الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حيدر محمود: في قصائدي نوع الاستشراف والإسقاط الدائم

حيدر محمود: في قصائدي نوع الاستشراف والإسقاط الدائم
18 يونيو 2018 20:52
محمود إسماعيل بدر (عمّان) حينما تتحدث عن عميد الشعراء في الأردن حيدر محمود (مواليد بلدة الطيرة، قضاء حيفا بفلسطين عام 1942)، يصعب علينا الإلمام بالمناصب التي تقلّدها، لكثرتها، فقد كان سفيراً لبلده في تونس، ووزيراً للثقافة 2002 ـ 2003، وعضواً في مجلس الأعيان، كما عمل في التلفزيون الأردني مقدماً للأخبار والبرامج الثقافية حتى نهاية السبعينيات، وحيدر محمود أيضاً شاعر يسكن روحه حب فلسطين، ويدفعه إلى ذلك موقع القدس ومسجدها الأقصى في نفس كل مسلم، ومن هنا انطلقت قصائده التي تمثل قمة الإبداع لديه، وله في هذا المقام عشرات القصائد. حيدر محمود، الذي يعرف في الأوساط الثقافية بشاعر الضفتين، هو شاعر عروبي، يحمل همّ العروبة فوق كاهل القصيد، وله أكثر من قصيدة تتوقد فيها جمرات البراكين غضباً لما نحن فيه، ومنها على سبيل المثال قصيدته الشهيرة «الشاهد الأخير»، وهو أيضاً أردني تغنّى بجمال عمّان العاصمة كأم يناجيها من خلال القصيدة الوطنية، وقال فيها من خلال أروع ما يمكن أن يقال في مدينة: أرخت عمّان جدائلها فوق الكتفين/‏ فاهتز المجد وقّبلها بين العينين/‏ بارك يا مجد منازلها والأحبابا/‏ وازرع بالورد مداخلها باباً بابا (هذه القصيدة أدتها غناءً الفنانة المصرية نجاة الصغيرة). صدر لحيدر محمود أكثر من 20 ديواناً شعرياً، من أشهرها: يمر هذا الليل، اعتذار من خلل فني طارئ، شجر الدفلى على النهر يغني، النار التي لا تشبه النار، في البدء كان النهر، عباءات الفرح الأخضر، مؤكداً في معظم قصائده على التوأمة بين عمّان والقدس، وكتب في الأخيرة رائعته الشهيرة بعنوان «القدس»: لنا يا قدس فيك سيوف عزّ/‏ ورايات وفرسان وخيل/‏ لنا نخل يطاول كل نخل/‏ وفيك لنا على الأهداب كحل. تأثر محمود بأسلوب الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل (عرار 1897 ـ 1949) فاستخدم لغة بسيطة، من واقع البيئة الأردنية، فيها روح السخرية والتهكم. يقول حيدر محمود عن قصائده: كل قصائدي صادقة جداً. كل قصيدة حين أكتبها أعتبرها خاصة، لا يوجد قصيدة لدي جاءت بلا مبرر، القناعات لدي أعبر عنها على الورق، هناك قصائد كتبتها قبل سنوات تصلح لهذه الفترة، والقصيدة التي غنتها ماجدة الرومي، كتبت قبل عشرين سنة أو أكثر عن زمن سيأتي، وقد جاء الزمن: «تتوحد الدنيا ولم تصلوا وعلى حروف الجر نقتتل»، هذا شعر يستشرف القادم، أنا استشرفت هذه المرحلة قبل عشرين سنة أو أكثر. كل القصائد بها نوع من أنواع الاستشراف، سواء كانت وطنية أم سياسية أو غزلية أو مهما كانت، فيها نوع من أنواع الإسقاط الدائم، فالمتنبي له قصائد كأنه قالها اليوم، وكذلك بقية الشعراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©