عقيل الحلالي (صنعاء)
قتل أربعة من مقاتلي جماعة «الحوثي» وأصيب آخرون أمس عندما انفجرت سيارة ملغومة في نقطة تفتيش تابعة للجماعة المذهبية في محافظة الجوف شمال اليمن. وذكر مصدر أمني في الجوف لـ(الاتحاد) أن سيارة ملغومة انفجرت بجوار نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في بلدة «الغيل» جنوب غرب المحافظة، مشيرا إلى أن الانفجار خلف قتلى وجرحى حسب التقارير الأمنية الأولية. وأضاف:«لا تزال حصيلة القتلى والجرحى غير معلومة بسبب تعتيم الحوثيين على الحادثة»، حسب قوله.
ولاحقا أكد مصدر أمني في صنعاء نقلا عن مسؤول محلي لـ(الاتحاد) مصرع أربعة مسلحين حوثيين وإصابة آخرين في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة في بلدة «الغيل»، موضحا أن الانفجار أسفر أيضا عن مقتل الانتحاري. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي يحمل، حسب مراقبين محليين، بصمات تنظيم القاعدة الذي ينشط في جنوب وشرق اليمن.
وعلى صعيد متصل، سيطر المقاتلون الحوثيون أمس على مناطق جبلية في جنوب شرق محافظة عمران، تبعد نحو 35 كيلومتراً عن العاصمة صنعاء بعد معارك ليلية مع رجال قبائل محليين مواليين للقوات الحكومية المرابطة في مدينة عمران حيث يستمر التوتر المسلح منذ أسابيع.وقال سكان ومسؤولون محليون في عمران لـ(الاتحاد) إن اشتباكات مسلحة اندلعت الليلة قبل الماضية بين المقاتلين الحوثيين ورجال قبائل محليين في بلدة «عيال سريح»، الواقعة جنوب شرق مدينة عمران.
واندلعت الاشتباكات، التي استمرت نحو ساعتين، في أكثر من منطقة في البلدة واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، حسب المصادر السابقة.
وقال مسؤول محلي: «استطاع الحوثيون فرض سيطرتهم على السلسلة الجبلية في «عيال سريح» الممتدة عبر مناطق «قهال»، «الحائط»، و«ذيفان» بعد اشتباكات قصيرة خلفت عدد من الجرحى». واعتبر المسؤول ذلك «تفوقا عسكريا» على قوات اللواء 310 مدرع المرابطة في مدينة عمران وتخوض منذ أيام اشتباكات متقطعة مع مسلحين حوثيين يحاولون احتلال تل استراتيجي عسكري في الضاحية الجنوبية الغربية للمدينة.
وذكر مصدر قبلي في بلدة «عيال سريح» أن الحوثيين يستعدون لمهاجمة معسكر تابع للواء 310 مدرع مرابط في جبل «ضين» المطل على الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة صنعاء، وعلى بلدة «أرحب» التي تقول تقارير إعلامية غير محايدة إنها تحتضن معسكرات تدريب تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن وذراعها السياسي حزب «التجمع اليمني للإصلاح». وقال مسؤول محلي آخر في عمران، قريب من حزب «الإصلاح»، إن هناك «تواطؤا من جانب الدولة» لدعم الحوثيين على القبائل المحلية في المحافظة، متهما أيضا وزيرا في الحكومة الانتقالية ينتمي إلى حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بتسهيل سيطرة الحوثيين على مناطق في «عيال سريح»، في إشارة واضحة إلى وزير المغتربين، مجاهد القهالي، الذي يعد أحد أبرز زعماء قبائل «عيال سريح».
وأضاف: «الدولة غائبة بينما الحوثيون يضيقون الخناق على مدينة عمران»، آخر معاقل السلطة في المحافظة التي تحمل الاسم نفسه بعد سيطرة الجماعة على غالبية مناطقها في فبراير الماضي إثر اقتحام معقل عائلة الأحمر، زعماء قبائل «حاشد»، والسند القبلي لحزب «الإصلاح» الذي تزعم انتفاضة شعبية عارمة في 2011 أجبرت الرئيس السابق على التنحي بداية 2012.
وأردف المسؤول المحلي طلبا عدم ذكر اسمه: «على الرغم من تأكيدات قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء محمد المقدشي بعدم السماح بتمادي الحوثيين إلا أن الواقع مختلف جدا»، مشيرا إلى أن الحوثيين فجروا صباح أمس معهدا دينيا سنيا لتعليم القرآن الكريم في منطقة «الخدرة» ببلدة «جبل عيال يزيد» شمال مدينة عمران.
وقال مصدر عسكري في عمران إن جماعة الحوثي «تحتشد حاليا مقاتليها في مناطق على الجهات الشرقية والشمالية والغربية لمدينة عمران»، مضيفا: «الحشود مستمرة وهناك استنفار دائم لدى قوات الجيش والأمن داخل المدينة». وأكد المصدر مصرع جندي برصاص جنود من الجيش اشتبهوا بعربة تابعة للأمن أثناء مرورها الليلة قبل الماضية في شارع رئيسي شرق مدينة عمران.وقال: «اطلق جنود من اللواء 310 النار على عربة أمنية بعد أن اشتبهوا فيها ما أدى إلى مصرع سائقها»، اتضح لاحقا أنه السائق الشخصي لمدير أمن المحافظة، العميد محمد طريق.وحث عدد من خطباء المساجد في اليمن خلال خطبتي صلاة الجمعة، أمس، على «الإخاء والتآلف وجمع الكلمة ووحدة الصف»، ودعوا إلى معالجات المشكلات التي تعصف بالبلاد منذ سنوات من خلال تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنتهي أواخر يناير.
كما شددوا على ضرورة «مؤازرة» الرئيس عبدربه منصور هادي الذي أكد في خطاب لليمنيين، الأربعاء الماضي، على ضرورة «نبذ الخلافات والصبر عند الملامات والشدائد ومواجهة الصعوبات بصبر وحكمة»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية. وأكد الخطباء على أهمية استمرار الحرب العسكرية ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في جنوب البلاد من أجل «اجتثاث جذور الشر»، حسب تعبيرهم.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أمس، مصرع قيادي في تنظيم القاعدة برصاص قوات الجيش في محافظة شبوة الجنوبية. وقال مصدر عسكري إن «القيادي الإرهابي في تنظيم القاعدة أبو عبدالرحمن المصري» لقي مصرعه «على يد القوات المسلحة والأمن في محافظة شبوة»، مؤكدا أن قوات الجيش والأمن والمليشيات المحلية الموالية للحكومة «سيواصلون واجبهم الوطني في ملاحقة فلول الإرهابيين أينما وجدوا حتى القضاء عليهم».
إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية اليمنية عبر موقعها الالكتروني إن الأجهزة الأمنية في محافظة شبوة شكلت لجنة خاصة للتحقيق في ملابسات مقتل أربعة مدنيين أمس الأول بانفجار عبوة ناسفة في طريق رئيسي في منطقة «مفرق الصعيد» حيث ينتشر الجيش منذ أواخر الشهر الماضي. وكان مصدر أمني محلي ذكر أن الانفجار ناجم عن «عبوة ناسفة زرعتها عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة»، ووقع بعد مرور عربة تابعة للجيش، حسب موقع وزارة الداخلية.
عدد اليوم
