الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحذير دولي من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن

10 مايو 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - جددت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، تحذيراتها من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، على وقع اضطرابات أمنية واحتجاجات شعبية متواصلة منذ أكثر من 14 شهرا، فيما أعرب رئيس الحكومة اليمنية الانتقالية، محمد سالم باسندوة، عن تفاؤله بأن بلاده تمضي “في الطريق الصحيح”، وأنها قطعت “شوطا كبيرا على طريق التغيير المنشود”. وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، راؤول روزيندي أمس إن “الوضع الإنساني في اليمن كان سيئاً للغاية في عام 2011، ولكن الأحوال ازدادت سوءاً في عام 2012. فقد شهدنا تدهوراً في المؤشرات الرئيسية، ولهذا السبب نحن بحاجة إلى تحسين استجابتنا الإنسانية”، حسب وكالة الأنباء الإنسانية “ايرين”. ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن حوالي 95 ألف شخص اضطروا إلى مغادرة ديارهم، منذ منتصف فبراير، نتيجةً لتفجر صراعين جديدين في محافظتي أبين (جنوب) وحجة (شمال غرب). وأكد بيان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن “تلبية الاحتياجات الإنسانية لهذه الأسر جميعاً هي مفتاح الاستقرار بالنسبة لليمن وتفادٍ للمزيد من التدهور”، مبديا في الوقت ذاته مخاوفه من أن يظل “النازحون الجدد” مشردين لفترة طويلة “قد تصل إلى سنوات عدة”. وتُلقي منظمات إغاثة اللوم جزئياً على انعدام الأمن في اليمن، في عرقلة أعمال الإغاثة في هذا البلد، حيث لا يزال مصير الفرنسي، بنجامان ميال بروك، الموظف في “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، مجهولا منذ اختطافه، يوم 20 أبريل، من قبل مسلحين مجهولين، بمحافظة الحديدة (شمال غرب). وقالت ديدا فخر، المسؤولة في مكتب “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” باليمن، ديدا فخر، لـ”الاتحاد” أمس:”لا نعلم حتى اللحظة مكان وجوده أو الجهة الخاطفة، كما لم نتمكن من الاتصال به منذ اختطافه”، مشيرة إلى أن لجنة “الصليب الأحمر” تجري “اتصالات مكثفة” مع الحكومة اليمنية الانتقالية بشأن موظفها المخطوف. كما تسبب الانفلات الأمني في اليمن، بأضرار بالغة على البنية التحتية الصحية، ليصبح عدد كبير من الأطفال عرضةً لأمراض مثل الإسهال والكوليرا وشلل الأطفال والحصبة. وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في اليمن، لبنى علمان:”هذه أزمة إنسانية كبرى. ونحن لا نريد أن نرى الأطفال يموتون”. ويعاني حوالي 44 بالمائة من سكان اليمن، أي أكثر من 10 ملايين شخص، من انعدام الأمن الغذائي. ويشمل هذا العدد 5 ملايين شخص غير قادرين على إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء. وحذر بيانٌ مشتركٌ صادرٌ عن المنظمات الإنسانية الدولية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بعد اجتماع عقد الأحد الماضي، في العاصمة المصرية القاهرة، من أن “الأزمة الإنسانية في اليمن قد وصلت إلى مستوى يؤثر على الملايين من الناس، وليس فقط على النازحين داخلياً واللاجئين والمهاجرين، بل أيضاً الأسر اليمنية العادية في جميع المناطق”. من جانبه، قال رئيس الحكومة الانتقالية، محمد سالم باسندوة، أمس إن “اليمن يمضي في الطريق الصحيح”، وإنه “قطع شوطا كبيرا على طريق التغيير المنشود الذي يتطلع إليه كافة أبناء الشعب اليمني”. وأشار باسندوة، وهو أحد أبرز وجوه المعارضة اليمنية، لدى استقباله ممثلين عن “المجلس الثوري لشباب محافظة المهرة” (جنوب شرق)، إلى أن “هناك إرادة قوية لدى الدولة والحكومة للوصول إلى ما نريد”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. لكنه لفت إلى أن “التغيير المنشود” بإقامة دولة حديثة قائمة على العدالة والحرية والمساواة “لن يتم بين عشية وضحاها”، معللا ذلك بأن حكومته - التي لا يزال “المؤتمر الشعبي العام”، حزب صالح، يمتلك نصف حقائبها - “ورثت تركة ثقيلة لعقود ماضية”. وقال إن “تحقيق الأمن والاستقرار سيشجع على تدفق الاستثمارات وجذب الدعم الدولي لليمن”، البلد الأفقر في المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©