الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء الشرق الأوسط... طريق المساواة الوعر

10 مايو 2013 22:33
فريدة جيتس محللة سياسية أميركية إن الطريق إلى الأمام بالنسبة للنساء في الشرق الأوسط ليس طويلاً وملتوياً فقط، بل إنه وعر وشاق على نحو مرهق. وضمن هذا الإطار، جلب استطلاع جديد للرأي أجراه «مركز بيو للأبحاث» أخباراً محبطة بالنسبة للنساء، وكل الأشخاص الذين يناضلون ويدافعون عن المساواة في البلدان الإسلامية، خاصة في العالم العربي. وإذا كان النشطاء قد يخففون من قلقهم أحياناً عبر التفاعل والاحتكاك في معظم الأحيان مع أشخاص آخرين يشاطرونهم آراءهم؛ فإن الأخبار الواردة عن استطلاع الرأي الذي أجراه مركز «بيو» تشير إلى منطقة تسودها آراء مترسخة ترى أن دور النساء ينبغي أن يكون هو الخضوع للرجال. ومن بين الخلاصات الصادمة حقاً التي وجدها استطلاع الرأي هو الجواب على سؤال: «هل يجب على الزوجة أن تطيع زوجها دائماً؟» في مصر، التي تعد أحد مراكز النضال من أجل المساواة، أجاب 85 في المئة من المستجوَبين بنعم، يجب على الزوجة دائماً أن تطيع زوجها. وفي تونس، التي كثيراً ما يُشار إليها باعتبارها الأكثر تقدمية من بين البلدان العربية، قالت أغلبية صادمة هي 93 في المئة إنها تعتقد أنه يجب على المرأة دائماً أن تخضع لرغبات زوجها. وفي الأراضي الفلسطينية، قال 87 في المئة نعم. بل وحتى في تركيا، العضو في «الناتو»، التي تقول إنها ترغب في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يعتقد الثلثان أن على المرأة أن تطيع زوجها دائماً. غير أن هذا الرأي لم يقتصر على الشرق الأوسط أو العرب. ففي 20 من أصل 23 بلداً تنظر أغلبيات من الناس إلى النساء باعتبارهن ملزمات بالخضوع لرغبات أزواجهن، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للمساواة الأساسية. أما البلدان الوحيدة التي لم تتفق فيها أغلبيات مع هذا الرأي، فهي دول كوسوفو، وألبانيا، والبوسنة والهرسك الأوروبية. هذا في حين تتفق أغلبيات كبيرة من المسلمين في آسيا وأفريقيا مع آراء بقية المسلمين المؤمنين بعدم المساواة في الشرق الأوسط. السؤال، إلى جانب استفسارات معبرة أخرى، طرحه مستجوِبون تحدثوا مباشرة مع مسلمين في 39 بلداً في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا. وإجمالا، أجري 38 ألف استجواب بأكثر من 80 لغة في إطار استطلاع الرأي الطموح. وحول موضوع ما إن كان ينبغي أن تكون للرجال والنساء حقوق إرث متساوية، أظهرت الآراء انحيازاً أقل لعدم المساواة. فالمسلمون الأوروبيون والآسيويون، مع بعض الاستثناءات اللافتة، قالوا إنهم يفضلون معاملة متساوية في الإرث. غير أن النتائج في الشرق الأوسط، مرة أخرى، انحازت ضد النساء. ففي مصر، يؤمن 26 في المئة فقط بقوانين إرث متساوية للأبناء والبنات. وفي تونس، يعتبر الرقم أكثر انخفاضاً من ذلك؛ إذ يؤيد واحد فقط من كل ثمانية المساواة في الإرث. وقد كانت الأرقام محزنة على نحو مماثل في العراق والمغرب والأردن ولبنان. والواقع أن من شأن التقدم في الإرث دعم وتقوية قدرة النساء على الاعتماد على أنفسهن، الأمر الذي يمكن أن يساعدنهن على النجاة والصمود خارج الزواج. ولكن بالنسبة للنساء اللاتي يعشن زيجات فيها تعسف وسوء معاملة، وجد استطلاع الرأي الذي أجراه مركز بيو نتائج مخيبة للآمال أكثر. فقد سأل المستجوِبون ما إن كان ينبغي أن يكون للنساء حق في تطليق أزواجهن -علما بأن حق الرجال في تطليق زوجاتهم ليس محل شك أبداً. وهنا، أظهرت البلدان العربية الأكثر حداثة نتائج مماثلة لما هو موجود في بعض نظيرتها الأوروبية؛ حيث قالت أغلبيات كبيرة في كل من تونس والمغرب ولبنان إن النساء ينبغي أن يكن قادرات على إنهاء زيجاتهن أيضاً. ولكن التأييد كان صغيراً جداً في العراق (14 في المئة)، والأردن (22 في المئة)، ومصر (22 في المئة)، والأراضي الفلسطينية (33 في المئة)، حيث يعتقد الناس أن النساء ينبغي أن يظلن سجينات في زيجات غير سعيدة اللهم إلا إذا أراد الزوج الطلاق. استطلاع الرأي أظهر اختلافاً عميقاً بشأن ما إن كان لدى النساء حق في تقرير ما إن كن يرغبن في ارتداء الحجاب وآراء مختلفة كثيراً حول ما إن كان ينبغي جعل الشريعة قانون وطنياً. وقد غطى طائفة واسعة من المواضيع، وبحث آراء حول الأخلاق والعلوم والعلاقات بين الأديان. غير أن الأكثر إثارة للصدمة من بين كل هذه المواضيع هو الجزء المتعلق بحقوق النساء. فالنتائج تمثل خبراً محبطاً جداً بالنسبة للنساء اللاتي يسعين إلى المساواة والعدالة، وللكثير من الرجال الذين يرغبون أيضاً في رؤية مزيد من الحرية والتعددية والعدل للجميع. هذه المعلومة الجديدة قد تغري البعض بالاستسلام والتنازل عن النضال، وبالكف عن محاولة صعود ذلك الجبل الوعر الشاهق نحو المساواة، ولكن المطلوب هو عكس ذلك تماماً، لأن المعلومة الجديدة دليل على ضرورة مواصلة النضال، وعلى الحاجة إلى العمل على تغيير ليس القوانين فحسب، وإنما المواقف من دور النساء أيضاً. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©