الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«عربة التسوق» تشتكي «التخمة» أول الشهر .. وتعاني «الهزال» آخره

«عربة التسوق» تشتكي «التخمة» أول الشهر .. وتعاني «الهزال» آخره
24 مايو 2014 21:36
ريم البريكي (أبوظبي) تتغير حالة «عربة التسوق» ما بين أول الشهر وآخره، فبينما تعاني حالة من «التخمة المجازية» تتجاوز طاقتها على الحمل والاستيعاب بداية كل شهر تزامناً مع صرف الراتب الشهري، تتراجع تلك الحالة تدريجياً يوماً بعد يوم لتتحول إلى حالة من الهزال والضعف في الأيام الأخيرة من الشهر مع تبخر الراتب، بحيث لا تحمل العربة سوى صنفين أو ثلاثة من السلع والبضائع في أغلب الأحوال. وأكد مديرون ومسؤولون في منافذ بيع السلع الاستهلاكية أن النسبة الأكبر من مشتريات المتسوقين تتم خلال الأيام الأولى من صرف الراتب، وتتركز تلك المشتريات في معظمها على المواد الغذائية، وذلك بنسبة تتراوح ما بين 60 إلى 80% حسب حاجة الأسر، بينما تتراوح نسبة مواد التنظيف في تلك السلة الشرائية بين 10 و20%، مقابل ما بين 5 إلى 20% للسلع الكمالية. الارتفاع والانحدار قال فيصل العرشي مدير جمعية أبوظبي التعاونية، إن الرسم البياني لعملية الشراء بين بداية الشهر ومنتصفه يبدأ في الارتفاع مع بداية كل شهر، لكن هذا الارتفاع يبدأ في الانحدار والهبوط التدريجي بعد الأسبوع الأول من بداية كل شهر ليصل إلى مستويات متدنية خلال الأسبوعين الثاني والثالث، ليعاود الرسم البياني ارتفاعه خلال الأسبوع الأخير مجدداً تزامناً مع صرف رواتب بعض العاملين في نهاية الشهر. وأشار إلى أن نسبة السلع الضرورية، يصنفها الناس كسلع استهلاكية لا يمكن الاستغناء عنها، تشكل نحو 80%، منها 60% للمواد الغذائية من اللحوم والألبان والخضراوات والفواكه، و20% لأدوات التنظيف ومساحيق تنظيف الملابس والأواني، فيما تشكل الملابس والأدوات الإلكترونية نسبة 20% من محتوى عربة التسوق. وأكد العرشي أن منافذ البيع تشهد ازدحاماً غير طبيعي في بداية الشهر من قبل المتسوقين بزيادة 20%عن الأيام العادية، مشيراً إلى أن هذه الزيادة تتسبب في إزعاج المتسوقين، نتيجة عدم القدرة على التسوق بأريحية والملل من الانتظار في طوابير طويلة أمام بوابات الدفع. وربط بين موعد صرف الرواتب وتضاعف عملية الشراء، مؤكداً أن العديد من الأسر تعتمد على الراتب اعتماداً كلياً في شراء الاحتياجات الغذائية والمنزلية، وتعتبر تلك الأسر شراء تلك الاحتياجات أولوية. سوء الاستخدام من جانبه، أوضح علي عبدالفتاح مدير إدارة التجزئة بجمعية الظفرة التعاونية، أن عملية التسوق تتضاعف مع صرف الرواتب، وتتزايد مشتريات الأسر من السلع الغذائية والمنزلية مع بداية الأسبوع الأول، لكن هذه المشتريات تنخفض مع نهاية الأسبوع الأول من صرف الراتب وكذلك في أيام العطل، حيث يقضي أغلب المتسوقين إجازاتهم الأسبوعية خارج المنطقة الغربية. وأضاف أن نسبة الإقبال على شراء المواد الغذائية والسلع ذات الاستخدام المنزلي تتزايد بنسبة تتراوح بين 60 و70% مع بداية صرف الراتب، ويشكل الغذاء 60% من إجمالي السلع التي تحملها عربة التسوق في تلك الفترة، مقابل ما بين 10 إلى 35% للأدوات المنزلية، و5 إلى 20% للسلع الأخرى مثل الإلكترونيات والملابس والألعاب. وشكا عبد الفتاح من تعرض عربات التسوق للكثير من الضرر وفقدان العديد منها بسبب سوء الاستخدام، أو عدم مبالاة المتسوقين بإرجاعها، وأخذها لمنازلهم خاصة في حال كان المنزل قريبا من الجمعية، وكثيراً ما يترك العميل العربة أمام منزله بعد تفريغها من السلع. بدوره، أوضح الدكتور جمال السعيدي خبير في شؤون حماية المستهلك، أن من أهم أسباب تكدس الشراء خلال الأسبوع الأول من الشهر، توافر القدرة الشرائية لدى المستهلك مع إتاحة أفضل التشكيلات المعروضة في الأسواق، مبيناً أن هذا التكدس يكون بصورة أكبر خلال أيام الإجازات أو نهاية الأسبوع لإتاحة الوقت الكافي للتسوق. وأضاف أنه في الدول الشرقية والعربية يتبع الأفراد نظرية «العقل الجمعي»، حيث يشترك أغلب أفراد المجتمع في بعض السلوكيات، ومنها سلوك الشراء، حيث تختار الغالبية العظمي من المستهلكين نفس الوقت للتسوق. محتويات العربة وفيما يتعلق بتقسميات المواد التي يقوم بشرائها المستهلك وحصصها في عربة التسوق، أفاد السعيدي بأن محتويات عربة التسوق تتضمن السلع الإنتاجية، والتركيبات والمعدات الثقيلة، وأجهزة ومعدات صغيرة، وأجهزة تامة الصنع، وأخرى نصف مصنعة، ومهمات التشغيل والصيانة، والخامات والمواد الأولية، والسلع الاستهلاكية، وسلع معمرة، مشيراً إلى أن السلع الاستهلاكية تمثل النسبة الأكبر من عربة التسوق لاشتراك جميع المستهلكين في الحاجة إليها بصورة مستمرة. وبين السعيدي أن وجود فرق كبير في حالة عربة التسوق بين أول الشهر ونهايته عن منتصف الشهر، فيما يتعلق بكمية السلع وقيمتها ونوعيتها، مشيراً إلى أنه في أول الشهر تكون السلع في العربة غزيرة ومتعددة، لوجود الأموال الكافية للإنفاق على السلع المطلوبة، وتكون الكمية أكثر تنوعاً فيما يخص السلع الغذائية على وجه الخصوص، أما في منتصف الشهر فتكون محتويات العربة محدودة إلى حد كبير، حيث تقتصر على الكميات التي نفذت خلال الشهر أو السلع الطارئة التي يتم شراؤها بكميات محدودة لأغراض معينة أو لظروف طارئة، وفي نهاية كل شهر تكون محدودة وأقل تنوعاً وتتم للضرورة القصوى. وأكد السعيدي أن المستهلك في أغلب الأحيان يفتقر لثقافة الاستهلاك، وهناك نوعان من المستهلك، أحدهما الناضج، والآخر غير الناضج، والمستهلك الناضج هو الذي يستطيع تحديد احتياجاته بصورة صحيحة من خلال طرق الاختيار المختلفة بين السلع لإشباع تلك الاحتياجات بصورة موضوعية وسليمة تناسب مع إمكاناته المادية والفرص المتاحة لديه وكذلك الاختيار بين جميع المنافسين في السلعة الواحدة. أما المستهلك غير الناضج، فهو لا يستطيع تحديد احتياجاته بصورة واضحة، ويغرق في فيض إعلانات المنتجين، ويمثل فريسة سهلة لجميع المؤثرات والدعاية التي توجه إليه بصورة عشوائية. متسوقون: «العربانة» خير شاهد على تغير أحوالنا بين الإفراط والإحجام عن الشراء يرى متسوقون أن عربات التسوق تعد خير شاهد على تغير أحوالهم المادية خلال الشهر الواحد ما بين حالة الإنفاق المفرط إلى الإحجام الشديد عن الشراء، مؤكدين أن غياب خطة ترشيد الإنفاق من قواميسهم الشرائية كانت السبب الرئيسي في شرائهم لسلع لا تخدم ميزانية الأسرة وتؤدي بطبيعة الحال لاستنزافها. وأشار خالد المطوع، موظف قطاع خاص، إلى أنه يضطر للتسوق مرتين في بداية الأسبوع الأول من كل شهر، للطلبات العديدة التي يحتاجها المنزل من المواد الغذائية وغيرها، مبيناً أنه يتسوق بحوالي ألف درهم في كل مرة، وأحياناً يتضاعف المبلغ لألفين أو ثلاثة آلاف بحسب الكمية التي يقوم بشرائها. وأفاد بأن الأسعار تؤثر بشكل مباشر في كمية المشتريات، ومن الطبيعي أن تقل المشتريات في الأماكن التي تبيع السلع بأسعار مرتفعة، وتتضاعف المشتريات في المحال مخفضة الأسعار، التي تقدم تخفيضات وعروض على مدى العام مثل الجمعيات التعاونية. وأكدت مريم الحميري، مدرسة، أنها تحتاج لأكثر من عربة تسوق في بداية كل شهر بالتزامن مع استلام الراتب، مؤكدة أن عدد أفراد الأسرة يؤثر بصورة طبيعية في زيادة احتياجات تلك الأسرة للمواد الغذائية، مضيفة أن الأبناء وحدهم يحتاجون لميزانية خاصة بهم، حيث الاستهلاك الكبير للحفاضات والحليب والمأكولات الخفيفة، هذا إلى جانب مستلزمات كبار السن الخاصة، وهم فئة تحتاج لنوعيات محددة كذلك من الأطعمة الصحية. وقال جمعة محمد البادي، موظف في القوات المسلحة، إن عربة التسوق باتت ترثى حالها بعد أن أثقلها المستهلك بكثرة البضائع التي تحملها مع بداية كل شهر، موضحاً أن الكثير من عربات التسوق أصيبت بأعطال نتيجة الثقل الذي تحمله بداخلها والمتضمن سلع هامة وأخرى أقل أهمية، وعزا البادي وصول العربات إلى تلك الحال لغياب الثقافة الاستهلاكية لدى المتسوقين، والتي بدورها تسببت في ضياع الراتب، وكذلك خسائر للمحال جراء تعطل تلك العربات. وبينت هند عبدالله، موظفة ببلدية أبوظبي، أنها تقوم شهرياً بتقسيم مشترياتها على مدى أربعة أسابيع، حيث تقوم بشراء ما يكفيها لمدة أسبوع من الخضراوات والفواكه في كل مرة، لضمان عدم فساد السلع الغذائية، بينما تقوم بشراء بقية السلع الأخرى في بداية كل شهر، ويتطلب منها شراء السلع الغذائية في حدود ما بين 1500 و1800 درهم، بينما تصرف خلال الأسبوعين الأول والثاني من الشهر نحو 500 درهم في كل أسبوع على ما ينقصها من السلع الضرورية. (أبوظبي ـ الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©