الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرابين البشرية.. رعب يطارد أطفال أوغندا بسبب السحر

25 يناير 2017 09:22
بعد يومين من اختفاء طيبة وميلي من منزلهما قرب العاصمة الأوغندية كمبالا في أكتوبر الماضي، عثر على جثتيهما في مستنقع قريب، وقد تم انتزاع لسانيهما من خلال فتحات تمت في حنجرتيهما. لم تقتل ميلي (7 أعوام) وشقيقها (15 عاما) على أيدي مجرمين عاديين. بل تعرضا لهجوم من قبل أشخاص يعملون لصالح ممارسي السحر، بحثا عن أجزاء جسم الإنسان لاستخدامها في الطقوس. وقالت شيلين كاسوزي من منظمة «كيامبيسي تشايلدكير مينيسترز» (كيه سي إم)، وهي منظمة مسيحية تكافح هذه الطقوس، إن عمليات القتل كهذه آخذة في التزايد في الدولة الواقعة شرقي إفريقيا، حيث قتل 19 طفلاً من أجل الدماء والأنسجة أو أجزاء الجسم ما بين مايو ونوفمبر 2016. ووفقا لمنظمة (كيه سي إم)، وقعت 20 عملية قتل خلال عام 2015 بأكمله. وتظهر سجلات الشرطة زيادة من عملية قتل واحدة في 2006 إلى 13 حالة في عام 2014. ولكن يعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير. كما تفيد تقارير بوقوع عمليات قتل مشابهة أيضا في تنزانيا ونيجيريا وسوازيلاند وليبيريا وبوتسوانا وجنوب إفريقيا وناميبيا وزيمبابوي، وفقا لتقرير صادر في 2014 من قبل منظمة كيدزرايتس وجامعة ليدن. وجاءت عملية قتل ميلي وطيبة، عقب أخرى لـ«كيفن» (8 سنوات) الذي اختفى عقب يوم دراسي في أبريل 2016. وقد عثر على جثته في حديقة بكمبالا وقد اقتطعت قطعة لحم من عنقه. وقال تقرير منظمة كيدزرايتس إنه في عدة حالات مماثلة اقتطعت أجزاء من أجساد الأطفال بينما كانوا ما يزالون على قيد الحياة «كجزء من طقوس احتفالية للتضحية». ويبقى عدد قليل من الضحايا على قيد الحياة. وفي قرية كيامبيسي شمال شرق العاصمة، قدمت «كيه سي إم» العلاج لعشرات منهم منذ عام 2006. وقالت كاسوزي «عادة ما يكون هؤلاء الأطفال في ظروف مروعة... (هم) يصرخون... خلال الكوابيس وتنتابهم هلاوس». ومن بين الأطفال الثمانية المقيمين حاليا في المبنى السكني السابق، الذي يحوي أراجيح في فنائه، روبرت (8 سنوات)، تم العثور عليه فاقدا للوعي في بركة من الدماء بمنزل جدته شرق كمبالا في يونيو عام 2013. وأضافت كاسوزي «نعتقد أن مهاجمي روبرت أخذوا الكثير من الدماء منه». ويجوز أيضا أنه تم طرحه أرضا، ما خلف إصابته بالشلل بسبب إصابة في العمود الفقري. والأسوأ من ذلك حالة الطفلة «هوب» (10 سنوات) التي اقتلع لسانها جزئيا بينما كانت بعمر يناهز 18 شهرا. وعقب ذلك أبقيت مقيدة لثمانية أشهر، لسبب غير معروف، ما تركها غير قادرة على المشي مع وجود إصابات في المخ لا تسمح لها بالتواصل إلا من خلال أصوات ضوضاء. ويقدر المتخصص في الأنثروبولوجيا، إيباجار أوجولو، من جامعة أوغندا كريستيان يونيفرسيتي، أنه على الرغم من أن ديانة الأغلبية العظمي هي المسيحية إلى جانب بعض المسلمين، فإن 80 في المئة من الأوغنديين يستشيرون معالجين تقليديين. وقال المعالج سيمبيجا باتالي إن المعالجين يهزون الأجراس أو يغنون لجعل أرواح الأجداد تتحدث عبرهم. وأضاف أن «الروح تصف الدواء أو الإجراءات التي يتعين على العميل اتخاذها لعلاج الأمراض أو الحصول على المال». غالبا ما تنطوي العلاجات على وصفات عشبية. ويمكن أيضا التضحية بالدجاج والماعز أو الغنم. وإذا لم يؤد أي من ذلك إلى نتيجة، تقترح أقلية ضئيلة من المعالجين غير الأخلاقيين «الدماء الكبرى (الدماء البشرية)». وقال أوجولو إن «جسم الإنسان هو تجسيد للروح، ويعتقد أن أجزاء جسم الإنسان هي المكونات الأكثر فعالية في السحر». ويعتقد أن اللسان يقوم بإخراس الأعداء، وتفيد الأعضاء التناسلية لعلاج العجز الجنسي أو العقم. والطلب موجود أيضا على الأطراف، والعيون، والأسنان والأصابع والقلوب. أجزاء الجسم يمكن ارتداؤها، أو ودفنها أو تؤكل خلال الطقوس التي تكلف المستفيدين منها المزعومين ثروة صغيرة. ووفقا لأوجولو وكيدزرايتس يتعرض البالغون للقتل أيضا في سبيل الحصول على أجزاء الجسم، لكن أعدادهم ليست معروفة. لكن الغالبية العظمى للضحايا هم من الأطفال، لأنهم أسهل الأهداف ولأنهم ينظر إليهم على أنهم «أنقياء». وقبل انتخابات عام 2016 بفترة وجيزة، قتل ستة أطفال، وفقا لكاسوزي، التي قالت إن أجزاء الجسم ربما كانت مطلوبة لمساعدة السياسيين على تأمين مقاعد في البرلمان. وتدين الأغلبية الساحقة من المعالجين التقليديين في أوغندا، البالغة أعدادهم 3 ملايين، هذه الممارسات. وقال المعالج سوايبي لوجايزي «التضحية البشرية ليست جزءاً من ثقافتنا». وقالت منظمة كيدزرايتس إن هذه الممارسة لم تنتشر إلا في الآونة الأخيرة. وليس من الواضح لماذا يبدو أن عمليات القتل من أجل الحصول على أجزاء الجسم قد تزايدت. ويقول الأخصائيون الاجتماعيون إن حملات التوعية شجعت المواطنين على الإبلاغ عن مزيد من مثل هذه الحالات. وقال محللون إن المعالجين عديمي الضمير في الوقت ذاته يسوقون مثل هذه الطقوس للفقراء التواقين بشدة للثروة وللطبقة الوسطى المتنامية التي تحاول تحقيق المزيد من الرخاء. وأنشأت الشرطة الأوغندية قوة لمكافحة التضحية بالبشر في عام 2009، لكن كيدزرايتس قالت إنها تفتقر إلى الموارد والقوة البشرية. وفي 2016 تم الحكم على شخصين أدينا بتهمة القتل الطقسي بالإعدام -وهي عقوبة عادة لا تنفذ في أوغندا-، فيما تلقى شخص واحد حكما بالسجن مدى الحياة في عام 2012. لكن كاسوزي، التي تدعو لتشريع خاص ضد عمليات القتل هذه، ولمستويات تعليمية أفضل لمكافحة هذه الممارسة، ترى أن المحاكمات نادرة، لأن الشهود المحتملين يخشون الانتقام. وتحاول منظمتها، في الوقت ذاته، أن تهب الناجين «الحب الأمومي»، والألعاب والتمارين الرياضية «لتجعلهم يشعرون كالأطفال الآخرين»، في حين لا تسمح بالاتصال مع الغرباء وهو الأمر الذي قد يعيد إحياء الصدمات. وقالت كاسوزي «المستشارون... يحاولون مساعدتهم على استعادة الثقة بالبشر مرة أخرى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©