الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء التربية ينصحون الطلاب بالتركيز وامتلاك إرادة النجاح والتفوق

خبراء التربية ينصحون الطلاب بالتركيز وامتلاك إرادة النجاح والتفوق
24 مايو 2014 21:06
أيام قليلة معدودة وينتهي الفصل الدراسي الثالث، ومعه يودع الأبناء الطلاب والطالبات عامهم الدراسي 2013/ 2014. وفي هذه الأثناء، يستعدون لتأدية اختبارات نهاية العام، وكل منهم يحمل آماله وأحلامه في النجاح والتفوق. وما من شك أن الامتحانات ماهي إلا وسيلة لتقييم وقياس المستوى التحصيلي للطالب بعد عام دراسي كامل حافل بالجهد والمثابرة والتعب. وعادة ما يترافق هذا الجهد من توتر وقلق ليس للطالب فحسب، وإنما لجميع أفراد الأسرة. فمع اقتراب موعد الامتحانات، تعلن الأسرة «حالة الطوارئ»، وتعيد النظر في برامجها والتزاماتها وخططها، بغية تهيئة المناخ الصحي المناسب أمام الأبناء. وإذا كان الطالب أو الطالبة هو المعنِي بالامتحانات بالدرجة الأولى، إلا أن واقع الحال يؤكد أن تحقيق الطالب للغايات والأهداف المرجوة، مقرون بتضافر وتناغم أطراف العملية التعليمية الأربعة «الطالب والمدرسة والمنهج الدراسي، ثم الأسرة». خورشيد حرفوش (أبوظبي) ما من شك أن لكل طالب أسلوبه وطريقته الخاصة في الاستعداد للامتحانات النهائية. ومن الطبيعي أن تتفاوت القدرات على صعيد الاستيعاب والتحصيل الدراسي، وكيفية المراجعة النهائية، ومعهما تختلف الحالة النفسية، واللياقة الذهنية، وقدرة وكيفية الطالب علي استرجاع ما تدارسه من جانب، وكيفية تعامله مع المؤثرات والانفعالات النفسية المرتبطة بالامتحانات مثل إرادة النجاح، وتحديد الأهداف، والثقة بالنفس، والقلق والخوف والتوتر، من جانب، وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية والمؤثرات الخارجية من جانب آخر. التنافس يقول عبدالرحيم الهرمودي، مساعد مدير مدرسة المستقبل في أبوظبي: «إذا كان الطالب يمثل محور العملية التعليمية وهدفها الأول، فإن المدرسة باعتبارها الهيئة التعليمية المعنية بتعليم وتدريس المنهاج المدرسي للطالب، ومن ثم فإن المعلم هو المسؤول عن إيصال مفردات المنهج إلى الطالب، والتأكد من استيعابه له، وتهيئة الطالب نفسياً ودراسياً قبل الامتحانات من خلال عملية المراجعة الشاملة للمقرر، والتركيز على الدروس الصعبة التي يرى المعلم أنها قد تقف عائقا أمام الطلاب، وكذلك توضيح صيغ وأساليب الامتحانات ليصبح عند الطالب معرفة تامة بما يتوقعه، كذلك ضرورة تشجيع الطلاب على التنافس الشريف لحصد أعلى الدرجات بما يؤهلهم للانتقال للصفوف التالية، وتكريس ثقته بنفسه وقدرته على النجاح والتفوق.هذا بالإضافة إلى التركيز التام على الطلاب الضعاف أو الذين هم في حاجة إلى تحسين مستواهم ومساعدتهم في تخطي الصعوبات التي قد يواجهونها في بعض المقررات الدراسية، والتنسيق مع الأسرة في معالجة الوضع الدراسي لهؤلاء الطلاب بهدف مساعدتهم تلافيا لرسوبهم في الامتحانات». دور الأسرة ويقول ناصر عبدالله الهنائي «موظف»: «لديّ ثلاثة أطفال في مدارس خاصة غير الابن الأكبر في الثاني الإعدادي، وجميعهم يلجأون إلى الدروس الخصوصية وعادة الابن الأكبر يكلفني ما بين 2300 - 3000 درهم شهرياً دروس خصوصية فقط، فالمناهج صعبة والدروس الخصوصية أصبحت ضرورية مع موسم الامتحانات» ويضيف الهنائي: «المشكلة تكمن في أن الطالب لم يعد قادراً على الاعتماد على المدرسة للحصول على معدل عالٍ، وبالتالي فإنه يؤمن نفسه بالدروس الخصوصية، والمشكلة الأخرى أن لكل مدرسة ولكل نظام تعليمي منهاجه، والطالب يصبح مشتتاً ما بين هذا وذاك، وبالتالي فإن هناك كثيرا من الأسر تفشل في متابعة أبنائها دراسياً لصعوبة المناهج، ومن ثم لا بديل أمامهم سوى الدروس الخصوصية، لذلك أقترح أن تعمم تجربة فصول التقوية في المدارس ولا سيما للمواد الدراسية الصعبة أو التي يكثر اعتماد الطلاب فيها على الدروس الخصوصية». وتكمل «أم عبد الله »، « موظفة بالدائرة المالية»: رغم مشاغلي العديدة، فإنني أحرص على متابعة أبنائي دراسياً، ويمكنني أن ألفت الانتباه إلى نقطتين مهمتين، الأولى تتعلق بالتقويم الفصلي الذي عالج كثيراً من سلبيات النظام القديم، ومخاوف الامتحانات النهائية التي كانت لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، ويفترض أن تكون بمستوى غالبية الطلاب، فالنظام الجديد يفيد في قياس مدى تحصيله واستفادته من المناهج بصفة دورية، وأنهى مشكلة الامتحانات ككابوس يزعج الأسرة قبل الأبناء. أما النقطة الثانية فتتعلق بتهيئة المناخ الأسري الإيجابي قبل وأثناء الامتحانات، وما يشوبها من مخاوف وقلق وتوتر». المراجعة النهائية أما عمر الناجم، الاختصاصي الاجتماعي بنفس المدرسة، فيقول: «يفترض ألا يكون دور الأسرة غائباً منذ اليوم الدراسي الأول وطيلة أيام السنة بالتعاون مع المدرسة، وتكلل في النهاية بتهيئة المناخ الأسري الصحي للأبناء خلال فترة المراجعة النهائية والاستعداد للامتحانات خاصة إذا كان الطالب في المرحلة النهائية «الثانوية العامة». كثير من الأسر تعتبر الامتحانات «شبحاً أو كابوساً» مزعجاً ومرهقاً يطل برأسه كل عام، وعليهم مواجهة مسؤولياتهم الرئيسية في تهيئة المناخ المناسب للأبناء، إلى جانب تحمل الأعباء المالية الإضافية، فضلاً عما يعانونه من قلق وتوتر وخوف يخفقون في إخفائه ومن ثم يصدرونه بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الأبناء، ومن ثم تلقي مثل هذه المشاعر السلبية بظلالها وتأثيراتها على أبنائهم الطلاب. ويضيف الناجم :«من الطبيعي أن تكرس الأسرة جهودها وتركيزها خلال الشهور الأخيرة من العام الدراسي. وتسخر كل الطاقات من أجل أبنائها ونجاحهم في الامتحانات. ولعل الدروس الخصوصية أبرز ما يرهق الأسر، ولاسيما إذا كان ولي الأمر موظفاً وذا دخل محدود، وعليه أن يواجه استغلال المدرسين الخصوصيين وخاصة المواد التي يحتاج الابن أو الابنة فيها إلى تقوية وتحسين مستواه كالرياضيات أو الفيزياء أو الكيمياء أو أي فرع من اللغات، وكثير من الأسر تضطر إلى تنظيم مجموعات تقوية لأبنائها وبناتها تقليلاً للتكلفة، وهناك من يجلب المدرسين إلى البيت مهما كانت التكلفة، فالمقدرة المادية هي التي تتحكم في ذلك. وما من شك أن جو الأسرة يتغير تماماً قبيل الامتحانات، وحيث تغلب مشاعر القلق والتوتر على الجميع، وأكثر ما يزعج الأب أو الأم أن يوجد أحد من الأبناء لا يهتم كثيراً بدراسته، أولا يدرك مصلحته جيداً، ولا يعرف كيف يحرص على مستقبله، ويصبح كل همه منصباً على اللعب وإهدار الوقت، وممارسة الهوايات، والانشغال بالأصدقاء». بين نارين ويضيف نصر الدين فرج، الاختصاصي الاجتماعي، بمدرسة مدرسة عبد الجليل الفهيم للتعليم الأساسي للبنين: «لعل أبرز المشاكل في نظري تتمثل في خوف الطلاب، وقلق أسرهم من الإخفاق أو الفشل. فكل ما يشغلهم، بل هاجسهم الوحيد أن يلتحق الابن أو الابنة بإحدى كليات القمة - كما يسمونها - فهناك مواهب وكفاءات لا تنجح في ذلك، وقد تتميز في مجالات أخرى، فالشخص الناجح هو من يختار التخصص الذي ينجح فيه لخدمة المجتمع الذي يعيش فيه. ولعل الدروس الخصوصية أبرز المشاكل والأعباء التي تواجه معظم الأسر، ورغم العمل بنظام الفصول الدراسية الثلاثة، فإنها لا تزال تمثل عبئا ماديا يثقل كاهل هذه الأسر، لأن الأسرة تصبح بين نارين، نار الإرهاق المادي ونار الخوف من الرسوب أو الإخفاق وعدم التفوق لتحقيق آمال وأحلام الأبناء والأسرة». تراكم المعرفة من جانب آخر، ترى هدى ربيع، الاختصاصية التربية الخاصة بمدرسة المشرف أن تقسيم العام الدراسي على ثلاثة فصول يساعدهم على الإلمام بجوانب المقرر وتوزيعه، ويضمن عدم تراكم المادة على الطالب، وننصح أن تكون عملية المراجعة والدراسة أولاً بأول، ورفع ثقة الطالب بذاته وبقدراته، وتدعيمه بين وقت وآخر، وتدريب الطلاب على التركيز والتحكم بالذات والاسترخاء البدني والذهني قبل وأثناء الامتحانات، من خلال توفير بيئة آمنة، ومساعدة الطالب على التخلص من الأفكار السلبية قبل الامتحانات، فالامتحانات مجرد وسيلة لقياس أداء الطالب وليس غاية في حد ذاتها. ومن المهم أن يتعلم الطالب كيفية تنظيم الوقت بشكل جيد، والتدريب على كل صيغ وأشكال الامتحانات من خلال المراجعات النهائية. وتضيف ربيع: «هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية ينبغي للطالب أن يسير فيها بنفس الوقت، وهي «الكتاب، وملاحظات مدرس المادة، وحل التطبيقات والتدريبات»، وأنصح الطلاب بتقييم أنفسهم بأنفسهم، وحل نماذج امتحانية مختلفة، ولا يتردد في سؤال المدرس عند الحاجة، وأن يقوم الطالب بتقسيم وقته جيداً، ولا يمنع من مراجعة المادة مع زميل له، أو أكثر من زميل للوقوف على حقيقة استيعابه، وخلال المراجعة النهائية ينصح الطلاب بأن يقوم بكتابة وتدوين ما قرأه بخط يده، ويمكن أن يقوم بعمل ملخصات لما قرأ بطريقته الخاصة، ويركز على الجوانب الصعبة لديه وتكرار محاولاته، وأن يعتمد على الكتاب المدرسي، وما يحتويه من تدريبات وتمارين». المراجعة النهائية.. خطوات ومراحل ينصح خبراء التعليم الطلاب بإجراءات وطقوس عدة تعينهم على إنجاز المراجعة النهائية على النحو التالي: - التعلم والاستيعاب: تدوين الملاحظات بشكل جيد في الحصة وفي الكتاب المقرر والمراجعة الدورية، وتدوين الملاحظات بشكل جيد، وتقدير الوقت اللازم لمراجعة المواد مع وضع جدول لتحديد ساعات المراجعة والمواد المطلوبة، وإجراء الاختبارات الذاتية. ـ ملاحظة أي إرشادات دراسية يوزعها المدرس قبل الامتحان أو في بداية الفصل، وسؤال المدرس عما سيغطيه ويركز عليه الامتحان. ويمكن للطالب أن يكتب الأسئلة كما لو كان هو المدرس، ثم يحاول الإجابة عنها، ومراجعة الامتحانات السابقة، ـ المذاكرة المكثفة، وفيها يراجع الطالب المواد المطلوبة، ويختار العناوين والأفكار الرئيسية للمواد، ويركز على مراجعة واستيعاب النقاط الرئيسية والخطوط العريضة للمادة. ـ من الممكن أن يرسم الطالب خرائط تسجل فيها الأفكار المهمة من المادة والعلاقة المتداخلة بين هذه الأفكار، لتساعده على استرجاع المعلومات بسهولة، ويمكن أن يسجل الملاحظات والمقاطع المهمة من الكتاب على شريط تسجيل صوتي حتى يمكنه المراجعة عبر مسجل محمول.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©