الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستنسخة

18 يناير 2006

مع وجود ذلك الكم الكبير من الفضائيات التي تتكاثر كل يوم إلا أنها تكاد تكون 'مستنسخة' إذ يغلب الطابع الترفيهي على 'معظمها'، لهذا تبرز علامة استفهام لدينا·· لم لا تكون هناك قناة تعليمية؟؟
فعلاً·· ألا تحضر هذه الفكرة في ذهن مالكي القنوات الفضائية؟
أم هي فكرة لا تجد طريقها أصلاً اليهم؟!!
لربما كان السبب وراء غياب ــ أو تغييب ــ تلك الفكرة من جدول مشاريع المستثمرين هو تخوفهم من عدم وجود ضمانات تؤمن لهم المردود المادي الذي يغطي تكاليف إنشاء فضائية تعليمية·
في حين تمتاز قنوات الترفيه والفضائيات الغنائية بسرعة عائدها المادي من خلال عقود احتكار الفنانين·
أو من خلال خدمة الرسائل النصية القصيرة والتي باتت الآن بمثابة 'موضة' مربحة للفضائيات·
قد تكون مسألة الفضائيات التعليمية مغامرة غير محمودة العواقب في نظر المستثمرين، وتكمن العلة ــ وفق رأيهم ــ في أن مثل هذه الفضائيات لا تتمتع بعناصر تجذب المشاهدين·
والذين سيشكل غيابهم 'ورطة' حقيقية·
لأن الضمان لاستمرارية أية محطة أو قناة هو وجود جمهور من المشاهدين، إذ لو أردنا توجيه قناة تعليمية لابد لها من أن تتحلى بعناصر 'جاذبة' لقطاع مفترض من المشاهدين وفي حالة القناة التعليمية سيكون الجمهور متمثلاً في قطاع الدارسين وبالتحديد طلبة المدارس··
لدينا الآن صورة شبه مكتملة للقطاع الذي ستتوجه اليه القناة، ولكن القدرة على جذب هذا الجمهور تبقى معضلة، فلو اقتصرت القناة على تقديم برامج تعليمية 'جافة' كتلك التي كانت تعرض، على القنوات الأرضية في عقد الثمانينات، لكانت تلك هي رصاصات الرحمة التي ستنهي عمر القناة الوليدة·
لنضع نصب أعيننا طبيعة جيل الطلبة الحالي والذي يختلف كثيراً عن الأجيال التي سبقته، لاسيما مع التقنيات الحديثة التي باتت تحيط بحياة البشر يتوجب على القناة التعليمية أن تبرز وجهها العصري، لمشاهديها المرتقبين، بحيث تطرح برامج الدروس التعليمية بقالب تفاعلي يحفز الطالب على تنمية مقدرته على الاستيعاب والنقاش·
وكمثال على هذه النقطة يتم طرح جزئية واردة في أحد المناهج لم تترك المجال مفتوحا أمام الطلبة ليقدموا مداخلاتهم عبر الهاتف أو البريد الاليكتروني حول هذه الجزئية، ولكن شريطة أن تكون هذه المداخلات مبنية على أسس منطقية لتنمية جانب البحث والاستنتاج الصحيح لدى الطلاب ولكسر الصورة الروتينية للتعليم والقائمة على مبدأ التلقين والحشو·
نقطة ثانية تستطيع القنوات التعليمية أن تحققها وهي ايجاد البيئة المناسبة لخلق جو التنافس الدراسي وذلك عن طريق تنظيم مسابقات تعليمية بين مدارس المنطقة التعليمية الواحدة تقوم على أساس التصفيات بحيث يتم تأهيل الفائزين ليمثلوا منطقتهم التعليمية أمام متأهلين آخرين من مناطق تعليمية أخرى·
على أن يتم رصد جوائز مجزية لمثل هذه المسابقات على غرار المنح الدراسية والتي من شأنها أن تشجع الطلبة على التفوق العلمي فيما بينهم، إضافة الى تبادل الخبرات فيما بين المناطق التعليمية·
كما يمكن لمثل هذه القنوات التعليمية أن تكون حاضنة للمواهب الشابة التي نجدها بين طلبة المدارس كنواحي الإبداع الأدبي في النثر أو الشعر أو الكتابة القصصية أو موهبة الرسم وغيرها من الهوايات والمواهب التي يتمتع بها العديد من طلبة المدارس التي تحتاج الى صقل وتطوير جديين مقتنعين بأن كل موهبة صغيرة هي مشروع لمبدع أو مبدعة مستقبلاً·
القنوات التعليمية تسير بالموازاة مع النهضة التعليمية التي نتوقعها في المستقبل القريب ولمحة من الصورة الوردية التي نأملها للأجيال القادمة·
هيثم حمدان - أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©