اعتبرت احتفالية أيام «فاشن فورورد ميدل إيست»، التي اختتمت مؤخراً في مدينة جميرا في دبي، مناسبة مهمة لالتقاء عدد من المصممين العرب والأجانب، خاصة من المقيمين في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، عاكسة من خلال منصاتها ملامح كل من خطي الملابس الجاهزة (ردي تو وير)، والخياطة الراقية (هوت كوتور)، المستوحاة من اتجاهات الموضة العالمية في المواسم المقبلة.
أزهار البياتي (الشارقة) - شكلت فعالية «فاشن فورورد ميدل إيست»، التي أسدل الستار عليها مؤخراً في دبي، مناسبة مهمة لصناعة الأزياء في المنطقة في مضمونها العام، إذ وضعت صياغة جديدة لأسبوع دبي للموضة، والذي توقف تنظيمه بشكل مفاجئ منذ العام الماضي لأسباب «مبهمة»، ومن خلال مشاركات العديد من الأسماء المعروفة في عالم التصميم مع بعض دور الأزياء المحلية والعالمية، عكست العروض تنوعاً وغنى على مستوى الأداء والحضور.
عملية وفخمة
خلال فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع زخرت منطقة «أرينا مدينة جميرا» بجدول مزدحم كان في طليعته عرض للمصممة اللبنانية ديما عياد، ومجموعتها الجديدة من فساتين السهر والمناسبات، حيث ميزت خطها بأسلوب كلاسيكي ناعم ومنسجم اتسم بالبساطة والمرح، فيما قدمت تشكيلة دار أزياء «كيج» ملابس جاهزة لقطع وموديلات تعد نهارية بامتياز، تتضمن خطوط الانسيابية والعملية والراحة، وتناسب أجواء الصيف الحارة.
ومع حلول المساء جاء عرض المصمم الفلبيني أزرا سانتوس بكل مفردات الأناقة، والتميز والابتكار، حيث حملت تصميماته لخط ملابس السهرة والهوت كوتور، نماذج منتقاة تحمل عناصر من ذوقه الخاص ورؤيته المترفة للموضة، عاكساً عبرها أنماط الفخامة والتكلف بكل رقي واقتدار. ومن خلال مجموعة أنيقة قسمها لفئات عدة وألوان، منطلقاً بمعزوفته الجميلة بدءا من عاجية الأبيض اللؤلؤي، ومرورا بثورة الأحمر الياقوتي، ثم انتهاء بسطوة الأسود الفحمي، وكأنه يرسم ملحمة دارماتيكية مثيرة من الجمال، واضعا فيها بصمته المميزة وحسه المتفرد في عالم الأزياء، موشيا كل قطعة منها بشك متقن بالأحجار، وزخرفة فنية دقيقة من التطريز والكريستال.
واستعرض المصمم اللبناني الشاب رامي قاضي من خلال هذه المناسبة مجموعته الجديدة لفساتين السهرة، والتي عبرت عن شغفه بالطراز الكلاسيكي في الموضة والأزياء، حيث ميّز باقته الصيفية بألوان مشرقة غلب عليها تدرجات مسطرة الباستيل الناعمة، مع العديد من القطع المظللة بالأصفر الشاحب، الليموني، والكركمي، والعسلي، راسما عبرها نماذج من الأكتاف العارية والجوبات الواسعة المنتفخة بالجيبون، مع بعض من القطع القصيرة الضيقة.
ترنيمة واحدة
استعرضت دار «تجوري» القطرية للأزياء، تشكيلة بديعة من موديلات السهرة والحفلات، مقدمة إياها بإطار متسق ومنسجم لأبعد الحدود، وكأنها ترنيمة واحدة من الفن والجمال، تشي بعناصر الأنوثة والإثارة والرقي، وتحمل بين طبقاتها طاقات من الأناقة الناعمة، والترف العفوي، والبساطة الغنية، حيث القصات الكلاسيكية و«الياقات» العالية، وانسيابية الخطوط التي تتمايل مع انحناءات القوام، مترجمة من خلال عدد من الفساتين المسائية الطويلة «ماكسي»، وبعض الموديلات القصيرة «مدي»، وشيء من الأطقم والبنطلونات، وبأقمشة وخامات براقة لامعة تعكس أطياف من الضياء، منها البروكار المزخرف والجرسيه اللاميه، والأورجانزا الشانجان، بالإضافة إلى الأتوال والدانتيلات.
وعكس المصمم المبدع مايكل سينكو روائع خطه البديع، معبرا عن شغفه اللا محدود برومانسيات الأناقة الفرنسية، وكلاسيكيات ملابس نجمات هوليوود وبطلات قصص الأساطير والحكايات، ليترجمها بقطع وإيقونات مثيرة وزاخرة بالتفاصيل والمطرزات، فضل لبعضها أن تأتي بشفافية لون البشرة من البيجيات التي تلامس البشرة وتنسجم مع لونها، ليطعمها بغنى العاج وعرق اللآلئ وبريق الأصداف، فيرسم من خلالها زخارف تذكرنا بالطراز الباروكي، فيما اختار للبعض الآخر منها إيحاءات من حكاية بحيرة البجع وفيلم «ذا بلاك سوان»، ليصوغها بفخامة وترف، ويطرزها بثراء وسخاء، مرصعا لمساته الساحرة بحبات مختلفة من كريستالات سوارفسكي، خاتما فنتازيته الرائعة هذه بفستان زفاف ملكي فريد، متألقا بالكشاكش والدانتيلات التي ترفل خلفه لأمتار وأمتار.
عدد اليوم
