السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المطلقة مدانة في محكمة المجتمع وبلا دفاع

8 نوفمبر 2008 03:14
طلقني زوجي لخلاف بيننا استعصى علينا حله · فقد كنت أطمع إلى مستقبل علمي ووظيفي، فيما كان يصر هو على أن البيت أولى؛ ركبت رأسي وركب رأسه · وكانت النتيجة طلاقاً بلا أطفال · ظننت أن خسارتي محدودة بفقدان الزوج فحسب، فحاولت التعويض بتحقيق النجاح الذي كنت أصبو إليه · واصلت تعليمي فحصلت على أعلى الشهادات، ثم طرقت سوق العمل فوصلت إلى أعلى المناصب · حافظت على شرفي وسمعتي وديني · وحسبت أنني وفقت ولكنني كنت أحلم· فنحن في مجتمع يقف دائماً إلى صف الرجل ولا يرحم المطلقات· زوجي السابق واصل حياته ونجاحه وتزوج وانجب وكافأه المجتمع بالتعاطف والقبول، أما أنا فقد أدانتني محكمة المجتمع بدون دفاع · كنت في نظر الجميع رجالا ونساء، وأهلي أولهم، بمثابة الإنسانة التي ظلمت وتعدت، وبقدر ما فرحوا لنجاح طليقي بقدر ما ساءهم ما حصلت عليه· فقد كان رأيهم يوافق رأيه ، وهو أن البيت أولى· ورغم أنني لم اقف ضد زواج جديد إلا أنني لم أجد من أقبله، فالخاطب ممن كسدت بضاعتهم ، فهو يبحث عن أخرى بشروط ميسرة وبأسعار مخفضة· وكل من يأتى يضع في اعتباره ، أنني فرطت في رجل وسيسهل علي التفريط في آخر، وأنني مدانة في محكمة المجتمع، وأنني تسببت في خسارة رجل سابق وضع في سلتي رأس مال فضاع عليه، ولذا فمن الحكمة أن يضع الجديد أقل استثمار ممكن تحسباً لخسارته ··لم تنفعني شهاداتي وانتصاراتي العلمية وبقيت في نظر الجميع ''مطلقة'' · كانت المطلقة في المجتمع المسلم لها وضع كريم، والرسول- صلوات الله عليه وسلامه- تزوج مطلقات وزوجهن أصحابه، ومن لم توفق مع زوج وفقها الله مع غيره، ولم يكن عاراً على المرأة في عصر النبوة والخلفاء الراشدين أن تطلق فقد طلقت نساء عظيمات وتزوجهن من بعد رجال عظماء فمن أين جئنا بهذه الصورة الظالمة المظلمة وبأي حق حكمنا على المطلقة بأنها المذنبة ؟ على الرغم من أن أروقة المحاكم وكثيرا من بيوتنا تمتلئ برجال تتمنى نساؤهم الخلاص· نتمنى من المجتمع ألا يتسرع في اصدار الأحكام، وأن يعيد نظرته للمطلقات ، ولا يزيد من معاناتهن، وأن يساعدهن على تخطي محنتهن· أم أسامة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©