الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

معمر يحرص على التسجيل في بطاقة الهوية بـالمنطقة الغربية

معمر يحرص على التسجيل في بطاقة الهوية بـالمنطقة الغربية
8 نوفمبر 2008 02:36
حرص المعمر المواطن محمد حميد الهاملي على التسجيل في بطاقة الهوية والاضطلاع بدوره الوطني، على الرغم من أعباء أكثر من قرن من الزمن تنوء بها كتفاه· ولم يعجزه الكرسي المتحرك الذي يلازمه منذ سنوات من التوجه إلى مركز الخدمات الحكومية المتكامل (تم) في مدينة زايد، كما لم تمنعه رعشة يديه من إكمال الإجراءات كافة في مكتب الهوية، في إطار برنامج السجل السكاني· ودفعت حماسة الشيخ المعمر بمدير عام هيئة الإمارات للهوية درويش الزرعوني إلى الإشادة بما قام به الهاملي، وحرصه على القيام بدوره الوطني· ويسرد الشيخ، الذي يقول ذووه إن عمره تجاوز الـ112 عاماً، بعينين تشعان عزيمة أهم الأحداث التي عايشها، بدءاً من آثار الحربين العالميتين الأولى والثانية على المنطقة، مروراً بقصة لقائه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في صباه رحمه الله، وعقب توليه الحكم في أبوظبي، وانتهاءً بالنهضة الشاملة التي غيرت الحياة بشكل كامل في ''الغربية''· وما يزال الهاملي الذي تزوج بـ8 سيدات في حياته، ورزق منهن بـ5 أولاد و8 بنات، ولديه 59 حفيداً، يحن لما قد مضى من الأيام، متمسكاً بوفائه لزوجاته اللائي يرى أنهن أغلى ما لديه، ويتذكر قصة زواجه بكل واحدة منهن· ويعقد الهاملي، الذي كان من أكبر الغواصين وصيادي اللؤلؤ في زمنه، مقارنة بين الماضي والحاضر، فيقول ''كانت الحياة السابقة قاسية على أهلها، حيث لا توجد مستشفيات ولا أطباء، وكان العشب والكي والحلول هي الأدوية الوحيدة التي يعتمد عليها الأهالي في الماضي لمعالجة مرضاهم· ويعلق الهاملي قائلاً ''على الرغم من ذلك، لم تكن الأمراض منتشرة كما هي الآن، لقد زادت الأمراض بسبب المعاصي والبعد عن طاعة ربنا سبحانه وتعالى''، ويتابع ''في الماضي رغم قسوة المعيشة، إلا أن الحياة كانت بسيطة، والالتزام بحدود الله كان متأصلاً في الأطفال والرجال والنساء، بل إن الطفل كان ينشأ منشأ الرجال منذ صغره، فما أن يبلغ الخامسة حتى تجده يتحمل المسؤولية ويســــتضيف الرجال ويقيم الذبائح للضيوف ويخرج للعمل مع أهله''· ويضيف الهاملي ''كنا نسكن ليوا حيث كانت عبارة عن قبائل صغيرة متجمعة حول مصادر المياه، وكانت الحياة قاسية وكثيرا ما كانت تحدث الغزوات من القبائل الأخرى، للحصول على الماء والكلأ، فكانت القبائل المتقاربة تقوم بما يعرف باللمة، وهو التجمع لمواجهة الأخطار الخارجية''، مشيراً إلى أن اغلب السكان كان يعتمد على التمر والحليب في غذائه· ويتذكر محمد كيف مرت فترة عجفاء على المنطقة، عندما توقفت رحلات السفن القادمة من الهند المحملة بالأرز والقمح والحبوب، لتعود محملة باللؤلؤ، بسبب استعار الحرب العالمية الأولى والثانية، لتعرف هذه الفترة بـ''سنة الهلكة''· ويروي الهاملي مرور قائد إنجليزي بمنطقة ليوا، ولمسه كرم أهلها، فقال لم أجد أكرم من تلك البلاد وصبر أهلها، والتقط صورة لي مع ابنتي الصغيرة، لأفاجأ بعدها بنشرها في كتب وصحف أجنبية، وكتب تراثية في الدولة· وعــــن عـــلاقتــــه بالشـــــيخ زايد - رحمه الله - الذي التقاه في صباه، وبعد توليه حكم العين وأبوظبي، بل إن الهاملي يسرد تفاصيل لقائه الأول بالشيخ زايد ـ رحمه الله ـ خلال إحدى رحلات الغوص وسط البحار، ''وقتها كان رحمه الله صغيراً في السن، ويركب سفينة أخرى مع أخوته'' ويتابع ''مع بدء حكم الشيخ زايد طيب الله ثراه ، عرفنا الخير والأمان وتوفر الغذاء والطعام، وبعد ذلك شيدت المدن، وشهدت المنطقة مساكن وسيارات وراحة لم نعهدها من قبل، وكنت دائم اللقاء بزايد- رحمه الله - مع صديقي جابر بن راشد الهاملي أمير ليوا، ولم يتغير منذ عرفته سواء كان صغيراً أو شاباً أو حاكماً، حيث الأخلاق الكريمة والمواساة والوقوف مع الآخرين في الشدائد ونصرة الآخرين ونجدتهم ومساعدة المحتاجين، حيث كان مثالاً للرجل العربي البدوي الأصيل، حيث كان زايد طيب الله ثراه في كل عام أفضل مما سبقه من أعوام، وكل ما فيه الناس اليوم بفضل حكمته''· ويعصر الهاملي ذاكرته، ليحكي عن رحلته مع الغوص، فيقول ''خرجت في رحلات الغوص مع أخوالي وعمري لم يتجاوز بعد السادسة· كنت أساعدهم في الأشياء البسيطة، وشيئاً فشيئاً اكتسبت مهارات جيدة بعدها بدأت أغوص واعتمد على نفسي في جلب اللؤلؤ من باطن البحار''· ويصف الهاملي رحلات الغوص في ذلك الزمن بقوله ''كانت رحلات سنوية في القيظ، ويعتمد عليها صيادو اللؤلؤ في الحصول على متطلبات معيشتهم طوال العام· كانت الرحلة تبدأ من شهر مايو وتستمر حتى شهر سبتمبر، حيث يتجمع الغواصون بعد أن يعلن النواخذة، وهم ربانو السفن عن الرحلة، ليبدأ التسجيل بالختم في البروة، وهو دفتر خاص بالنوخذة يسجل فيه قيمة المال الذي أعطاه للغواصين التابعين له، حتى يتسنى لهم شراء ما يلزم البيت من سكر وأرز وقمح وغيرها من أساسيات البيت قبل الرحلة، حتى يضمن النواخذة استمرار تواجد الغواصين معه وبعدها يقوم الصياح بالنداء على الغواصين للصعود على السفينة، لتبدأ رحلة الغوص''· ويلفت أن أشهر مناطق صيد اللؤلؤ كانت تتركز في جزيرة دلما وجزر زاركو وداس ومناطق أخرى في الخليج العربي· وقبيل مغادرته مكتب (تم) منهياً واجبه الوطني في التسجيل، يؤكد الهاملي انتماءه واعتزازه بالدولة، متمنياً دوام التوفيق لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ونائبه صاحب الســــمو الشــــيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وولي عهده الأمين الفريق أول ســـمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©