الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الجراية: أمن المرأة العربية يتصدر مناقشات قمة أبوظبي

8 نوفمبر 2008 02:37
أكدت الدكتورة سارة كانون الجراية وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين في الحكومة التونسية أهمية مؤتمر قمة المرأة العربية الذي سينعقد في أبوظبي الثلاثاء المقبل· وقالت في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات إنه سيكون مناسبة ملائمة للحوار بين المهتمين بمكانة المرأة وقضايا أمن الإنسان عربياً ودولياً، مشيدة بالدور الرائد الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية لدعم المرأة العربية، وبرئاسة سموها لمنظمة المرأة العربية خلال الفترة من 2007 إلى ·2009 وقالت إن هذه الرئاسة أعطت دفعاً ثميناً وفعالاً لأنشطة المنظمة· وفي ما يلي نص الحديث: ''وام'': ينعقد في أبوظبي منتصف نوفمبر المقبل المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية، فماذا تنتظرون من هذا المؤتمر، وما هي أبرز القضايا العربية في هذه المرحلة بحسب رأيكم، وكيف ستكون مساهمة تونس في هذا المؤتمر؟ الجراية: يكتسي انعقاد المؤتمر الثاني للمنظمة تحت شعار ''المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي والدولي'' أهمية بالغة· إذ يلتئم في ظرف يتسم بسرعة التغيرات وشدة التحديات في وقت تواجه فيه العديد من دولنا العربية تهديدات ومخاطر تتربص بشعوبها عامة وبالمرأة على وجه الخصوص، وسيتناول بالدرس والمناقشة قضايا تتصل بأمن المرأة العربية في أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وان في انعقاد هذا المؤتمر مناسبة ملائمة لتوفير مساحات للحوار الجاد بين المهتمين بمكانة المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان عربيا ودوليا، وذلك بهدف بلوغ مجموعة من الأهداف، لعل من أبرزها المساهمة في بلورة مفهوم ''أمن الانسان'' في علاقته بالمرأة على وجه الخصوص والاستفادة من الفرص التي تتيحها العولمة وسبل مواجهة التحديات التي تهدد أمن الإنسان، بإرساء سياسات دولية متكاملة تركز على تلبية حاجيات الإنسان الأمنية والتنموية في الوطن العربي وفي مختلف أنحاء العالم، وإقرار خطط وبرامج عمل تحدد مسؤولية جميع الأطراف المهتمة بأمن المرأة ويمكن تطبيقها على أرض الواقع· إن تدارس هذه القضايا المهمة من شأنه أن يساعد على الارتقاء بأوضاع المرأة العربية وفق مقاربة استراتيجية تراعي أولوياتها وحاجياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والإعلامية في هذه المرحلة التي تتطلب تجنب المعالجات السطحية للقضايا المتصلة بتنمية أوضاع المرأة· ويطيب لي أن أشيد بهذه المناسبة بالجهود التي تبذلها منظمة المرأة العربية لتكريس هذا التمشي وللتعريف بجهود الدول الأعضاء ورصد ما تتعرض له المرأة العربية من تحديات أهمها الفجوة النوعية وتكافؤ الفرص بين الجنسين، وأن بلوغ هذه الأهداف يستوجب إيلاء مزيد من الاهتمام بالتعليم والصحة والتكوين المهني باعتبارها قطاعات تتبوأ مكانة الصدارة في تنمية قدرات المرأة العربية· كما أود أن أشير في هذا السياق إلى أهمية تفعيل البرامج الرامية إلى تطوير العقليات ونشر ثقافة حقوق المرأة داخل الأسرة، وفي المجتمع باعتبار أن الرهان يكمن في مدى استبطان المجتمع لقيم المساواة وترسيخها في الذهنيات والممارسات· ''وام'': ينعقد هذا المؤتمر برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك فكيف ترين الدور الذي تلعبه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في خدمة المرأة العربية وكيف تقيمين العلاقات في مجال دعم حقوق المرأة والنهوض بها بين تونس والإمارات؟ الجراية: لا شك أن رئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لمنظمة المرأة العربية خلال الفترة 2007 - 2009 أعطت دفعاً ثميناً وفعالاً لأنشطة المنظمة على المستويات والأصعدة كافة، حيث تميزت هذه الرئاسة بحركية كبيرة لمختلف أجهزة المنظمة· ويجسم انعقاد المؤتمر الثاني للمنظمة حرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على تدارس القضايا المهمة والمصيرية وتحليل ما تنطوي عليه من أبعاد وتحديات ذات صلة متينة بالمستجدات والتحولات التي نعيشها في ظل العولمة وما يترتب عليها من تأثير ومن انعكاس مباشـــريــــن على وضــــــــــع المرأة في مختلف المجتمعات· ومما لا ريب فيه أن الجهود المبذولة من قبل رئاسة المنظمة لإنجاح فعاليات هذا المؤتمر ستساهم في ترسيخ أواصر التضامن بين النساء العربيات وتوسيع دائرة الخبرات والتجارب والارتقاء بمجالات التعاون بينهن وفق رؤية متكاملة تراعي أولويات النهوض بالمرأة العربية· ويكفي أن نسجل في هذا السياق وبكل اعتزاز ما تلقاه مختلف مشاريع النهوض بالمرأة العربية من دعم قوي من قبل السيدات الأوائل العربيات· وإذ نقدر في تونس هذه الجهود، فإن ما يربط المرأة التونسية بأختها المرأة الإماراتية من روابط متينة يعد مثالاً في التعاون البناء والمثمر بين البلدين الشقيقين، وإننا نأمل في ظل تغيرات عالمنا اليوم أن تواكب أقطارنا العربية هذه التحولات وأن تسعى إلى تحقيق مزيد من التكامل على جميع المستويات ضمن رؤية شاملة تتبوأ فيها مسألة النهوض بالمرأة مكانة مهمة· إن تونس التي أولت بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي النهوض حقوق المرأة ودعمها مكانة محورية في نطاق تصور تنموي استراتيجي يراعي الترابط العضوي بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لحرصه على تعزيز العمل العربي المشترك في مجال المرأة بما يساعد على تهيئة أرضية حضارية مشتركة تعزز حقوق المرأة العربية وتكرسها كجزء لا يتجزأ من حقوق الانسان· ''وام'': تحظى المرأة في تونس بمكانة مهمة، فما هي مبادرات تونس لدعم المرأة في العالم العربي؟ الجراية: بالفعل تعتز المرأة التونسية عميق الاعتزاز بالمكانة التي بلغتها وبالدور الفاعل الذي تضطلع به في مختلف مجالات التنمية والحياة العامة· فقد حرصت بلادنا بفضل الإرادة السياسية الإصلاحية القوية لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي على وضع حقوق المرأة في صميم الخيارات الوطنية الكبرى، وجعلتها جزءاً لا يتجزأ من حقوق الانسان، ولا يخفى على الجميع أن تونس كانت سباقة لتحرير المرأة من القيود البالية التي كانت تكبلّها بإصدار منذ أكثر من خمسين سنة، أي في شهر اغسطس 1956 مجلة الأحوال الشخصية، هذه المجلة القانونية التي قامت على مبدأ الاجتهاد وكانت نقطة الانطلاق لتحقيق نقلة نوعية للأسرة ولوضع المرأة بالخصوص· لقد مثّل تحول السابع من نوفمبر 1987 عهداً جديداً شهدت فيه هذه المجلة وغيرها من التشريعات ذات الصلة انطلاقة جديدة بفضل ما أدخل عليها من تعديلات مهمة وإضافات جوهرية عززت مكاسب المرأة في اتجاه تكريس المساواة وعدم التمييز وإقرار الشراكة الفاعلة داخل الأسرة والمجتمع، ودعمت حقوقها وارتقت بها إلى مرتبة الدستور· إن المرأة التونسية تشارك اليوم في تحقيق التنمية وفي بناء الديمقراطية من مختلف المواقع، بفضل إقرار العديد من الآليات والاجراءات والبرامج الكفيلة بتمكينها من حقوقها كافة، والاضطلاع بواجباتها والقيام بدورها في جميع المجالات
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©