عبدالله القواسمة (أبوظبي)
لا يزال النجم فؤاد أنور يتذكر تفاصيل المغامرة السعودية التاريخية في مونديال أميركا 1994 والتي توقفت عند عتبة الدور الثاني، إثر الخسارة أمام السويد بنتيجة 1-3، وهي المباراة التي كانت في متناول اليد، لولا الأخطاء التي شابت الأداء السعودي وحرمته من تحقيق إنجاز غير مسبوق يتمثل في التأهل إلى دور الثمانية.
المنتخب السعودي نجح في تخطي دور المجموعات برفقة المنتخب الهولندي، وهو الإنجاز الذي جاء مخالفاً للتوقعات العالمية آنذاك والتي كانت ترشح «الأخضر» للخروج من الدور الأول بخسائر قياسية، لكنه نجح في ضرب موعد مع المنتخب السويدي في دور الـ16، وفي مباراة كان فؤاد أنور يرى أنها أسهل مباراة في المونديال قائلاً: «شعوري الشخصي آنذاك والذي ما زال سائداً حتى هذه اللحظة أن هذه المباراة كانت سهلة علينا فهي خلت من التعقيدات والضغوطات، لكن المعضلة تمثلت في الإحساس بالاكتفاء والذي كان طاغياً على عقول اللاعبين بعد نجاحهم في التأهل إلى الدور الثاني. أعتقد أننا لو دخلنا مباراة السويد بنفس الحماس الذي دخلنا به المباريات الثلاث السابقة بالدور الأول، لكنا نجحنا في تحقيق نتيجة مدوية، إلا أن قلة خبرة اللاعبين أدت بهم إلى الاكتفاء بالتأهل إلى دور الـ 16 فقط وهو ما نحمد الله عليه حمداً كثيراً».
وأكد أنور: «حضورنا في مونديال أميركا جاء انعكاساً للاهتمام الكبير الذي كان يحظى به المنتخب من قبل مختلف الجهات، إذ كان يتم عزل اللاعبين عن الدوري وانخراطهم في معسكر تدريبي مكثف لمدة خمسة أشهر».
وأضاف أنور: «مجموعة اللاعبين التي مثلت كرة القدم السعودية في ذلك الوقت كانت عبارة عن مزيج من لاعبي الخبرة الذين نجحوا في الظفر بلقبي كأس آسيا عامي 84 و88، إلى جانب الجيل الجديد الذين كانوا امتداداً لمنتخب الناشئين الذي فاز بلقب كأس العالم عام 1989، إذ نجح هذا المزيج في تقديم عروض أخاذة وأداء فريد من نوعه في الظهور الأول».
وأحرز فؤاد أنور هدفين في مونديال أميركا، إذ جاء الأول في مرمى هولندا التي خسرها المنتخب السعودي بنتيجة 1-2 علماً أن هذا الهدف هو أول هدف سعودي في المونديال على الإطلاق، كما نجح في إحراز هدف ثانٍ في مرمى المنتخب المغربي ليتم اختياره ضمن قائمة أفضل 22 لاعباً شاركوا في مونديال أميركا، كما أهله أدائه الفريد للفوز بلقب أفضل لاعب عربي.
وعن الذكريات التي يحملها عن هدفيه يقول أنور: لا أستطيع أن أصف سعادتي الدائمة بالهدفين ومشاعر الفخر التي كنت وما زلت وسأبقى أشعر بها. أما عن المشاعر التي غمرتني لحظة تسجيل الهدف الأول بالمرمى الهولندي، فيكفي النظر إلى ردة الفعل التي طغت علينا نحن اللاعبين والجهاز الفني داخل الملعب وخارجه وردود الفعل العالمية والعربية، كانت مشاعر لا توصف ولا يمكن اختصارها ببضعة كلمات بسيطة».
عدد اليوم
