أشرف جمعة (أبوظبي)
بيننا الكثيرون الذين عاشوا عصر البساطة الذي كان يخلو من العوالم الرقمية والطفرة العمرانية حيث «الفريج» والبيوت المتقاربة والحياة التي قامت على علاقة الجيرة وجلسات السمر في المقاهي الصغيرة التي عبرت عن الحميمية التي عاشها المواطن قبل الوصول إلى ذروة التقدم والحضارة والمدنية وهؤلاء يعيشون معنا الآن عصر التوسع العمراني والانتقال من أشكال الحياة العادية إلى البنايات الشاهقة وعصر التكنولوجيا والتفاعل مع معطيات الحياة الجديدة ورغم التحولات الكبيرة فإن الكثيرين من أبناء الجيل الماضي يدفعهم الحنين دائماً للعودة إلى زمن البساطة والأسرة المندمجة في البيوت الكبيرة.
واتسمت حياة المواطن الإماراتي في الماضي بالبحث المتصل عن أسباب الرزق وكان البحر يسع طموحاته في صيد الأسماك والغوص من أجل اللؤلؤ فضلاً عن العمل في مجالات مختلفة مثل الزراعة وبعض الحرف الأخرى وهو ما أكسبه حياة لها مذاقها الخاص وعاصر الكثيرون من أبناء ذاك الجيل العصر الحالي واقتربوا من ثورته التكنولوجية الجامحة وانتقلوا للعمل في مهن أخرى وتجارات مغايرة لطبيعة عصرهم الفائت لكنهم ما زالوا يجدون المتعة في الحديث عن الأيام الجميلة الماضية.
![]() |
|
![]() |
وأضافت: مجرد العودة إلى منابع الذكريات القديمة لدى أبناء الجيل الماضي يدفعهم للشعور بالراحة النفسية ويجعل إقبالهم على الحياة أكبر فالماضي هو النافذة التي يطلون منها على الحاضر وتجد أحدهم عندما تعترضه مشكلة ما أو يجد صعوبة في التعامل مع العصر التقني الذي يعتمد على وسائل الاتصال الحديثة يتململ ويتذكر كيف كانت الحياة في الماضي أحلى وأسهل وأرحب وترى أن العديد من أبناء هذا الجيل لم يتخلوا عن نسقهم في المعيشة ومنهم من يحن إلى بيئة البحر ويذهب إليها على فترات حتى يستعيد ذكريات طواها الزمن.
![]() |
|
![]() |