الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البوصيري».. شاعر البردة

18 يونيو 2018 21:27
هو شرف الدين أبوعبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن أبي سرور بن حبان بن عبد الله بن ملاك الصنهاجي الدلاصي أو الدلاصيري أو البوصيري نسبة إلى دلاص التي منها أمه وأبوصير التي منها أبوه وهما من أعمال بني سويف بمصر، والأصل من المغرب العربي. ولد 608هــ في بهشيم، ونشأ في دلاص وبها حفظ القرآن الكريم، ودرس علوم الحديث والنحو والصرف والفقه والتصوف وأيام العرب والأنساب والأخبار والفلسفة والمنطق وسائر الديانات السماوية وتعمق في كتبها، بالإضافة إلى أنه كان خطاطاً ماهراً -حيث كان يكتب على الألواح التي توضع على شواهد القبور- وكان أيضاً شاعراً ناثراً ولغوياً متميزاً. وقد عمل كاتباً، وتلك وظيفة لم تكن تسند إلا لمن ألمّ بالأعمال الحسابية، كما عرضت عليه وظيفة الحسبة وهي لا تسند أيضاً إلا لمن ألم بمبادئ الفقه. وللبوصيري ديوان شعر مطبوع، ويمكن تقسيم شعره إلى قسمين أساسيين: الأول شعره الاجتماعي في المديح والهجاء وشكوى الحال، وما إلى ذلك من أمور الحياة والعيش. والثاني في المديح النبوي - وهو الذي أوصله إلى مكانته الرفيعة عند المسلمين- والأول بسيط في روحه وأسلوبه قريب إلى الروح الشعبي لغة وتعبيرا ويمتزج بخفة روحه وظرفه. والقسم الثاني من شعره قوي رصين الصياغة، يميل فيه إلى التقليد للقدماء ‏في تعبيراته، وصورهم المشتقة من حياة البادية، وحياة البدو الرحل، وتكثر بالضرورة أسماء بقاع الجزيرة العربية المشهورة التي تداول ذكرها شعراء الحجاز وشعراء المدائح النبوية. وشعر البوصيري الديني نال شهرة واسعة كبيرة، ولعل أشهر قصائده على الإطلاق هي «البردة» التي تبلغ قرابة 162 بيتاً، ينشدها المسلمون في مناسباتهم الدينية. وله أيضاً قصيدته الهمزية، وهي قصيدة طويلة سرد فيها سيرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وتقع القصيدة في 459 بيتاً. وله قصيدة عارض فيها كعب بن زهير سماها «ذخر المعاد في وزن بانت سعاد»، وتزيد على 200 بيت. فنحن أمام شاعر لمع نجمه في سماء الشعر الديني - إن صح التعبير- له مكانته الكبيرة في نفوس عشاق هذا الفن من الشعر مما دفع الكثيرين إلى أن يوجهوا أقلامهم لكشف ما حمله ديوانه من حلي وكلمات لا توزن بالذهب. مهند العرار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©