الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

هيبة المؤسسات التعليمية.. خط أحمر

هيبة المؤسسات التعليمية.. خط أحمر
18 يونيو 2018 20:56
أشرف جمعة (أبوظبي) في المدرسة تبدأ رحلة أول شعاع للعلم، وبين جدرانها يتشرب الطلاب معاني التفاعل الإيجابي والعمل بروح الفريق الواحد، فالمعلم هو الموجه والسبورة نافذة العلوم وواحة المعرفة والمقاعد المدرسية رحلة الحياة داخل محراب العلم، والحفاظ على كل هذه المكتسبات من قبل الطلاب هو إدراك مبكر بأهمية المؤسسات التعليمية خصوصاً أن بعض الطلاب اتجهوا إلى إتلاف محتويات أحد الصفوف المدرسية من كراس وطاولات وأجهزة إلكترونية وفق فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي! والمدرسة كما هو معروف هي الملاذ الذي يغرس قيمة التربية والعلم في النفوس، للارتقاء نحو عالم أفضل، والمدرسة والبيت وجهان لعملة واحدة هي التربية التي يأتي بعدها التعليم، ومن هذا المنطلق فإن غرس القيم لبنة أولى في تبجيل صروح العلم، فمكان الدراسة له هيبته في ظل تعليم يوفر مؤسسات تقدم كل سبل ومقومات العلم الحديث، ولذا فالسلوك الإيجابي نحو المدرسة دليل الانتماء. قواعد التربية يقول استشاري العلاج النفسي الدكتور جاسم المرزوقي: في البدء كان التعليم التقليدي الأولي، أول شعاع للعلم وقد اعتمد على أدوات بسيطة حيث الرغبة القوية في حفظ القرآن الكريم بالكتاتيب ومن ثم داخل المدارس التي تخرج فيها العلماء، ومع تطور الزمن وإنشاء مؤسسات تعليمية ضخمة ذات بنية فخمة وآليات تكنولوجية عالية وكوادر مؤهلة أصبح العلم هو النافذة التي تعد الكوادر في كل المجالات، والحفاظ على هذه المكتسبات يلزم غرس السلوك الإيجابي، حيث يتولى البيت المتمثل في ولي الأمر إضفاء لمسة الجمال على عقول الأبناء من خلال التوعية بأهمية مكان الدراسة وإدراك قيمته، ومن ثم الحفاظ عليه. ومن ثم المدرسة التي تعمق السلوكيات الإيجابية كونها تعلم الالتزام من خلال مواعيد الحصص والانضباط في التعامل مع المعلم والزملاء ومن هنا تتطور الشخصية، لافتاً إلى أن السلوكيات غير المنضبطة التي صدرت من قبل بعض الطلاب تظهر خللاً في التربية وتظهر خواء في شخصية الطلاب الذين ينزعون للعنف، ومن هنا يأتي دور العقاب الذي يتناسب مع حجم السلوكيات المرفوضة، موضحاً أن تصحيح السلوكيات أمر واجب من قبل المختصين ومن قبل أولياء الأمور ووفق قواعد التربية المتبعة في المؤسسات التعليمية. أساليب توعوية ولا يخفي طلال غانم (أب لثلاثة أطفال)، أنه يشعر بالحزن عندما شاهد بعض الطلاب الذين لا يدركون أهمية المكان الذي يدرسون فيه، سواء من الناحية الجمالية أو التعليمية، يرتكبون سلوكيات مشينة تعبر عن العدوان من خلال إتلاف محتويات مدرسية وهو بكل تأكيد ناتج عن تربية غير سليمة داخل البيوت، لافتاً إلى أن ذلك مؤشر خطير فالمدرسة من وجهة نظره لها هيبة بكادرها العلمي ومحتوياتها التعليمية، وأن التعدي عليها غير مقبول، ويرى أن كل أسرة مسؤولة عن سلوكيات أبنائها، ومن الضروري أن تكون هناك أساليب توعوية تحقق التوازن في سلوكيات الطلاب بالتعاون مع المدرسة والبيت لتصحيح السلوك. ظاهرة غريبة وتبين نعيمة المنهالي (أم لطفلين)، أن المجتمع يواجه اليوم ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا من خلال ظهور فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يبين قيام طلاب بإتلاف محتويات مدرسية وأن مثل هذا السلوك مرفوض، كون المدرسة هي البيئة الآمنة والواحة الجميلة التي تغرس القيم وتعلم الولاء والانتماء لمكتسبات الوطن وأنه من المفترض تقويم هذه السلوكيات لضمان عدم تكرارها. بيئة آمنة ويشير إبراهيم المنصوري (طالب جامعي)، أن قيام هؤلاء الطلاب بإتلاف المحتويات المدرسية هو سلوك ضار وغير مفهوم في ظل توفير بيئة تعليمية راقية وآمنة، موضحاً أنه يجب أن يدرك أولياء أمور هؤلاء الطلاب فداحة ما ارتكبوه وأنه من الضروري أن يحدث تصحيح لهذه السلوكيات المرفوضة. منارات المعرفة تقول مديرة مدرسة القمة للتعليم الأساسي في أبوظبي لطيفة الحوسني، إن المدارس منارات العلم ومنبع النور الذي يغمر الطلاب بالمعرفة، والبيئة المحيطة هي التي تغرس السلوك الإيجابي بما يعبر عن روح الولاء والانتماء للمنهل الأول الذي يربي الأجيال ليصنع منها كوادر للمستقبل، مبينة أن عدم الحفاظ على مكتسبات المؤسسات التعليمية هو جهل، وأنه من الطبيعي أن تتكامل الأسرة مع المدرسة لإعداد النشء، فالمدرسة وحدها لن تسطيع تقويم الطالب ما لم تكن وراءه أسرة تغرس القيم وتعزز السلوك الإيجابي بداخله. وتشير إلى أن حب المدرسة هو صورة طبيعية لحب الوطن خصوصاً إذا كانت هذه المدرسة متميزة في شكلها الجمالي وخدماتها التي تتوافق مع أحدث نظم التعليم الحديث، وهو ما توفره الدولة لجميع الطلاب الذين يتلقون العلم فيها، وأنه من الضروري أن يتناسب رد الجميل مع حجم العطاء، وتؤكد أن السلوك العدواني ضد المكتسبات المدرسية هو اتجاه خاطئ يحتاج إلى تصدٍّ حقيقي من قبل الأسر التي تمثل البيئة الأولى لتهذيب السلوك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©