قال رئيسا وزراء كل من بولندا وتشيكيا إن البلدين تتوقعان من ادارة الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما المضي قدما في برنامج نشر الدرع الصاروخية في أوروبا على أراضي البلدين· وبالموازاة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس أنه سيتوجه الثلاثاء المقبل الى واشنطن لعرض وثيقة اوروبية ترمي الى اعادة تنظيم الشراكة بين ضفتي الاطلسي·
وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زعماء اقليميين ''اشك اذا كان بإمكاننا نحن والتشيك التأثير بأية حال على قرار الرئيس الاميركي الجديد''· وقال ''ولا أعتقد أيضا أننا تلقينا حتى الآن أي إشارات على أن المشروع ربما يكون قد تغير على نحو سلبي بالنسبة الينا''·
وردد رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك نفس وجهة النظر بقوله ''قال باراك اوباما بالفعل خلال الحملة الانتخابية ان موقفه إزاء الدرع الصاروخية لم يختلف عن موقف ادارة (الرئيس الاميركي جورج) بوش''·
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي إن أوباما أبلغه قبل نحو شهرين من فوزه بأن لديه مخاوف بشأن فعالية النظام وما اذا كان موجها ضد روسيا التي تدينه وتعتبره تهديدا لأمنها· وقال سيكورسكي في حديث إذاعي ''إذا تأكد (أوباما) أنه غير موجه ضد روسيا فسيميل الى القيام بالشيء المعتاد وهو احترام الاتفاقات التي أبرمها من سبقوه''·
وكان بعض الديمقراطيين بالكونجرس الاميركي في خطة الدرع الصاروخية وضغطوا من أجل خفض تمويلها، مما اثار مخاوف من تراجع أوباما عن المشروع بعد توليه الرئاسة في يناير القادم·
ويتألف برنامج الدرع الصاروخية من عشر منصات للصواريخ الاعتراضية تنشر في بولندا ومحطة رادار في دولة التشيك المجاورة· والهدف من البرتامج هو رصد وإسقاط أي صواريخ عابرة للقارات ذاتية الدفع تطلقها دولة مثل ايران على أوروبا أو الولايات المتحدة·
وحذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف امس الأول من أن روسيا - وردًا على هذه الخطة - ستنشر صواريخ في كالينينجراد الغربية المتاخمة لبولندا وأنها ستعمل على التشويش إلكترونيا على النظام الأميركي·
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الفرنسي لقناة ''اي تيلي'' ''إن الدول الاوروبية الـ 27 عملت بجهد لصياغة وثيقة اطلسية سنعرضها على الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما· أتوجه الثلاثاء الى واشنطن وسنبحث في مسألتي التعددية ومنطقة الشرق الاوسط''·
لكنه لم يوضح اذا سيلتقي اوباما· وأوضحت وزارته لاحقا ان كوشنير سيتوجه مساء الثلاثاء الى العاصمة الاميركية للمشاركة في مؤتمر يعقده الاربعاء المركز الفكري ''بروكنيجز اينستيتيوشن'' حول العلاقات بين جانبي الاطلسي·
وأعلن مساعد الناطق باسم الوزارة فريديريك ديزانيو للصحفيين ''ستكون فرصة يعرض فيها الوزير وثيقة تتناول الشراكة الاطلسية المتجددة المنبثقة عن مناقشات أجراها وزراء خارجية'' الاتحاد الاوروبي · واضاف ان بقية برنامج تلك الزيارة سينشر اليوم الجمعة، مؤكدا انها كانت مبرمجة منذ ''عدة اسابيع''·
وبذلك سيكون كوشنير اول عضو في الحكومة الفرنسية يتوجه الى واشنطن منذ انتخاب اوباما الثلاثاء، في حين يتوجه الرئيس نيكولا ساركوزي الى هناك بمناسبة القمة المالية المقررة في 15 نوفمبر في واشنطن· وأكد كوشنير الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا ان انتخاب اوباما رئيسا لأميركا ''يعطي الأمل'' للعمل مع واشنطن على أكبر الملفات الدبلوماسية، لكن ليس واردا ''إعطاء صك على بياض'' للادارة الاميركية المقبلة·
وكان وزراء الخارجية الاوروبيون تبنوا هذه الوثيقة الاثنين في مرسيليا جنوب فرنسا ودعوا الرئيس الاميركي الجديد إلى إعادة تنظيم الشراكة بين جانبي الاطلسي والاخذ في الاعتبار دور الاتحاد الاوروبي المتنامي في مواجهة الأزمات·
وتتعلق الشراكة الجديدة التي يرغب بها الاتحاد الاوروبي بترسيخ مبدأ ''التعددية'' ودور الدول الناشئة والوضع في الشرق الاوسط والادنى وافغانستان والعلاقة مع روسيا· ورفض كوشنير التحذيرات من التبعية للولايات المتحدة التي اعتبرها ''متقادمة''، متسائلا ''ما معنى علاقة جديدة بين ضفتي الاطلسي؟ اننا على العكس نعيد ارساء اسس عالم لن يكون محصورا بدولة واحدة''· واضاف ''انه مفهوم قديم، انه فعلا مفهوم قديم جدا· أوروبا موجودة وتمثل قوة سياسية''·
عدد اليوم
