الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع النفط الأفريقي في مهب الريح

8 نوفمبر 2008 01:21
يبدو أن مستقبل صناعة النفط في القارة الأفريقية أحد أكبر المساهمين في توفير البترول في الأسواق العالمية أصبح في مهب الريح بسبب أزمة الائتمان وأعمال العنف والعديد من المصاعب والتحديات الأخرى· وعلى الرغم من أن كبريات شركات النفط العالمية لن تتوقف عن الاندفاع في الاستحواذ على المزيد من الامتيازات في دول مثل أنجولا وفي الدول الأخرى المحيطة بالمياه العميقة لخليج غينيا، فأن التكاليف الفلكية لتطوير هذه الحقول وارتفاع وتيرة الاضطرابات وأعمال العنف في دلتا النيجر الغنية بالموارد النفطية وقصر حياة الإنتاج النسبي في أحواض غرب أفريقيا والانخفاض المفاجئ في أسعار النفط، بالإضافة إلى النقص في الأموال الذي تعاني منه الشركات النفطية الأصغر حجماً بات يعني أن تلك الأيام التي تمتعت بها القارة الأفريقية كمورد يتسم بالصدقية لإمداد العالم بالمزيد من كميات النفط قد أصبحت معدودة· وبالإضافة لذلك، فإن انخفاض الإنتاج أصبح من شأنه أن يحرم مجموعة من هذه الدول النامية من إيرادات هي في أمس الحاجة إليها· فبالنسبة لدول مثل نيجيريا وأنجولا، فإن الصادرات النفطية تشكل غالبية الموارد المالية الحكومية والفوائد من تبادل العملات الأجنبية، بينما تساهم القارة بمعدل حوالى 12 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي الذي يبلغ 85 مليون برميل يومياً· ولكن المساهمة الأفريقية أصبحت تكتسب أهمية بالغة لأسواق النفط التي أصبحت تعاني الندرة في ظل الانخفاض المستمر للإنتاج خارج منظمة ''أوبك'' مثل روسيا والمكسيك· إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن المنتجين من خارج ''أوبك'' لن يتمكنوا من إضافة سوى 150 ألف برميل يومياً هذا العام أي أقل بكثير من مستوى توقعات الوكالة السابقة بحوالى مليون برميل يومياً· وبالنسبة لكبريات الشركات الحكومية والشركات النفطية الخاصة، فقد ظلت أفريقيا تلعب دوراً كبير الحجم في الساحة النفطية، إذ استمرت القارة مسؤولة عن إضافة ما يقارب ربع الزيادة الإجمالية العالمية في الاحتياطيات طيلة العقد الماضي· وهو الأمر الذي حقق العديد من المكاسب للشركات من أمثال ''رويال دوتش شل'' و''اكسون موبيل'' و''توتال''· أما في خارج القارة الأفريقية، فإن العديد من أكبر الاكتشافات الجديدة قد برهنت على أنها مجرد سراب حتى الآن نسبة لحاجتها إلى المزيد من الاستثمارات الهائلة في الوقت الذي بدأت فيه الدول المستضيفة تتشدد في الشروط والحقوق· ولطالما ظلت الدول الأوروبية والأميركية الشمالية تستفيد من قيمة الخام الأفريقي لأنه ينتج مواد مكررة أعلى جودة بكثير من ذلك الذي يستخرج من نفط الشرق الأوسط· وحتى قبل أن تمسك الأزمة المالية بخناق العالم حذر الخبراء من التحديات التي تواجه استمرار تدفق الإنتاج من القارة الأفريقية خاصة من المنطقة شبه الصحراوية ومن نيجيريا وأنجولا الدولتين العضويين في منظمة ''أوبك''· ويتوقع مكتب وود ماكينزي للاستشارات أن يبدأ الإنتاج الأفريقي من النفط في الانخفاض اعتباراً من عام ·2013 عن ''وول ستريت جورنال'' بينما يقدر مكتب ''بي اف سي'' للطاقة في واشنطن أن يتأجل هذا الموعد إلى ما بعد عام 2014 عندما يصل الإنتاج النفطي الأفريقي إلى ذروته عند مستوى 1,7 مليون برميل يومياً مقارنة بإنتاج حالي عند مستوى 5,8 مليون برميل في اليوم· ولكن حتى هذه المكاسب قد تبرهن على أنها غير حقيقية على أرض الواقع، وذلك بسبب شراسة وحدة ممارسات التمرد والعنف والإجرام التي تستهدف شركات النفط الغربية في نيجيريا الدولة المنتجة الأكبر في القارة الأفريقية· على أن عمليات العنف لم تقتصر فقط على خفض مستوى الإنتاج وإنما أصبحت ترفع أيضاً من حجم التكاليف· إذ أشار توندي افولابي المدير التنفيذي لشركة النفط النيجيرية الأسبوع الماضي إلى أن إجمالي إنتاج النفط الحالي في الدولة أصبح عند مستوى 1,5 مليون برميل يومياً وبشكل فاجأ المراقبين الذين يعتقدون جازمين أن الدولة تنتج مليوني برميل يومياً· وذكر المدير التنفيذي أيضاً أن تكاليف الإنتاج في دلتا النيجر ارتفعت بمعدل بلغ 250 في المائة من تلك الحقول التي تتواجد داخل المياه العميقة· والآن، فقد بات من شأن أزمة الائتمان وانخفاض أسعار النفط العمل على مفاقمة النقص المزمن في الأموال الذي تعاني منه أصلاً شركة النفط الحكومية في نيجيريا· أما في أنجولا المزود الوحيد الأكبر للصين باحتياجاتها النفطية انخفض الإنتاج النفطي مؤخراً إلى مستوى بحوالى 1,7 مليون برميل يومياً من مستوى مليوني برميل أوائل هذا العام بسبب غياب الحافز الاستثماري والمالي عند كبريات شركات النفط العالمية وترددها في ضخ النفط بالسرعة اللازمة خوفاً من تسارع انخفاض معدلات الإنتاج وبشكل يؤدي إلى قصر حياة الحقول البرية والبحرية في القارة الأفريقية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©