الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس اليمني يحذر معارضيه من «اللعب بالنار»

الرئيس اليمني يحذر معارضيه من «اللعب بالنار»
14 مايو 2011 00:10
حذر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس أحزاب المعارضة، المنضوية في (اللقاء المشترك)، من «اللعب بالنار»، مؤكدا أنه سيواجه «التحدي بالتحدي»، فيما احتشد مئات آلاف اليمنيين في عدد من المدن للمطالبة بـ«إسقاط النظام»، و«محاكمة رموزه»، في حين قتل ثلاثة متظاهرين وأصيب العشرات، بينهم جنود، في صدامات بين قوات الأمن ومحتجين بمدينة إب، وسط اليمن، الذي يشهد اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة منذ منتصف يناير الماضي. وقال الرئيس صالح في كلمة مقتضبة أمام مئات الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا بالقرب من القصر الرئاسي بصنعاء: «كفاكم لعبا بالنار يا أحزاب اللقاء المشترك»، داعيا أتباعه إلى «الاصطفاف الوطني لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والتخريبية» التي قال إن أحزاب «المشترك» تقف وراءها. وأشار صالح إلى أن أحزاب المعارضة تدعو إلى مهاجمة المؤسسات الحكومية، وقال «هذا عمل تخريبي.. ما بنيناه في 32 عاما تخربونه في ثلاثة أشهر». لكنه أكد أن الشعب «سيحمي مؤسساته ومدنه وقراه ومساكنه بكل ما أوتي من قوة»، وأن أنصاره «والمؤسسة العسكرية (..) سيردون الرد الشافي». وقال: «سنواجه التحدي بالتحدي»، مشيرا إلى أن «من يريد السلطة فعليه التوجه لصناديق الاقتراع». كما جدد الرئيس اليمني نعته أحزاب «اللقاء المشترك» بـ»قطاع الطرق»، وقتلة النفس المحرمة»، وقال إن هذه الأحزاب «تخريبية وغير وطنية». إلا أنه دعاها في الوقت ذاته إلى «الحوار تحت أي مظلة وفي أي مكان»، و»تحكيم العقل والمنطق». وكان مئات الآلاف من أنصار النظام الحاكم، أدوا صلاة الجمعة، التي أطلقوا عليها اسم «جمعة الوحدة»، بميدان السبعين، لتأييد صالح الذي يواجه، منذ مطلع العام الجاري، أعنف حركة احتجاجية مناهضة له خلال سنوات حكمه التي تزيد عن 32 عاما. ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية وصور الرئيس صالح ولافتات كثيرة حملت أسماء قبائل مناطق يمنية، وكُتبت عليها عبارات مؤيدة للرئيس اليمني ومبادراته للتحاور والتفاهم، وأخرى منددة بالفوضى والتخريب والفتنة.وهتف المتظاهرون «الشعب يريد علي عبدالله صالح»، و«يا الله يا الله .. احفظ علي عبدالله»، ورددوا شعارات أخرى. وكان خطيب صلاة «جمعة الوحدة» دعا دول مجلس التعاون الخليجي، التي قدمت مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن، إلى «أن تنظر لهذه الملايين المؤيدة» للرئيس علي عبدالله صالح (68 عاما). كما شهدت مدن يمنية أخرى تظاهرات مؤيدة لاستكمال الرئيس صالح ولايته الرئاسية الثانية والأخيرة، التي تنتهي في سبتمبر 2013. بالمقابل، احتشد نحو مليوني شخص في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى، للمشاركة في «جمعة الحسم»التي دعت لها ما يسمى بـ»اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية» في اليمن. واكتظ شارع الستين الشمالي، غرب صنعاء، بمئات آلاف المحتجين الذين توافدوا منذ الصباح وسط إجراءات أمنية مشددة فرضت حول المقار السيادية والمؤسسات الحكومية والأمنية، إضافة إلى استحداث نقاط تفتيش في الشوارع العامة وعلى مداخل العاصمة. ودعا خطيب صلاة الجمعة مؤيدي الرئيس علي عبدالله صالح إلى الانضمام لـ«الثورة الشعبية»، معتبرا أن النظام الحاكم سيسقط خلال أيام قليلة. وطالب المتظاهرون برحيل الرئيس صالح فورا، وهتفوا «هيهات هيهات من الذلة»، «والشعب يريد إسقاط النظام»، رافعين الأعلام الوطنية ولافتات كُتب عليها شعارات مؤيدة للحركة الاحتجاجية. وعقب الصلاة، تقدم المتظاهرون خطوة واحدة باتجاه القصر الرئاسي «بشكل جماعي»، في إشارة رمزية إلى اقتراب موعد الزحف نحو القصر، والمتوقع تنفيذه هذا الأسبوع، قبل أن يشيعوا جثامين عدد من القتلى الذين سقوط، الأربعاء الماضي، برصاص رجال أمن ومسلحين مجهولين تصدوا لمسيرة شبابية كانت متجهة نحو مقر رئاسة الوزراء، وسط صنعاء. وقد شهدت العديد من المدن اليمنية تظاهرات احتجاجية مماثلة طالبت جميعها برحيل الرئيس صالح «ومحاكمة رموز نظامه». إلا أن أعمال عنف وقعت خلال التظاهرة الاحتجاجية التي شهدتها مدينة إب (وسط)، أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة العشرات برصاص وقنابل مسلحين، قيل أنهم ينتمون لقوات «الحرس الجمهوري»، التي يتولى قيادتها العميد الركن أحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني. وقال القيادي في حركة الاحتجاج بمدينة إب إبراهيم البعداني لـ»الاتحاد» إن ثلاثة محتجين «قتلوا عندما فتح جنود من «الحرس الجمهوري» نيران أسلحتهم» على آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في شارع الدائري بالمدينة.وأضاف: «أطلق جنود كانوا متمركزين على سطح بناية سكنية مطلة على التظاهرة، الرصاص الحي وقنابل الغاز على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وجرح 23 بالرصاص وإصابة أكثر من 200 آخرين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغازات السامة». وأشار إلى أن المئات من المتظاهرين «تمكنوا من اعتقال خمسة من الجنود» بعد أن فرضوا حصارا محكما على البناية السكنية. إلا أن الرواية الأمنية الرسمية اختلفت كثيرا عما أوردته اللجنة المنظمة للاحتجاج بالمدينة، حيث أشارت إلى مقتل رجل مسن «مجهول الهوية» في تبادل إطلاق نار بين «عناصر مسلحة» تابعة لأحزاب «اللقاء المشترك» ورجال أمن من شرطة النجدة. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إن «عناصر تخريبية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك قامت بعد صلاة الجمعة بالاعتداء على أفراد الخدمات والحراسات الخاصة بالطرقات والمنشآت وحماية المصلين»، متهما «تلك العناصر المسلحة» بإحراق «ناقلة جند وسيارة قائد الشرطة وسيارة تابعة للنجدة والاعتداء على رجال الأمن ابتداء برشق الجنود بالأحجار ثم إطلاق النار عليهم الأمر الذي اضطر الجنود إلى الرد». وأوضح المصدر أن تبادل إطلاق النار أسفر عن مقتل رجل مسن مجهول الهوية وإصابة11 جنديا و6 مواطنين. وفي مدينة تعز (وسط)، جُرح أربعة محتجين، أمس الجمعة، برصاص مسلحين من أنصار الرئيس علي عبدالله صالح، حسبما أفادت مصادر في مخيم الاحتجاج بالمدينة لـ»الاتحاد». وقال القيادي الشبابي في حركة الاحتجاج صلاح صالح إن «مسلحين من أنصار (الرئيس) صالح أطلقوا النار على محتجين بمنطقة وادي القاضي» شمال تعز، مشيرا إلى أن حالة أحد المصابين «حرجة». وشهدت مدينة تعز تظاهرة حاشدة حيث أدى مئات آلاف المحتجين صلاة الجمعة في ساحة «الحرية»، وسط المدينة، التي اندلعت فيها أولى شرارة الاحتجاجات المناهضة للنظام اليمني. وقد دعا خطيب صلاة الجمعة المحتجين إلى الغضب «لأن الثورة تبدأ بالغضب وتنتهي بالغضب» حسب قوله. وفي مدينة صعدة (شمال)، جابت مسيرة حاشدة مناهضة للرئيس صالح، صباح الجمعة، شوارع المدينة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ العام 2004. ورفع المتظاهرون، الذين ينتمي معظمهم إلى جماعة الحوثي، الأعلام الوطنية ولافتات كتب عليها «الشعب يريد إسقاط النظام»وأشاد المتظاهرون بما وصفوه بـ«الموقف المشرف» لدولة قطر بانسحابها من المبادرة الخليجية، التي قالوا أن النظام الحاكم ضل يراوغ «تحت ظلها»، فيما يقوم بارتكاب «المزيد من المجازر»، حسب بيان صادر عن جماعة الحوثي، تلقت «الاتحاد» نسخة منه. وكانت دولة قطر أعلنت، الليلة قبل الماضية، انسحابها من مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن بسبب «المماطلة بالتوقيع على الاتفاق». ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مصدر بوزارة الخارجية قوله إن قطر انسحبت من مبادرة دول مجلس التعاون «بسبب المماطلة في التوقيع على الاتفاق المقترح واستمرار حالة التصعيد». وأضاف المصدر نفسه إن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني «أجرى اتصالا هاتفيا» مساء الخميس، مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني «وأبلغه بهذا القرار». وأوضح أن الشيخ حمد ابلغ الزياني أن بلاده «اتخذت هذا القرار مضطرة بسبب المماطلة والتأخير بالتوقيع على الاتفاق (...) مع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات وفقدان الحكمة مما يتنافى مع روح المبادرة الهادفة إلى حل الأزمة في اليمن في أسرع وقت بما يحقق طموحات الشعب اليمني الشقيق ويحفظ الأمن والاستقرار فيه». من جانبه، رحب الحزب الحاكم في اليمن، الذي يرأسه صالح منذ العام 1982، بانسحاب قطر من المبادرة الخليجية، التي تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتسليم الرئيس صالح صلاحياته إلى نائبه واستقالته بعد ثلاثين يوما. وقال مصدر مسؤول في حزب «المؤتمر» الحاكم، أمس الجمعة، إن بلاده «على استعداد للتعامل الإيجابي مع المبادرة الخليجية دون مشاركة دولة قطر» من أجل إنجاح هذه المبادرة، التي رفض صالح التوقيع عليها بصفته رئيسا لليمن. مقتل 8 جنود بكمينين في مأرب وشبوة صنعاء (الاتحاد، وكالات) - قُتل ثمانية جنود يمنيين وأصيب أربعة آخرون، أمس الجمعة، في كمينين مسلحين استهدفا سيارتين عسكريتين بمحافظتي مأرب وشبوة شرقي البلاد. وقالت مصادر محلية مسؤولة وأمنية يمنية لـ»الاتحاد» إن مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة هاجموا بقذائف آر بي جي سيارة عسكرية على ضواحي بلدة صرواح، غرب مدينة مأرب، شرق العاصمة صنعاء. وأوضحت المصادر أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة جنود وإصابة جنديين بجروح. واتهم مسؤول محلي بالمحافظة «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» بالوقوف وراء هذا الهجوم. كما قُتل ثلاثة جنود وأُصيب اثنان في هجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة أمنية بالقرب من بلدة بيحان بمحافظة شبوة جنوب شرقي اليمن. وذكرت مصادر صحفية أن المهاجمين، الذي يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، تمكنوا من الاستيلاء على سيارة عسكرية والفرار بها صوب مدينة عتق عاصمة شبوة. إلا أن وكالة فراس برس ذكرت أن المهاجمين من القبائل المناهضة للنظام الحاكم، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ضابط وجنديين. وذكرت مصادر القبائل المعارضة للنظام تسعى إلى إنهاء وجود القوى الأمنية الموالية في شبوة، التي تعد أحد معاقل «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وبمقتل الجنود الثمانية يرتفع إلى 121 عدد قتلى الجيش والأمن اليمنيين، منذ مطلع العام الجاري، جراء هجمات مسلحة نُسبت معظمها إلى تنظيم «القاعدة»، حسب إحصائية خاصة بـ«الاتحاد».
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©