المهدي الحداد (موسكو)
وصل المنتخب المغربي، العاصمة الروسية موسكو، قادماً من فورونيج في رحلة جوية امتدت ساعة واحدة، وذلك قبل أقل من 48 ساعة عن الموقعة الفاصلة التي ستجمعه بالبرتغال على أرضية ملعب لوجنيكي الشهير.
«أسود الأطلس» وبعدما رفعوا المعنويات، حلوا بموسكو وهم في قمة الجاهزية، متسلحين بالعزيمة والروح القتالية التي لطالما اشتهروا بها، رغبة في تقديم مباراة كبيرة أمام البرتغال تدخلهم التاريخ، وتعيد إلى الأذهان الملحمة التي صنعها جيل الزاكي وبودربالة أمام نفس المنتخب في مونديال المكسيك 1986، حينما فاز المغاربة أنذاك بنتيجة 3- 1 وتأهلوا للدور الثاني.
اللاعبون يعلمون أن الفوز هو الخيار الوحيد للإبقاء على الأمل، ويعقدون العزم على خوض مباراة العمر بروح مختلفة تماماً عن معركة إيران الحزينة، دون دهشة أو مبالغة في احترام نجوم البرتغال في مقدمتهم الأسطورة كريستيانو رونالدو.
المنتخب المغربي، وقبل القدوم إلى موسكو تدرب آخر حصتين بملعب تشاكا بفورونيج بحضور كل اللاعبين، باستثناء نور الدين أمرابط المصاب بارتجاج في الدماغ، والذي سيغيب عن ما تبقى من المونديال، ومروان داكوستا، الذي شعر ببعض الآلام ولم يكمل التمارين، حيث من المنتظر أن ينضم إلى أمرابط في لائحة الغيابات لكن لمباراة واحدة فقط.
ومن المرتقب أن يعود نبيل درار للجانب الأيمن في التشكيلة الرسمية خلال المباراة المصيرية، إذ شفي تماما وأصبح جاهزاً للمشاركة، وشوهد في آخر تمرين للأسود بحماس رهيب وثقة عالية في النفس، حيث يتطلع للرجوع بقوة وتغطية الفراغ الذي تركه بشكل واضح أمام إيران.
وقبل مغادرة فورونيج صوب موسكو سُمح لعائلات اللاعبين بحضور حصة تدريبية كانت مفتوحة في وجه الإعلاميين أيضاً، بمبادرة من رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع والمدرب هيرفي رينارد.
وتقمص رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع منذ أيام دور الطبيب النفساني، وأصبح لا يفارق اللاعبين أينما حلوا متحدثاً إليهم جماعة تارة وبشكل فردي تارة أخرى بعد التغلب على التوتر والقلق الذي رافقه طيلة أسبوع كامل.
وأثيرت بعض الشائعات بعد مباراة المغرب وإيران أن المدرب هيرفي رينارد دخل في شجار ونقاش حاد مع مساعده مصطفى حجي بسبب سوء تفاهم حول إشراك سفيان أمرابط كظهير أيمن بديلاً لشقيقه نور الدين، لكن اتحاد الكرة أكد في بيان له أن الخبر عار من الصحة، وأن علاقة حجي ورينارد على أحسن ما يُرام، والدليل وقوفهما جنباً إلى جنب وحديثهما وضحكهما مع بعض في الحصص التدريبية الأخيرة بملعب تشاكا بفورونيج.
من جهة أخرى وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم الدعوة لثلاثة نجوم وأساطير من كرة القدم المغربية، من أجل الحضور في منصة كبار الشخصيات خلال مباريات أسود الأطلس، الثلاث بالمونديال.
الفيفا وجه الدعوة لنور الدين النيبت، الذي حضر اللقاء الأول ضد إيران بسان بطرسبورج، ثم الحسين خرجة في المباراة أمام البرتغال، وبادو الزاكي في المواجهة الثالثة بكالينجراد أمام إسبانيا.
فيصل فجر: رونالدو بشر مثلنا لا يخيفنا !
عقد فيصل فجر متوسط ميدان المنتخب المغربي وخيطافي الإسباني مؤتمراً صحفياً بمقر إقامة «أسود الأطلس» بمدينة فورونيج، ساعات قليلة قبل التحليق صوب موسكو، حيث مرحلة الإعداد التكتيكي والنفسي الأخير لمباراة البرتغال الثاني بدور المجموعات. وقال فيصل: «الحمد لله تجاوزنا تداعيات السقوط، وعدنا إلى قوتنا الذهنية، كانت طعنة مؤلمة، استطعنا تجاوزها بفضل تلاحمنا والعمل الذي يقوم به الجهاز الفني ورئيس الاتحاد المغربي، نحن جاهزون وفي أتم الاستعداد للقاء البرتغال الذي ننتظره بشغف». وأضاف: «المدرب رينارد وجه لنا الشكر، وأثنى على الكل وقال إننا قدمنا كل ما نستطيع لكن الحظ والتوفيق غابا، أمرنا بنسيان ما حدث بسرعة والتركيز على قادم اللقاءات، فالأمل موجود وإمكانية التأهل قائمة شريطة القيام بـ 180 دقيقة تاريخية وهزم البرتغال وإسبانيا، صحيح أن المهمة صعبة لكنها ليس مستحيلة». وتابع: «صدقوني نحن أيضاً منتخب شرس ونملك لاعبين ونجوماً مشهورين وكباراً يلعبون في أعرق الأندية الأوروبية، الكفة متوازنة والحظوظ متساوية، أما رونالدو فرغم كونه أفضل لاعب في العالم في الظروف الراهنة، بيد أنه يبقى بشراً مثلنا وإيقافه ومراقبته شيء ممكن، إن دافعنا جيداً وأغلقنا الممرات ولم نرتكب أخطاء سنعزله ولن يفعل شيئاً، بالتأكيد سنقوم بذلك دون خوف أو رهبة، سنقاوم وسنهاجم وسنلعب الكل للكل». واختتم فيصل: «أنا حزين لما حدث مع بوحدوز والانتقادات اللاذعة التي وُجهت له، تسجيل هدف ضد المرمى من الأشياء التي تحدث دائماً في كرة القدم ولا مجال لتضخيم الحدث ».
عدد اليوم
