صالح يدعو «الانفصاليين» و«الحوثيين» إلى الحوار والسلام

دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس الانفصاليين في الجنوب إلى المشاركة في حوار “وطني مسؤول”، مطالبا في الوقت ذاته المتمردين الحوثيين في الشمال بالانصياع “للأمن والسلام والاستقرار”.ويشهد اليمن احتجاجات انفصالية مسلحة متنامية في الجنوب منذ العام 2007، فيما يواجه في الشمال تمردا مسلحا تقوده جماعة الحوثي منذ ربيع 2004. وقال صالح، لدى حضوره بصنعاء حفل تخرج وحدات عسكرية متخصصة تابعة للأمن المركزي، إن الوحدة اليمنية “راسخة رسوخ جبال عيبان وظفار وشمسان، ومحمية بإرادة الشعب”.وخاطب قوى “الحراك الجنوبي” الانفصالية قائلا :” نقول للخارجين عن القانون كفى عبثا، وكفى قطعا للطرقات وقتل النفس المحرمة”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “باب الحوار الوطني المسؤول مفتوح للجميع”. وأضاف علي صالح، في كلمته التي بثها التلفزيون اليمني الرسمي، :” إذا لكم رأي آخر فهو مقبول”، معلنا عن قيام السلطات الأمنية أمس الأول (السبت) بالإفراج عن 52 معتقلا من الحراك الجنوبي “ليكونوا مواطنين صالحين”. وكان حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وتكتل “اللقاء المشترك” المعارض اتفقا، الأسبوع الماضي، على تشكيل لجنة مشتركة قوامها 200 شخص، بهدف إجراء “حوار وطني شامل” تنفيذا لاتفاق “فبراير” الذي وقعته الأحزاب اليمنية الممثلة في البرلمان مطلع العام 2009.وفيما يتعلق بالاتفاق بين الحكومة والمتمردين الحوثيين في شمال البلاد المعلن في فبراير الماضي، طالب الرئيس اليمني “الحوثيين” بالالتزام بـ”تنفيذ النقاط الست وآلياتها التنفيذية على أرض الواقع”، وهي الشروط التي اشترطتها صنعاء لوقف المواجهات المسلحة الأخيرة، مشددا على ضرورة أن يتم تنفيذ النقاط الست “تحت إشراف اللجنة الوطنية المشكلة في صعدة والملاحيظ وحرف سفيان”. وقال إن على المتمردين الحوثيين “أن ينصاعوا للأمن والاستقرار والسلام”، معتبرا أن ذلك هو “خيار الدولة في محافظة صعدة”.وأكد أن الحكومة اليمنية “ستخصص مبالغ مالية لإعادة بناء المناطق المتضررة من ست حروب” بين الجيش والمتمردين منذ 2004.وفي 13 يوليو الجاري، أعلن اليمن وقطر اتفاقهما على إعادة تفعيل “اتفاق الدوحة” التي أبرمتها صنعاء مع المتمردين الحوثيين في فبراير 2008. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، أمس أن مواطنا سعوديا مشتبها بتورطه في هجوم مسلح استهدف دورية أمنية بمحافظة شبوة جنوبي البلاد “سلم نفسه لأجهزة الأمن”.وقتل 6 جنود يمنيين، الخميس الماضي، في هجوم استهدف دورية أمنية بمدينة عتق، عاصمة شبوة، وأعلنت السلطات الأمنية أن الهجوم “حمل بصمات تنظيم القاعدة” المحظور محليا ودوليا.ونقل الموقع الإخباري لوزارة الدفاع “26 سبتمبر نت” عن مصدر أمني قوله إن “السعودي أحمد صالح حديج الهمامي أحد المشتبه بتورطهم في الهجوم (...) سلم نفسه لأجهزة الأمن مع سيارته بالتعاون مع عدد من المشايخ بالمحافظة”، التي تعد معقلاً بارزاً لـ”القاعدة”.وأشار المصدر إلى أن السلطات الأمنية تحقق حاليا مع السعودي الهمامي. وكانت وزارة الداخلية اليمنية عممت مؤخرا اسم الهمامي، وأوصاف سيارته “التي تحمل لوحة سعودية”، ودخلت اليمن مطلع الشهر الجاري “عبر منفذ الوديعة” بحضرموت شرقي البلاد. كما أدرجت السلطات اليمنية اسم الهمامي في قائمة المطلوبين أمنيا، على خلفية اتهامه بالمشاركة في الهجوم على الدورية الأمنية بشبوة. تجدر الإشارة إلى أن فرعي تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية أعلنا في يناير 2009 اندماجهما تحت مسمى “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، بقيادة اليمني ناصر الوحيشي المطلوب أمنيا منذ العام 2006.