الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسطحات الزراعية بساط أخضر على امتداد البصر

المسطحات الزراعية بساط أخضر على امتداد البصر
26 يوليو 2010 21:20
يمتد بساط الحدائق أمام العيون يبهرها بالجمال المتعدد والمنتشر على هيئة مسطحات أشبه بلوحة فريدة لا تكتمل أناقتها إلا بالاخضرار الذي يعد أرضية أساسية للحديقة. ولا تزدان الحديقة ولا يكتمل بهاؤها إلا حين نوليها الاهتمام الدائم كي يستمر جمالها وعطاؤها.. إذ يبين هذا الحوار حولها مع الخبير الزراعي مدحت الشريف مدى أهمية العناية والرعاية بالحدائق والمسطحات لتستمر جميلة مبهجة. تعتبر الحدائق لوحة فنية غاية في الجمال، ثرية بتفاصيل خلابة، تنبض بالحياة وتتشح برداء أخضر يانع مفترشة مساحة شاسعة من المكان حيث يحلو المرح في أرجائها، فنسير بخطانا على معطفها الوثير لتمتعنا بأزهارها الزاهية المتفتحة وأشجارها العالية الوارفة وأغصانها المتدلية التي تقف الطيور عليها لتشدو ألحانها العذبة. فوائد عديدة حول أهمية المسطحات الخضراء وطرق العناية بها يقول مدحت شريف- خبير زراعي: “تعد المسطحات الخضراء عصب الحديقة لما تعطيه من لون أخضر مريح للنظر والنفس، ويعوض المسطح الأخضر أي نقص قد يكون موجوداً في الأوجه الأخرى للحديقة فاللون الأخضر هو خلفية تظهر الألوان بدرجاته المتعددة، ونظراً لأهمية هذه المسطحات فهي تشغل حوالي 60% إلى 80% من المساحة الكلية للحديقة. كما تختلف نباتات المسطحات الخضراء عن غيرها من نباتات الزينة، حيث تظل مغطية التربة لفترة طويلة دون تهوية كما تتعرض للسير والضغط عليها مما يؤدي ذلك لحدوث خلل في التركيبة الطبيعية للتربة لذلك قبل الشروع في فرش حدائقنا المنزلية بالمسطحات الخضراء يجب انتقاء النوعية الجيدة التي تتميز بصفات خاصة تستطيع تحمل أي من التأثيرات الخارجية وأن تتلقى العناية المناسبة شأنها شأن أي نبات آخر”. ويشير الشريف إلى أهمية المسطحات الخضراء، ويقول: “تكمن أهمية المسطحات في تهيئة منظر خلفي للأشجار والشجيرات ومغطيات التربية والزهور، وتمنع إثارة الأتربة وتلطف الجو وتوفر المكان المناسب للجلوس ولعب الأطفال وحمايتهم من الإصابة عند سقوطهم على الأرض أثناء اللعب، كما توفر مكانا ملائما لممارسة الأنشطة الرياضية كالمشي والجري وتمرينات الإحماء واللياقة البدينة، إضافة إلى توفير الجو الملائم للنشاطات الترويحية والاستجمام، وتزيد شعور الإنسان بالانتعاش لقدرتها الفائقة على إنتاج الأوكسجين وامتصاصها لثاني أوكسيد الكربون حيث إن كل متر مربع مسطح أخضر يستطيع أن يمتص 1.5 جراماً من ثاني أوكسيد الكربون (أي إن كل 25م مربع من المسطح الأخضر يستطيع أن يمتص 38 جراماً من ثاني أوكسيد الكربون وهي الكمية التي ينتجها شخص واحد من التنفس خلال ساعة). كما لها القدرة على تأيين الهواء وتكوين الأوزون. ولها دور كبير من الناحية النفسية للإنسان لأن اللون الأخضر مريح للنظر وله تأثير مهدئ للنفس”. عشب الباسبالم تتعدد أنواع المسطحات الخضراء، ويشير الشريف إليها قائلاً: “هناك أنواع عدة من المسطحات الخضراء منها عشب “الباسبالم” وهو من أحدث وأفضل أنواعها المستخدمة في شوارع وحدائق الإمارات عامة ودبي خاصة، وهو نبات عشبي الأوراق التي قد يصل عرضها إلى 4- 5 وبلون أخضر بهي يجود نموه في الظروف البيئية لدولة الإمارات، ويتحمل الحرارة المرتفعة، كما يتحمل درجات ملوحة مرتفعة تصل إلى 10000- 14050 جزء في المليون، وهو متوسط من حيث تحمله للظل وقليل الإصابة بالحشرات والأمراض مقارنة بالنجيل البلدي وهو كثيف النمو ويتكاثر بالأجزاء الخضرية”. ويضيف: “هناك النجيل البلدي “Cynodon dactyl on” وهو نبات عشبي مداد مستديم، والساق منبسطة رفيعة مداده، والجذور تخرج من العقد فتنتج مجاميع جذرية عديدة، والأوراق زغبية عند القاعدة، ويمتاز هذا النوع من المسطحات بقوة وسرعة النمو وينمو في معظم أنواع التربة عدا التربة عالية الحموضة أو عالية القلوية، ويتحمل ملوحة حتى 10000 جزء في المليون، كما يتحمل درجات الحرارة المرتفعة، ويتحمل الدهس لذلك يصلح للملاعب. يتكاثر بالبذور (يحتوي الجرام الواحد على 3900 بذرة) وكذلك بال أجزاء الخضرية، ومن عيوبه أنه لا يتحمل درجات الحرارة المنخفضة حيث يتأثر ويحتاج إلى تحميل الجازون عليه خلال الفترة إضافة إلى أنه لا يتحمل الظل ولا ينمو في الأراضي سيئة الصرف”. أصناف متعددة يشير إلى أصناف أخرى من المسطحات، ويقول: “يوجد أيضاً عشب النجيل البلدي المهجن بعدة أصناف تمتاز بأنها أكثر اخضراراً من البرمودا العادية كثيفة النمو ويصعب على الأعشاب الضارة النمو بها خاصة الصنف “Tifgreen” كما أنها تتحمل الحرارة المنخفضة عنها في البرمودا، ويتكاثر هذا النوع بالأجزاء الخضرية. وهناك “النجيل الفرنسي” نبات عشبي مستديم مداد يصل إلى 6 بوصات، والأفرع منبسطة قصيرة عليها أوراق كثيرة والأوراق ذات لون أخضر فاتح عريضة غير مدببة متوسطة الخشونة من حيث الملمس ويتكاثر بالأجزاء الخضرية”. ويضيف قائلاً: “أما نبات “الزويسا” فهو عشبي مستديم مداده يصل إلى 10 بوصات، والأوراق عريضة خشنة عرضها حوالي 3 مم، وهو محدود الانتشار بالمنطقة ويطلق عليه العشب الياباني ويتكاثر خضرياً وهناك أيضا نبات “الراي” وهو نبات عشبي ذو ساق اسطوانية والأوراق ذات لون أخضر مصفر عند القاعدة، ويتحمل درجات الحرارة المنخفضة، ويتكاثر بالذرة”. وعن نبات “الجازون” يقول الشريف: “إنه نبات عشبي ذو ساق أسطوانية أوراقه ملتفة، يوجد في الأراضي الجيدة الصرف ويتحمل درجات الحرارة المنخفضة لذلك يتم تحميله على مسطحات النجيل البلدي خلال فصل الشتاء لتعويضه النقص في النمو، ويتكاثر بالبذرة وكل كيلو بذرة يمكن أن يزرع 20 متراً مربعاً”. طرق متنوعة وحول طرق زراعة المسطح الأخضر يرى الشريف أن هناك عدة طرق، يشير إليها، ويقول: “هناك الأجزاء الخضرية وهي طريقة لإكثار وإنتاج مسطح مشابه تماماً للمسطح الأصلي المأخوذة منه الأجزاء الخضرية ويجب أن يتوفر في هذه الأجزاء بعض الأسس والضوابط بأن تكون من مصدر جيد موثوق فيه وتتوفر فيها الصفات المطلوبة سواء كان الغرض زراعة حديقة أو ملعب. وأن تكون خالية من الحشرات والأمراض والأعشاب الضارة، ويجب أن تتم زراعة هذه الأجزاء في نفس يوم فصلها من المسطح الأم لضمان نجاحها. أو بطريقة «الغزر» وهي عبارة عن زراعة 3- 5 عقل يدفن ثلثيها في أرض رطبة وتزرع في صفوف متبادلة على مسافة 1- 15 سم. والزراعة بالفسوخ وهي عبارة عن قطع من المسطح بطول 10 سم تحتوي على المجموع الجذري وتزرع في تربة أعدت إعداداً جيداً، أو السيقان المدادة وهي عبارة عن سيقان مدادة أو ريزومات تحتوي على عقدتين على الأقل ويفضل زراعتها في الجو الدافئ. والكيس من السيقان المدادة الناتجة من عملية القطع الرأسي للمسطح الأخضر والذي يزن 15 كجم يكفي لزراعة 10 أمتار مربعة”. يتابع مضيفاً: “هناك أيضاً الزراعة عن طريق اللفائف يفضل استخدام هذه الطريقة عند زراعة المنحدرات وفي حالة الرغبة في الحصول على مسطح سريع ويجب ألا يزيد سمك اللفائف عن 2- 4 سم ويتم تجهيز هذه اللفائف بواسطة ماكينة خاصة تسمى ماكينة قطع المسطح على هيئة لفائف ويتم فرد هذه اللفائف فوق سطح التربة التي تم إعدادها للزراعة (بعد إضافة السماد العضوي) مع مراعاة عدم ترك فراغات بين اللفائف بالإضافة إلى عدم تغطية اللفائف لرشاشات الري ويتم مرور رولة حديدية أو اسمنتية تزن 40- 50 كجم فوق المسطح لتثبيت اللفائف وتروي الزراعة بقطع من المسطح حيث يتم زراعة أجزاء من المسطح (بحجم أكبر من الفسوخ) على مسافات متقاربة وتتم زراعتها بالبذور وتستخدم عند توفير بذور الصنف المطلوب زراعته وتتم عن طريق نثر البذور حيث تستخدم بمعدل 1 كجم لكل 40 متراً مربعاً. أو عن طريق السجاد وهو عبارة عن نسيج من القماش أو اللباد وتوجد البذور موزعة بين طبقاته ومهما اختلفت الطريقة المستخدمة في الزراعة إلا أن عمليات تجهيز وإعداد المنطقة للزراعة تعتبر واحدة”. خطوات ضرورية حول خطوات زراعة المسطح يوضح الشريف، ويقول: “نظراً لما تعانيه التربة في دولة الإمارات من ارتفاع نسبة الملوحة وارتفاع مستوى الماء الأرضي فيجب أولا إزالة 30- 50 سم من التربة غير الصالحة للزراعة، وتركيب خطوط الري الرئيسية ثم عزل المنطقة في حالة ارتفاع مستوى الماء الأرضي بوضع طبقة خفيفة من الحصى بميلان معين ليساعد في عملية الصرف على الجانبين ثم يتم وضع طبقة من التيرم والتي تسمح بتسرب الماء من الطبقات العليا إلى أسفل ولا يسمح بمرور الماء الأرضي إلى أعلى، ثم يتم وضع طبقة من التربة الصالحة للزراعة بسماكة 30- 50 سم وتفرد جيداً، وتركب شبكة الري- الرشاشات؛ ثم تسوى الأرض تماماً وتتم إضافة الأسمدة العضوية بمعدل 2 كيس إلى كل 3- 5 م مربع، أو بمعدل 10 كجم لكل متر مربع على الأقل. ويفضل أيضاً إضافة سوبر فوسفات للتربة بمعدل 1- 2 كجم لكل 100 متر مربع، وتخلط جيداً بالتربة يدوياً في المساحات البسيطة أو باستخدام ماكينة خاصة في المساحات الكبيرة ثم التسوية مع استخدام “رولة” لضبط عملية التسوية وكبس التربة”. ويحرص الشريف على إبداء نصيحة في هذا الجانب إذ يقول: “يفضل تشغيل نظام الري والانتظار فترة من الوقت لضمان نمو أي أعشاب قبل عملية الزراعة تمهيداً لإزالتها ونظافة المسطح مستقبلاً وخلوه من الأعشاب الضارة، فعملية الزراعة تتم بالطريقة التي نرغبها (الغرز، الفسوخ، السيقان المدادة، اللفائف، البذرة) وتتم الزراعة الخضرية أو بالبذرة بمعدل 1 كجم بذرة لكل 40 م مربع، ثم تغطى بطبقة دقيقة من التربة المخلوطة بالسماد (لا تزيد عن 2 مم) في حالة الزراعة بالبذرة أو الأجزاء الخضرية ثم تستخدم الرولة لكبس التربة وتسويتها. ثم توالي المنطقة المزروعة بالري بمعدل 2- 3 مرات خلال الفترة الأولى للزراعة ولمدة أسبوع، بعدها يتم الري بمعدل مرة يومياً”. أنظمة الري ينوه الشريف إلى أهمية ملاحظة الري جيداً في حالة الزراعة بالبذرة لضمان عدم انجراف البذور وتجميعها في جزء من المساحة المزروعة كما تجري عملية الترقيع للمسطح إما بأخذ (نموات) من المناطق الكثيفة وزراعتها بالمناطق الخالية وهذا هو الأفضل، أو تزرع الأماكن الخالية بالريزومات أو البذور حسب الطريقة المستخدمة. ويضيف قائلاً: “كذلك من الضروري تقليل فترة الري خلال فصل الشتاء عنها في الصيف، والتزام القص الذي يعتبر من أهم العمليات التي تعطي المسطح الأخضر المظهر الجميل وتنفيذها بكفاءة يؤدي إلى استمرار المحافظة على المظهر العام للمسطح الأخضر ولذلك يجب توفر الماكينات ذات المعدلات العالية جداً والتي تناسب مساحة المسطح. ويجب قص المسطح (ثلث: نصف) نصل الورقة (حيث يجب ألا يتعدى ارتفاع المسطح 3- 4 سم) ويتراوح معدل القص صيفاً 5- 6 مرات شهرياً، وشتاء 3 مرات شهرياً وكذلك مراعاة اتجاه القص في المرة الواحدة وتغييره كل مرتين”. ويشير الشريف إلى العوامل التي تؤثر على مظهر المسطح الأخضر، ويقول: “إن نمو الحشائش الغريبة سواء كانت من ذوات الفلقة الواحدة أو من ذات الفلقتين تؤذي المسطحات، تفسد هيئتها، لذا يجب العمل فوراً على إزالة هذه الحشائش من المسطح يدوياً ومتابعة ذلك للتخلص نهائياً منها وعدم اللجوء إلى استخدام المكافحة الكيماوية حيث أنها تؤثر لفترة على المظهر العام للمسطح بالإضافة إلى تأثيرها الخطير على الإنسان والبيئة وفي حالة الضرورة القصوى فإنه يجب استخدام مركب “اميج” نظراً لتأثيره الفعال عل هذه النباتات. وفي حالة زيادة عدد هذه الحشائش الدخيلة بالمتر المربع عن 5- 10 نباتات، تفضل إزالة المنطقة بعمق 60 سم ووضع تربة جديدة وإعادة زراعة المسطح بها من جديد”. ويقول أخيراً الخبير الزراعي مدحت الشريف: “يجب توفير الأدوات والمعدات اللازمة لتهوية المسطح حيث إن عملية التهوية تعتبر من العمليات الهامة التي تؤثر على لون ومظهر المسطح وأن عدم التهوية نتيجة زيادة معدلات الري أو سقوط أمطار غزيرة أو كبس التربة يؤدي إلى اصفرار المسطح وموت أجزاء منه وإجراء عملية التهوية بواسطة الأسطوانة ذات البروزات الطويلة والتي تعمل ثقوباً بالتربة تؤدي إلى دخول الهواء بها، وبالتالي تتيح للجذور عملية التبادل الغازي فتؤدي إلى نضارة المسطح وإعادة اللون الأخضر المميز له كما أن التهوية لازمة للبكتريا النافعة والتي تؤثر على نمو الجذور”. السقاية نظراً لأهمية المسطحات الخضراء والدور الذي تلعبه في الحدائق يجب الحرص على استمرارها دائماً خضراء وجميلة من خلال القيام بأعمال الرعاية المطلوبة وأهمها السقاية والري بأن تستخدم أنظمة الري بالرش المتوفرة في الحديقة الاستخدام الأمثل لتوفير احتياجات المسطح يومياً لكل متر مربع مع المحافظة على كفاءة شبكة الري وإجراء أعمال الصيانة لها، ويفضل أن تتم هذه العملية صباحاً أو مساء تجنباً لسقايتها في فترة الظهيرة والتي ترتفع فيها درجات الحرارة حيث يحدث فقد في الماء بواسطة البخر بالإضافة إلى تجنب حدوث أي أضرار فسيولوجية لنباتات المسطح. القص ثمة نصائح تفيد قبيل الشروع بقص الأعشاب منها: أهمية استخدام ماكينات نظيفة ذات أسلحة حادة، ووقف السقاية قبل قص المسطح لضمان جفاف المسطح ولسهولة عملية القص عنها في حالة المسطح المبلل. وجمع مخلفات القص الناتجة والتخلص منها وأيضا ضرورة القص على فترات منتظمة، كما يفضل تشغيل السقاية والري بعد قص ونظافة المسطح من المخلفات ويفضل قص حواف المسطح وحول الأشجار وأعمدة الإنارة والرشاشات، قطع حواف المسطح في خطوط مستقيمة موازية للمشايات والطرق وذلك لإكساب المسطح المظهر الجيد ومنع انتشار المسطح ونموه بين “انترلوك” وبلاط المشايات.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©