الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كن أصم ولا تنتبه لإحباطات الآخرين

11 مايو 2013 20:30
من الحكايات التحفيزية التي يتم سردها في مجالات تطوير الذات، تلك القصص المنبثقة من الموروث الشعبي أو تلك التي تجد لها مرتكزاً في الأساطير القديمة التي كانت تروى للحفاظ على الطاقة أو تجنب عراقيل معينة وتخطيها أو تجاهل إحباطات الغير، والقفز فوق الطاقة السلبية التي تنبعث من مكان ما، ومواجهة قهر العزيمة التي يبرع البعض في التصدي لها، والنيل منها، كلما سنحت الفرصة لذلك. ومن هذه القصص يروى أن مجموعة من الضفادع الصغيرة، كانت تشارك في سباق، واضعة نصب أعينها قمة البرج، بينما كان الجمهور من البشر يجتمع ويتفرج على السباق، ويهتف بأعلى صوته، وانطلقت لحظة البدء، مع اعتقاد أكيد منهم أن الضفادع لا تستطيع وصول القمة، وانطلقت عبارات الإحباط مثل «إن السباق جد صعب، لن تتمكن من الوصل إلى الأعلى، ليست لها فرصة لوصول ربع المسافة».. وتوالت الكلمات المحبطة، وبدأت الضفادع في السقوط واحدة تلو الأخرى، ما عدا قلة كانت تتسلق بسرعة إلى أعلى فأعلى، في حين استمر الجمهور في إطلاق كلماته المحبطة «لن تتمكن من إكمال السباق وستسقط تباعاً»، وغيرها من الكلمات السلبية. تراجع عدد الضفادع المتسابقة وتناقص كلما تقدم السباق، إلى أن استسلمت في نهاية المطاف، لكن الجمهور لاحظ واحداً من تلك الضفادع مستمراً غير مبالٍ بما يُقال، إلى أن وصل القمة. دفع الفضول المشاركين والجمهور لمعرفة سبب إصرار الضفدع الصغير على الوصول إلى القمة، وسر قوته، وكيف استطاع أن يحقق ما عجز عنه غيره، ما دفع أحدهم للسؤال، لكن الضفدع ظل صامتاً لا يجيب، مكتفياً بالاحتفال قفزاً، والسعادة ظاهرة على ملامحه، ليتبين أنه أصم لا يسمع، ما حال بينه وبين الكلمات المحبطة التي لم تنل من عزيمته. تلك حكايات وأساطير تأبى أن تشيخ، تظل صامدة وصالحة لكل زمان ومكان، يحتاجها كل شخص بين الفينة والأخرى لصد الإحباط، وتجنب الكلمات والأفعال المحبطة التي تتسرب إلى نفسه، وتحاول النيل منه، خاصة أن الكثير من الجمهور همه متابعة الناس وتصيد لحظات ضعفهم، لإبعادهم عن أحلامهم المحببة، الأمنيات التي يحملونها في قلوبهم، فالإنسان أحيانا يجب أن يكون أصم لكي لا تنال منه الكلمات المحبطة، فاستمع إلى نفسك، وإلى صوت القوة بداخلك، ولا تلتفت إلى ذلك الشخص الذي يخبرك أنك لا تستطيع أن تنجز أحلامك، وتخطي الصعاب، وضع في اعتقادك أنك تستطيع النجاح دائماً، وأنك الأقوى، وأنك قادر، ولعل هذا ما يترسخ منذ الصغر في فكر الطفل ونفسه في بعض الدول الأوروبية، حيث يتردد دائماً على لسان مدرسيه: «أنت تستطيع، أنت قادر، ستنجح، ستتجاوز كل العراقيل»، بينما نجد العكس في بيئتنا التي تفتقر إلى الكلمات التحفيزية، وغالباً ما نتلقى كماً هائلاً من الكلمات المحبطة، وبالتالي نعيد إنتاجها من جديد. المحررة | lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©