الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

روسيا ترفض تغريم الساخرين من المنتخب وتمرر الضرائب !

روسيا ترفض تغريم الساخرين من المنتخب وتمرر الضرائب !
19 يونيو 2018 00:04
محمد حامد (دبي) للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم، بل هي الواقعة الأولى في تاريخ الرياضة بشكل عام، أن يحاول نائب برلماني وسياسي دعم منتخب بلاده من خلال اقتراح قانون لمعاقبة من يسخرون منه بدفع غرامة مالية تصل قيمتها إلى ما يقرب من 160 دولاراً، هذا ما حدث في روسيا من خلال ما اقترحه البرلماني والسياسي المثير للجدل فيتالي ميلونوف، ولكن لم يتم الاستماع باهتمام لما اقترحه، مما يؤشر إلى أن ما كان يسعى إليه ما هو إلا نوع من المغالاة في إظهار دعمه للمنتخب الروسي. ميلونوف قال في مبررات تقدمه بهذا الاقتراح، وفقاً لما رصدته الصحافة الروسية، إن السخرية من المنتخب وهو يمثل الوطن تتسبب في خلق أجواء من الإحباط قد يكون لها تأثير على الأداء، وأشار ميلونوف إلى أنه في حال خسر المنتخب الروسي مبارياته ولم يقدم الأداء المشرف المطلوب منه، فإنه يجب في هذه الحالة معاقبة هؤلاء الذين سخروا منه وتسببوا في هذه الأجواء السلبية المحبطة. فوز روسيا بخماسية على المنتخب السعودي في افتتاح المونديال كان له مفعول السحر في تغيير الصورة بالكامل، وبعد أن كانت الفيديوهات الساخرة تنتشر بقوة، والآراء التي تتحدث عن أن المنتخب سيكون سيئاً هي السائدة في مرحلة ما قبل بداية البطولة، فقد كانت المباريات الودية والتحضيرية كارثية سواء على مستوى النتائج أو الأداء، حيث لم يحقق أي فوز منذ أكتوبر الماضي، وهو يخوض منافسات المونديال بتصنيف هو الأسوأ من بين 32 منتخباً في البطولة، حيث يحتل المركز الـ70، مما كان له أكبر الأثر في انتشار موجات التشاؤم في الشارع الروسي، إلا أن ضربة البداية الموفقة تسببت في تغيير الصورة بالكامل بعد الفوز الكبير على المنتخب السعودي وتصدر المجموعة بعد نهاية مباريات الجولة الأولى. وكان ميلونوف يدافع عن وجهة نظره بقوة من أجل تمرير فكرة معاقبة من يسخرون من المنتخب، حيث قال لصحيفة برافدا: «منتخبنا يجب أن يكون فخرنا في جميع الأحوال، فهو يمثل الوطن، ويجب أن نقف خلفه في جميع الأحوال، في حال تعرض للهزيمة فسوف يظل يحمل اسم روسيا، وفي حال حقق الانتصارات فسوف يظل ممثلاً لروسيا، وحينما يتسابق البعض في توجيه الانتقادات الحادة والسخرية من المنتخب فإنهم يتسببون في نشر روح سلبية تحيط بالجميع، وفي هذه الحالة يجب معاقبة مثل هؤلاء». ويشتهر النائب الروسي وهو عضو مجلس الدوما عن حزب روسيا المتحدة بإثارة الجدل دائماً، مما يتسبب في حدوث بعض المشكلات، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ومنها اقتراحه إطلاق اسم القسطنطينية على اسطنبول، وأن يتم تثبيت هذا الاسم في جميع وسائل الإعلام الروسية، وكذلك وصف ميلونوف رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي بأنها مثل أدولف هتلر، مما تسبب في تعميق الفجوة السياسية بين موسكو ولندن في الآونة الأخيرة. ولأن كأس العالم ليس مجرد بطولة معتادة، فقد أشارت تقارير صحفية عالمية إلى أن الحكومة الروسية قامت خلال الأيام الماضية بتمرير قانون التقاعد، حيث من المقرر وفقاً للنظام الجديد أن يرتفع سن التقاعد للرجال من 60 إلى 65 عاماً، ومن 66 إلى 63 عاماً للسيدات، وهو ما لا يشعر الروس بالرضا عنه، وكذلك أقرت الحكومة الروسية رفع قيمة الضريبة المضافة من 18 إلى 20%، الأمر الذي يؤشر إلى أن كأس العالم لكرة القدم هي المناسبة التي يمكن الرهان على أنها الحدث الأكثر أهمية للملايين في روسيا، والتي تشد أنظار الجميع. صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية أشارت في تقرير لها إلى أن الصدمة سوف تكون كبيرة في حال لم ينجح المنتخب الروسي في إكمال مسيرته في المونديال، فقد تمكن المنتخب من جعل الجميع يلتفون حوله في مشاعر وطنية جياشة في الوقت الراهن، وفي حال أخفق في الذهاب بعيداً، فإن الملايين من أبناء الشعب الروسي سوف يفيقون على صدمة كبيرة تتمثل في ضياع حلم الظهور المونديالي المشرف، وإقرار قوانين تتعلق بالتقاعد والضرائب لا يوجد شعور بالرضا عنها في الشارع الروسي. المشهد الحالي يعيد للأذهان ما حدث في مونديال البرازيل 2014، حينما اندلعت المظاهرات التي تطالب بتحسين المستوى المعيشي، وارتفعت حدة المخاوف من حدوث كارثة أمنية حينما ودع المنتخب البرازيلي البطولة بعد الهزيمة بسباعية من نظيره الألماني، إلا أن صوت العقل ساد في الوقت المشار إليه، حيث تمت دعوة الجميع إلى التحلي بالهدوء من أجل جعل صورة البرازيل جيدة أمام العالم، خاصة أن وسائل الإعلام العالمية، والأضواء تتجه بقوة صوب البلد المستضيف للمونديال، ولقيت الدعوة قبولاً في الشارع البرازيلي لتسود روح تغليب مصلحة الوطن وجعل صورته ناصعة أمام العالم.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©