الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الجزيرة الوثائقية».. سيقان رفيعة للكذب!

«الجزيرة الوثائقية».. سيقان رفيعة للكذب!
18 يونيو 2018 20:50
إيهاب الملاح (القاهرة) في نهايات العام 2016 ناقشت الكاتبة والصحفية بالأهرام، والباحثة الإعلامية آمال عويضة رسالتها «التليفزيون وتزييف الوعي العربي ـ الأدوار الخلفية لقناة الجزيرة الوثائقية»، وهي الأطروحة التي تقدمت بها إلى أكاديمية الفنون المصرية للحصول على درجة الدكتوراه في الإعلام. لم تكن الرسالة مجرد أطروحة علمية فقط، بل كانت أيضاً تحليلًا رفيعَ المستوى لمادة علمية محترمة قامت الباحثة من خلالها بمشاهدة وتحليل 124 فيلماً تم عرضها على شاشة «الجزيرة الوثائقية» عام 2012، وقامت بإجراء مقابلات شخصية مع 25 من العاملين في «الجزيرة الوثائقية»، من بينهم مدير القناة، ومدير تحرير الموقع، وكبير المخرجين ومدير قسم الإنتاج، ومدير مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية، بإدارة الشراء والرقابة، بالإضافة إلى 17 من المتعاملين مع الجزيرة الوثائقية من خارجها في مصر والأردن وفلسطين. كانت حصيلة هذا الجهد مدهشة، وظهرت آثاره العلمية والمعرفية الخطيرة للدرجة التي صدرت فيها الرسالة في كتاب بالعنوان ذاته عن سلسلة (دراسات إنسانية) التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب. كشفت الدراسة/ الكتاب عن الأدوار التي لعبتها الجزيرة الوثائقية كظهير لشقيقتها الجزيرة الإخبارية، وكلاهما ارتكبا من الجرائم في تزييف الوعي وطمس الحقائق وتشويه الوقائع وخدمة الأجندات المشبوهة ما تعقبته الدراسة بالتفصيل وفضحته بالتحليل والمنهج العلمي. توضح الباحثة في معرض تقديمها للكتاب/ الدراسة أن «الأعمال الوثائقية التي أنتجتها الجزيرة الوثائقية وتمت إتاحتها بشكل مجاني على الإنترنت تساهم في كتابة وتجسيد تاريخ متحيز للمنطقة العربية وتكرس الصورة السلبية لمصر على وجه الخصوص، كما تروج لأفكار تجعل من المتشددين مجاهدين ونجومًا وتمدح بعض الدول والمؤسسات وتتحاشي في الوقت نفسه قضايا بعينها». ومن خلال الدراسة والتحليل رصدت الباحثة كيف أن المواد التي يتم بثها على الجزيرة العامة أو الوثائقية ارتبطت بطبيعة العلاقات السياسية بين قطر ودول المنطقة، كما حدث مع اتجاه الجزيرة الإخبارية في بداية إطلاقها لانتقاد المملكة العربية السعودية لدرجة إحجام المعلنين السعوديين عن التعامل معها في فبراير 1999 بعد إلغاء احتكار إحدى الشركات السعودية الكبرى لرعاية الجزيرة إعلانيا. وكشفت الباحثة عن أن التوجه الفكري للقناة يرتبط بشكل وثيق بسبل تمويلها، مما يؤثر على إمكانية تقديم معلومات موضوعية أو غير متحيزة تعبر عن جميع الآراء الموجودة، كأن تقدم على سبيل المثال -بحسب الرسالة- في رباعيتها الوثائقية عن الأزهر وجهة نظر متحيزة تركن إلى إسناد دور ثوري للأزهر في الحياة المصرية من دون رؤية تلقي الضوء على الوجه الآخر للمؤسسة الدينية في مصر، وهو ما تزامن مع فترة مال فيها بعض الشيوخ المنتسبين إلى الأزهر إلى دعم وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في نهاية عام 2012. وأوضحت الباحثة في دراستها المهمة، أن عام 2008 شكل تحولا مفصليا مهما في مسيرة الجزيرة الوثائقية، إذ تولى إدارتها في هذا العام المصري أحمد محفوظ، الذي أطلق سياسية تحريرية تعتمد على تقديم أعمال ذات توجه ديني دعوي محافظ، وبينما كانت مرحلة ما قبل 2008 تقترب بحذر من تاريخ مصر، فإن مرحلة ما بعد 2008 تميزت بدعم المعارضة وحراك الشباب والتركيز على الجوانب السلبية فقط، قبل أن تتولى القناة تقديم أفلام دعائية موجهة عن حكام مصر، تعمدت فيها وصفهم بصفات نمطية تكرس لصورة ذهنية مقصودة ومتعمدة، فعبد الناصر هو «الخائن لجماعة الإخوان المسلمين»، والسادات هو «المدعي الخبيث»، و»مبارك هو الفاسد». صاحب ذلك رفض القناة لإنتاج أعمال ذات منحى إيجابي تم رفضها بسبب «مصريتها» أو محليتها وهو ما يكشف عن حذر القناة في التعامل مع مصر كرائدة ومصدر لإنتاج ثقافي، كما أن القناة تجاهلت أن تنتج فيلمًا عن تنظيم داعش الإرهابي رغم ظهوره في هذا العام (محل الدراسة). ووصل حد التطرف الفكري داخل القناة إلى رفضها إنتاج فيلم عن المفكر البارز نصر حامد أبو زيد عام 2012 بدعوى «أنه لا يدخل ضمن اهتماماتها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©