شباب الكوفي شوب

خرجت مع والدتي صباحا للذهاب إلى العيادة، ولاحظت أثناء مروري على أكثر من ''كوفي شوب'' في الطريق انها مليئة بالشباب المواطنين الموجودين بداخلها على اختلاف هذه المقاهي · ولم أعد أعرف إن كان هؤلاء متفرغين أو طلبة أو موظفين· فمن يرهم بلباسهم الرسمي (الكندورة والغترة) يظن أن وراءهم اجتماع عمل، لكنهم مستمتعون بالأحاديث والضحك وشرب القهوة · كل الخوف أن يكونوا موظفين بإحدى الدوائر، ما قد يترتب على ذلك من تأخير لمصالح الناس· لقد كثر أعداد الشباب داخل المقاهي في الصباح الباكر لدرجة تظن أنهم يقفون عند الباب ليدخلوا عند بداية فتحه· اقول لمرتادي هذه المقاهي ، إذا كانوا من الموظفين ، لقد من الله عليكم بنعمة الوظيفة والحمد لله والراتب الحلال، فلماذا تقابلون هذه النعمة بالنكران والحجود؟ يا جماعة الخير العمل أمانة، يجب أن نؤديها بكل إخلاص وإتقان، ولا نضيع أي دقيقة من وقت العمل لأننا محاسبون على ذلك من رب العالمين· نحن لدينا عقائد وقيم أصيلة مستمدة من الدين الحنيف·· لو راعيناها لن نتباطأ في أي عمل وسنصل إلى السمو والرقي· اسألوا أنفسكم: كيف استطاعت اليابان أن تخرج من المحرقة النووية مرة أخرى وتتفوق على الكثير من بلدان العالم؟ إنه الإتقان بالعمل· فقد قال الرسول (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) فأين إتقانكم للعمل· أين الإخلاص فيه؟ نتمنى من الإخوة الموظفين الهاربين من أعمالهم تقوى الله ومحاسبة أنفسهم والتراجع عن إهمالهم وإتقانهم لأعمالهم· حتى نساهم جميعا في مسيرة نهضة الدولة · شمه المحيربي