قديمة، برغم ما تحقق أيضاً من تطور وتقدم في شتى مناحي الحياة، ويفترض أن يواكبا صورة المرأة ومكانتها ودورها في المجتمع هذا التغير. المرأة العربية والإماراتية الآن تختلف عما كانت عليه من قبل، واستطاعت الإماراتية أن تحقق ذاتها، وتثبت جدارتها في الحياة بما يدعو إلى الفخر. ودور الممرضة في أي موقع طبي لا يقل أهمية عن دور الطبيب بأي حال، ومع التقدم الحاصل في مجال الخدمات الطبية، وتزايد الاعتماد على الأجهزة الرقمية والمعدات الطبية الدقيقة والمعقدة، برزت أهمية رفع الكفاءة التعليمية والمهنية للعاملين في هذا المجال. ومن ثم تعالت الأصوات التي تحث على أهمية رفع المستوى الأكاديمي والعلمي والتدريبي للممرضات حتى يصبحن قادرات على استيعاب تكنولوجيا العصر وتقنياته بشكل جيد. علينا أولاً أن نغير قناعاتنا بالتفكير الموضوعي، والتخلص من «الشوائب العالقة» التي تعطل حتى قدرتنا على التفكير. وإلى كل «ملائكة للرحمة » .. كل عام وأنتم بخير. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©