الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ميسي وأمانة الوطن

18 يونيو 2018 01:14
ما إن أنجز الدون كريستيانو رونالدو، ذاك الدخول الهلامي للمونديال الأخير في مشواره الكروي الأنطولوجي، وهو يحمل برتغالاً بحجم فني صغير على أكتافه ليحقق تعادلاً بطولياً أمام الماتادور الإسباني، ويهدينا بالمناسبة واحداً من «هاتريكاته» العجيبة، حتى وجهنا العيون للذي سيعقب تلك الاحتفالية الكروية الجميلة بين إسبانيا والبرتغال في مباراة الإبداع والستة أهداف، لمباراة الأرجنتين وآيسلندا. لم يكن وازعنا لرصد تلك المباراة، معرفة ما إذا كان المنتخب الأرجنتيني الذي صمم تأهلاً قيصرياً لمونديال روسيا، سيقدم عنواناً للوصفة التي يدخل بها هذا المونديال، بل كان هاجسنا الأكبر هو التحقق من نوايا «البرغوث» ليونيل ميسي، رصد ما إذا كانت أكتافه هذه المرة ستقوى على حمل «التانجو» للفوز بالمونديال، بعد انقضاء 32 سنة كاملة على آخر تتويج كان مهندسه الأول، من كان يجلس في إحدى مقصورات أوتكريتي أرينا بموسكو الذي كان يستضيف مباراة الأرجنتين وآيسلندا، الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا. علت تقاسيم وجه ميسي مسحة من التوتر الذي يدل على أن ضغطاً نفسياً كبيراً يقع على الرجل، وبرغم ما اعترى المونديالات الثلاثة الأخيرة من دراما، والأرجنتين تضل طريق اللقب لأسباب مختلفة، إلا أن الأرجنتينيين لم يفقدوا الأمل في ليو لكي يهديهم ما أهداهم إياه الأسطورتان كمبيس سنة 1978 ومارادونا سنة 1986. ومع انصرام دقائق المباراة أمام آيسلندا، سنتأكد جميعاً من أن معاناة ميسي مع هذه الأرجنتين ستصل ذروتها، ليس فقط لأنه لا يملك إلى جانبه الجوقة التي يمكن أن تعزف معه سمفونية الخلود، ولكن أيضاً لأن هناك لعنة ما تلاحقه كلما تقدم إلى ساحة الرهان العالمي، ليخوض معركة ضارية من أجل إكمال ما بقي ناقصاً في صرح المجد، هذا الحظ التعيس سيصيب ميسي عندما تقدم لتنفيذ ضربة جزاء، كانت تبدو هي مفتاح الفوز على منتخب آيسلندي ذكرنا بزمن الدفاعات الخرسانية التي لا تجرفها أي سيول هجومية حتى لو كان ميسي من مصمميها، ضربة جزاء سيهدرها ميسي، كما أضاع غيرها وكما يضيع كل نجوم العالم، إلا أن تكلفة ذلك ستكون عسيرة وثقيلة على المنتخب الأرجنتيني، لأنها لم تمنحه من مواجهة النجوم الجدد لكرة الجليد والنار سوى نقطة وحيدة. قد يكون ميسي أساء اختيار مبتدأ الرحلة المونديالية الرابعة له وهو في سن الثلاثين، عندما أهدانا مباراة ليست لا بمقاسه الفني ولا بسعة أحلامه، إلا أن المؤكد هو أن «البرغوث» سيختار خبراً للجملة، يقول إن ساعة رفع هذه الكأس الذهبية قد حانت، لينام بعدها ميسي قرير العين ويصبح للأسطورة مارادونا توأما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©