الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانقسامات والمواقف المتضاربة تقوضان مصداقية المعارضة

13 مايو 2011 23:51
في أحد أيام أبريل الماضي، وصل وحيد بوقيقس إلى مكاتب شركة النفط الرئيسية في شرق ليبيا حاملاً معه خططاً لإعادة تنظيم المصدر الرئيسي لتمويل حركة المعارضة الليبية المسلحة التي تواجه صعوبات. لكن الأمور لم تجر بالسلاسة التي كان مسؤول النفط الذي عينته المعارضة حديثاً يأمل فيها. وبعد أن أعلن عن تغييرات في إدارة شركة الخليج العربي للنفط “اجوكو” وهي الشركة التي تدير عدداً من أهم حقول النفط الليبية، عقد الموظفون المتضررون اجتماعات بسرعة وصوتوا لصالح رفض التغييرات. وقال مدير بالشركة لرويترز “إنه التوقيت الخطأ والشخص الخطأ. كل شيء خطأ”. وأضاف “الناس لم يقبلوا هذا وطردوه. لا يمكنه أن يأتي الآن إلى اجوكو”. كان هذا مجرد مثال على عدم التناغم الذي ظهر بين المعارضين الليبيين في الأشهر الثلاثة منذ سيطروا على شرق البلاد، متحدين عقوداً من الحكم الشمولي للزعيم الليبي معمر القذافي. وتضعف الانقسامات بين زعماء المعارضة تحديهم للقذافي وقد تغضب القوى الخارجية التي تعتمد عليهم كحكومة بديلة لها مصداقية في البلاد التي تقاسي ويلات الحرب. وأدت زلات على صعيد العلاقات العامة والتباطؤ في اختيار المسؤولين والارتباك بشأن من يتحكم في الجوانب السياسية الرئيسية، إلى تساؤل بعض المراقبين عما إذا كان بوسع المعارضة أن تستمر متحدة بعد تبدد آمالها في إطاحة القذافي سريعاً. وقال ديفيد هارتويل المحلل في مؤسسة “اي.اتش.اس جينز” المتخصص في شؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط “حين لا تسير الأمور على ما يرام، يبدأ الناس يتشاجرون ... هذه ليست مفاجأة نظراً للطبيعة المتباينة للمعارضة”. وجمع هدف إطاحة القذافي، رجال أعمال تعلموا بالولايات المتحدة وطبيبة أسنان وشيوخ قبائل وأساتذة جامعات يساريين وحلفاء سابقين للقذافي في بنغازي معقل المعارضة. لقد أثبتوا أنهم قادرون على إدارة الخدمات العامة واستمرار حركتهم المعارضة من خلال حشد التأييد للحصول على قروض والمساعدة الخارجية في بيع النفط الليبي، لكن الخلافات ظهرت مع تعثر حملتهم العسكرية. يقول ماركو بابيك المحلل بمؤسسة ستراتفور للاستشارات “الخلافات بين المتمردين متعلقة بالانتفاضة ككل. المتمردون قدموا هزيمة القذافي على تعزيز كيان مترابط للقيادة والسيطرة”. وأضاف “حين فشلوا في هزيمة القذافي بسرعة ظهرت مشاكل القيادة والتسلسل الهرمي”. وما زال بوقيقس الذي كان في الثمانينات رئيساً للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط التابعة للقذافي، يجري مقابلات مع وسائل الإعلام بوصفه رئيساً للشركة الوطنية للنفط التابعة للمعارضة رغم التحديات لسلطته. وقال المدير في شركة اجوكو الذي طلب عدم نشر اسمه “لسنا بحاجة إلى وزير للنفط الآن ... إذا كنا نتعامل مع المجلس الوطني الانتقالي مباشرة، فلماذا نضع آخرين بيننا؟”. وتتمسك بعض قيادات المعارضة ببوقيقس، وتشير إلى خبرته واتصالاته مع المشترين المحتملين للنفط الليبي. كما حاولت المعارضة تحويل مجموعة من المقاتلين المتطوعين غير المسلحين جيداً إلى جيش قادر على السيطرة على الأراضي والاحتفاظ بسيطرته عليها، لكن هذه المحاولات طغى عليها ارتباك بشأن من الذي يدير الأمور. يقول المجلس الانتقالي إن عبد الفتاح يونس وزير داخلية القذافي السابق الذي انشق عليه في بدايات حركة المعارضة، يقود الحملة العسكرية. ولا يتمتع يونس بثقة بعض قيادات المعارضة، وقال العقيد أحمد باني وهو متحدث باسم المعارضة لرويترز في مارس الماضي إن خليفة حفتر هو القائد الفعلي لجيش المعارضة. وحفتر قائد عسكري سابق ساند انقلاب عام 1969 الذي جاء بالقذافي إلى الحكم وأصبح عضواً في مجلس قيادة الثورة قبل أن ينفصل عنه عام 1987. وأكد حفتر الذي عاش في الأعوام العشرين الماضية بالولايات المتحدة، أن يونس ضابط يلعب دوراً لوجيستياً وداعماً في صفوف قوات المعارضة. وحين طلبت رويترز من باني توضيح الموقف في الرابع من مايو الحالي، قال لرويترز إن جميع المقاتلين على الأرض مسؤولون عن تحرير ليبيا وإنه ليست هناك حاجة إلى ذكر أسماء بعينها. وقال شاشانك جوشي المحلل بالمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن “لم أر أدلة بعد على أن الانقسام في القيادة العسكرية قد حسم”. وأضاف “من الناحية السياسية وجود قيادة عسكرية منقسمة خطير لأنه يمهد الأرض لظهور قادة فصائل”. وزاد من الارتباك التصريحات الفوضوية والمتضاربة التي تدلي بها قيادات المعارضة. وحين قال محمود شمام المسؤول عن الإعلام وشؤون المعلومات للصحفيين في روما، إن إسبانيا وهولندا والدنمارك اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي لليبيا سارعت تلك الدول إلى نفي هذا. وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث الرسمي باسم المعارضة في ليبيا، إنه هو الوحيد الذي له الحق في الحديث عن هذه الأمور، ثم أعلن بكل فخر أن إيطاليا التي اعترفت بالمجلس الانتقالي وافقت على إمداده بالأسلحة. وقالت الحكومة الإيطالية إن هذا غير صحيح. وفي ظل الانقسامات والرسائل المتضاربة يتساءل خبراء في الشؤون الليبية كيف ستتمكن المعارضة من تشكيل حكومة قابلة للحياة إذا سقط القذافي وهو الهدف الوحيد الذي جمع بينهم.
المصدر: بنغازي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©