الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحافلات المكشوفة» تنافس «الحنطور» في جولات ترفيهية «آمنة» بالمغرب

«الحافلات المكشوفة» تنافس «الحنطور» في جولات ترفيهية «آمنة» بالمغرب
14 مايو 2011 22:19
سكينة اصنيب (مراكش) - عاد السياح إلى مدينة مراكش غير عائبين بالمخاوف التي انتابت البعض منهم بعد الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة 17 سائحاً، أغلبهم فرنسيون وكنديون في تفجير مقهى سياحي يقع في ساحة جامع الفنا في قلب مدينة مراكش النابض وسر في أسرار جمالها وسحرها، وبدأت حركة السياح تدب في مختلف المواقع السياحية والأثرية للمدينة الحمراء، من أسواق شعبية ومراكز تجارية ومواقع تاريخية ومنتجعات ومواقع الإقامة والترفيه. أكثر أمناً اختار السياح الأجانب الاستماع بجمال مراكش، وأخذوا احتياطاتهم تحسبا لأي خطر يهدد حياتهم، حيث فضلوا التنزه بحافلات النقل السياحي المكشوفة التي تسمح لهم بزيارة مختلف أرجاء المدينة من على علو مرتفع دون مخاطرة، وعادت حركة السياح تدب في المدينة، عاد التنافس بين عربات «الحنطور» التقليدية التي تميز مدينة مراكش، وحافلات النقل السياحي الأكثر أمنا بالنسبة للسياح. ويلخص التنافس الشديد بين هذه الوسيلتين التنافس بين القديم بما يمثله من قيمة تاريخية وتراثية والحديث الذي يعرض نقل السياح بأمان وراحة مع مميزات، خاصة على مستوى الإعلانات والخدمات والترفيه. وتوفر الحافلات المكشوفة المخصصة للنقل السياحي، والتي تشبه الحافلات التي تنقل الرياضيين بعد إحرازهم للبطولات في جولة احتفالية، عدة مزايا لركابها منها المنظر الرائع من على علو مرتفع والتعرف على مختلف معالم المدينة والاستماع إلى شرح مفصل حول تاريخ المناطق التي تمر بها الرحلة، حيث إن هذه الحافلات تتوفر على نظام سمعي متعدد اللغات يمكن للسائح أن يختار اللغة من بين ثماني لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية واليابانية والبرتغالية. وتلبي هذه الحافلات رغبات الزوار والسياح الأجانب لزيارة الأمكنة السياحية والأثرية المعروفة بمدينة مراكش، وذلك عبر خطين رئيسيين هما «مراكش مونيمانتال» و»مراكش رومانتيك»، وينقل الخط الأخير السائح في جولة طويلة لزيارة حدائق «ماجوريل» ومنطقة النخيل عبر سبع محطات للتوقف والانطلاق، أما الخط الأول «مراكش مونيمانتال» فيشمل ثماني عشرة محطة تعرف السائح على المناطق الشعبية الشهيرة بالمدينة مثل الأسواق والمساجد العتيقة والساحات الأثرية، ومن أهم الأماكن التي يصلها هذا الخط حدائق «المنارة» و»ساحة جامع الفنا» ومساجد «الكتبية» و»قصر البديع» و»قبور السعديين» و»المامونية» و»شارع جليز». منافسة الحنطور رغم أن سعر الجولة في هذه الحافلات مرتفع، حيث يبلغ ثمن الجولة 130 درهما مغربيا (70 درهما إماراتيا)، إلا أن الإقبال عليها يتزايد ليس فقط من قبل السياح الأجانب، بل أيضا من قبل الزوار العرب والمواطنين المغاربة لينسجم مع التحولات المتسارعة التي تعرفها مدينة مراكش، خاصة في المجال السياحي. لكن انتشار الحافلات السياحية المكشوفة أثر سلبا على عمل سيارات الأجرة وعربات «الحنطور» التي تعتمد على السياح في تحقيق أرباحها بعد إحجام المواطنين على ركوبها بسبب توفر وسائل نقل سريعة ومريحة، ويشتكي أصحاب هذه العربات التي تمثل موروثا حضاريا وتعكس تاريخ المدينة وذاكرتها، من منافسة غير متكافئة مع هذه الحافلات التي تغري السياح وتوفر لهم رفاهية وراحة ومعلومات سياحية، مما يجعل منافستها بعربات نقل مجرورة بفرس واحد أو اثنين، ضربا من الخيال. إلى ذلك، يقول عبدالله الشاوني، الذي يعمل على «حنطور» بمراكش، إن حفلات النقل السياحي تسحب تدريجيا زبائن عربات «الحنطور»، ما يهدد مصدر عيش أصحابها بشكل مباشر، خاصة بعد عزوف المواطنين على ركوب الحناطير، ولجوئهم إلى الأتوبيس والتاكسي و«التوك توك»؛ لأنها أرخص وأسرع ?من عربات الحنطور. ويوضح أن عربة الحنطور أصبحت مرتبطة بالمزارات السياحية أكثر من كونها مجرد وسيلة مواصلات كما كانت في السابق، لذلك فان منافسة الحافلات لها في نقل السياح والذهاب بهم إلى المزارات السياحية قلص من العائد الذي يمكن أن تدره العربات على أصحابها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©