«بدايات سويت».. أطباق تراثية بنكهة الماضي

هناء الحمادي (أبوظبي) فتاة طموحة، شغوفة، ومتميزة، عشقت الطبخ منذ الصغر، وأبدعت في الأطباق التي تعدها. تتميز وصفاتها بالابتكار والتجدد من خلال النكهات التي تضيفها إلى أطباقها، وقد استطاعت الإماراتية زينب عبد الله الحمادي أن تثبت نفسها محلياً وأن تترجم أطباقها التراثية «ميني شعبي» إلى مشروع ناجح وصلت به الى مستوى التميز يؤكد أن المرأة الإماراتية مؤهلة في هذا المجال ولا ينقصها سوى الدعم والتشجيع. وبنكهة الماضي وعبق التراث، وبرائحة الأكلات الشعبية الممزوجة بأطيب البهارات المنزلية، انبثقت فكرة المشروع التراثي «بدايات سويت» لزينب الحمادي التي تمتلك رخصة من دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان من خلال توفير أكلات تراثية بنكهات مختلفة في قدور ميني، زينت بأقمشة تراثية تقدم للزبائن حسب الطلب، وتحت إشرافها وإعدادها. حافز كبير زينب رغم عشقها عالم الطبخ إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة لدى جيرانها والمقربين لها حيث تقوم بإعداد أكلات غالباً ما يكون للجيران نصيباً منها، ومع استمرار هذه العادة الطيبة، استطاعت بتوفيق ومثابرة منها أن تحقق نجاحاً وتفوقاً خلال عملها في نيابة عجمان الكلية عبر الحصول على «جائزة الموظف المتميز» وكذلك جائزة «أديتم فأبدعتم» التي حصلت عليها من وزارة العدل. هذه الجوائز كانت حافزاً كبيراً لبداية مشروعها التراثي، وعن ذلك تقول : «من خلال هذا المشروع استطعت أن أبرز فيه مهاراتي الشخصية وهوايتي التي لم تتوقف حتى بعد الزواج، فعالم الطبخ هو العالم الذي أحب أن أبرز فيه مواهبي في إعداد مختلف الأطباق والنكهات وخاصة الأكلات الشعبية التي يكاد يطويها النسيان». مسميات قديمة وتضيف زينب: تقديم المميز والمختلف هو ما أسعى إليه من خلال مشروعي التراثي الذي جاء من خلال إبراز مسميات إماراتية قديمة وأهازيج شعبية وأشعار إماراتية تحيا مع طلبات الناس، مؤكدة أن ما يميز طريقة تقديمها المأكولات أنها مختلفة عن الآخرين، من حيث استخدام «قدور ميني» وهي تأتي على الشكل القديم من القدور وبأحجام صغيرة تناسب الولائم والعزومات العائلية، وهي تصلح للضيافة على مدار الأسبوع، لكن المختلف في الأمر هي الكتابة على القدور، فإن كانت الطلبية تخص امرأة فإني أقوم بإحياء مسميات المرأة مثل «غرشوب» وهي الفتاة الجميلة و«عطبول»، وتعني المرأة الجميلة. وإخوان شما ومثلها إخوان وضحة وإخوان عليا، أما مسميات الوجبة فهناك «امارتي توست» وهو الطعم الإماراتي والمفضل لدى أي شخص يذوقه ويطلبه و«سنقباسي» وهي عبارة عن جباب يضم بلاليط والقصد من المسمى هو الفتاة الجميلة أيضاً، وهناك «العصيدة» وهي من الأكلات والحلويات الشعبية الشهيرة. «ريوق السرحة» وتضيف الحمادي: «لم يتوقف التنوع عند ذلك فهناك اختلفت مسميات الريوق «الفطور»، فهناك «ريوق السرحة» وتعني وقت الانتقال من مكان إلى مكان بعد طلوع الشمس مباشرة، و«ريوق العطنة» يعني مجموعة من الناس انتقلوا من مكان إلى آخر ووصلوا إليه قبل الظهر و«فالة الضوية» وهي مجموعة من الناس قد وصلوا بعد رحلة إلى المكان الآخر وقت المغرب وقبل أن يدخل الليل، بينما «فالة التهويرية» ويقصد بها وقت الظهيرة، ثم «فالة العصيران» وتعني الوقت خلال فترة العصر، وأخيراً «عشى السرية»، وهي المسير والارتحال ليلا. أما طبق «الرحيب» فهو عبارة عن جباب مع خبيص بشكل طبقات مع البحث عن شكل يلفت النظر، إلى جانب طبق آخر وهو «المعكرونة والبتزا بشكل التاوة» بقصد التغيير في التقديم وليكون جاهزاً للضيافة، غير ذلك أيضاً سعت إلى صنع الكثير من الحلويات بمسميات حديثة مثل «براوني مورتر، وبيري كوكي، وفيريرو كرسبي». فضاء الانستغرام عالم الانستغرام ساهم في نجاح مشروع زينب الحمادي (bedayati_sweet) حيث كسبت ثقة الكثير من الزبائن وزاد عدد متابعينها على انستغرام، وتعتبر تجربتها ناجحة بكل المقاييس حيث أصبحت تمتلك مشروعاً تجارياً في فضاء الانستغرام، ويكفي التعليقات الجميلة التي تثني على الأكلات الشعبية التي تعدها بكل جمال وإبداع.