الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
14 مايو 2011 22:24
تُعد النفس البشرية بحراً من الألغاز التي لا يمكن تفسيرها بسهولة، فهذه النفس تسبح في فضاء لا حدود له، ترتبط بعلاقات وأسرار مع القلب، وعلى الرغم من كل هذا التطور في دراسات علم النفس بفروعها المختلفة من علم نفس تربوي، وعلم نفس طفولة والمراهقة، إلى ما هنالك من الفروع المتشعبة، لا تزال هذه النفس تزخر بالألغاز، وكلما حل الإنسان لغزاً في هذه النفس ظهرت ألغاز وألغاز.. عرف العرب بحب الألغاز فكانوا يصوغونها شعراً ونثراً، وما نظم هذه الألغاز في حد ذاته إلا دلالة على ذكائهم وفطنتهم. لغز في «مقاييس اللغة» اللام والغين والزاء أصل يدل على التواء في شيء وميل. يقولون: اللُّغز: ميلُك بالشَّيء عن وَجههِ. وفي «لسان العرب» اللُّغْزُ واللُّغَزُ واللَّغَزُ: ما أُلْغِزَ من كلام فَشُبِّه معناه، مثل قول الشاعر أنشده الفراء: ولما رأَيتُ النَّسْرَ عَزَّ ابْنَ دَأْيَةٍ، وعَشَّشَ في وَكْرَيْهِ، جاشَتْ له نَفْسي أراد بالنسر الشيب شبهه به لبياضه، وشبه الشباب بابن دَأْيَةَ، وهو الغراب الأسود، لأن شعر الشباب أسود... واللُّغَزَ الكلام المُلَبَّس. وقد أَلْغَزَ في كلامه يُلْغِزُ إِلغازاً إذا ورَّى فيه وعَرَّضَ ليَخْفَى، والجمع ألغاز مثل رُطَب وأرطاب.. واللُّغْزُ واللَّغْزُ واللُّغَزُ واللُّغَيْزَى والإلْغازُ، كله: حفرة يحفرها اليَرْبُوع في حُجْرِه تحت الأرض، وقيل: هو جُحْر الضَّبِّ والفأر واليَرْبُوع بين القاصِعاءِ والنَّافِقاءِ، سمي بذلك لأن هذه الدواب تحفره مستقيماً إلى أسفل، ثم تعدل عن يمينه وشماله عُروضاً تعترضها تُعَمِّيهِ ليخفَى مكانُه بذلك الإِلغاز، والجمع أَلغازٌ، وهو الأصل في اللَّغَزِ. واللُّغَيْزَى واللُّغَيْزاءُ والأُلْغوزَة: كاللَّغَزِ. يقال: أَلْغَزَ اليَرْبُوع إلغازاً فيحفر في جانب منه طريقاً ويحفر في الجانب الآخر طريقاً، وكذلك في الجانب الثالث والرابع، فإِذا طلبه البَدَوِيُّ بعصاه من جانب نَفَقَ من الجانب الآخر.. وقيل: اللُّغَزُ الحَفْرُ الملتوي. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه مرَّ بعلقمة بن القَعْواء يبايع أعرابيّاً يُلْغِزُ له في اليمين، ويرى الأعرابي أنه قد حلف له، ويَرَى علقمة أنه لم يحلف، فقال له عمر: ما هذه اليمين اللُّغَيْزاءُ اللغيزاء، ممدود: من اللُّغَز، وهي جِحَرَةُ اليربوع تكون ذات جهتين يدخل من جهة ويخرج من أخرى فاستعير لمعاريض الكلام ومَلاحته. نازك الملائكة: دعني في صمتي في إحساسي المكبوت لا تسأل عن ألغاز غموضي وسكوتي دعني في لغزي لا تبحث عن أغواري اقنع من فهم أحاسيسي بالأسرار لا تسأل إني أحياناً لغزٌ مبهم أبقى في الغيب مع الأسرار ولا أفهم روحي لا تعشق أن تحيا مثل الناس أنا أحياناً أنسى بشريّة إحساسي حتى حبّك.. حتى آفاقك تؤذيني فأنا روح أسبح كالطيف المفتون في نفسي جزء أبديّ لا تفهمه في قلبي حلم علويّ لا تعلمه دعه، ماذا يعنيك لتسأل في إصرار؟ الحبّ يموت إذا لم تحجبه أسرار إني كالليل: سكون، عمق، آفاق إني كالنجم: غموض، بعد، إبراق فافهمني إن فهم الليل، افهم حسّي والمسني إن لمس النجم، المس نفسي إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©