الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات الاتصالات الأميركية الخمس الكبرى تدخل موجة من الاندماجات

شركات الاتصالات الأميركية الخمس الكبرى تدخل موجة من الاندماجات
10 مايو 2013 21:32
منذ إطلاق آي فون عام 2007 تضخم استهلاك البيانات اللاسلكية بالولايات المتحدة بشكل كبير. فالمستهلكون الآن يريدون دخولاً سريعاً ومنخفض السعر إلى شبكة الإنترنت على هواتفهم. استطاعت شركات الاتصالات اللاسلكية الأميركية الخمس الكبرى لبضع سنوات الحفاظ على الوضع القائم. غير أنه مع تزايد الطلب على نطاق الترددات اللاسلكية دخلت هذه الصناعة في موجة شرسة من الاندماجات. آخر هذه الصفقات بدأت في منتصف شهر أبريل الماضي حين عرضت شركة ديش نتوورك الاستحواذ على شركة سبرينت نكستل مقابل 25.5 مليار دولار، بعد أن كان سوفتنبك قد اتفق ابتداءً على شرائها مقابل 20.1 مليار دولار. وسواء فاز رئيس مجلس إدارة ديش نتوورك شارلي إيرجن أو رئيس سوفتنبك مسايوشي سون، فمن غير المرجح أن تكون هذه هي آخر صفقات الاستحواذ في سوق الهواتف المحمولة بالولايات المتحدة البالغ حجمها 178 مليار دولار، والتي يجري الآن إعادة تشكيلها. يوجد أكثر من 320 مليون مشترك محمول بالولايات المتحدة وأربعة مشغلين رئيسيين هم «فيريزون وايرلس» و«إيه تي أند تي موبيليتي» و«سبرينت» و«تي موبايل» وحدة تليكوم الألمانية بالولايات المتحدة. وهناك مشغلون أصغر حجماً منهم «مترو بي سي إس» و«كلير واير». كل شركة من هذه الشركات تسعى إلى إبرام اتفاقيات. ونظراً لأن فيريزون وإيه تي أند تي تواجهان قيوداً أكثر من غيرهما من حيث التوسع من خلال صفقات الاستحواذ فإنهما يبحثان عن خيارات أخرى. وتسعى فيريزون كوميونيكيشنز إلى السيطرة على فيزون وايرلس من خلال شراء حصة الأقلية التي تمتلكها فودافون. بينما تبحث إيه تي أند تي عن اتفاقيات أوروبية لكي تقلل من اعتمادها الكامل على الولايات المتحدة. تتنافس كل من ديش وسوفتنبك على الاستحواذ على سبرينت التي تقوم حالياً بشراء كلير واير الغنية بنطاق تردداتها. بينما تقوم تي موبايل يو إس إيه بعملية استحواذ عكسي (Reverse takeover) مع مترو بي سي إس تمهيداً لتخارج مالكها دويتش تليكوم الألمانية. وربما يكون ذلك مجرد مقدمة لقيام ثالث ورابع أكبر لاعبين بعمليات اندماج أيضاً. إذ أن العديد من المعنيين في هذه الصناعة يعتقدون أن لاسبرينت ولا تي موبايل لديها على نحو مستقل القدرة على منافسة فيريزون وإيه تي إند تي، وأنهما ستكونان مضطرتين للاندماج. وقال أحد الأشخاص المعنيين بالصفقات: «هناك العديد من التباديل والتوافيق في مجال الاندماج». أما مسألة مدى استعداد الجهات المنظمة لإجازة عمليات الاندماج، فإنها لم تتضح بعد. تعود نوبة الاندماجات الجارية إلى عام 2011 حين عرضت إيه تي أند تي 39 مليار دولار للاستحواذ على تي موبايل أصغر الشركات الأربع. وكان سبب ذلك يرجع إلى احتياج إيه تي أند تي الملح آنذاك لنطاق ترددات لاستيعاب طلبات البيانات المتزايدة من مستخدمي الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، غير أن الشركة سحبت عرضها في أواخر عام 2011 عقب اعتراض وزارة العدل الأميركية ومجلس الاتصالات الفدرالي. في بادئ الأمر كان لشركة إيه تي أند تي حقوق آي فون حصرية ولذلك كانت أول من استشعر تأثيرات الجيل الجديد من المستهلكين المتعطشين للبيانات. يذكر أن أحجام بيانات المحمول بالشركة زادت بنسبة 8000 في المئة بين عام 2007 وعام 2010. غير أن كلا الوزارة والمجلس عارض ما يطلق عليه اندماج «أربعة إلى ثلاثة» الذي من شأنه أن يزيد من قوة إيه تي أند تي ويقلص من التنافس. غير أن جوليوس جينا تشوسكي رئيس مجلس الاتصالات الفدرالي غير رأيه بعد ذلك ويدافع عن تلك الصفقة منذئذ. وقال عندما أعلن استقالته في شهر مارس الماضي: «منذ ثلاث سنوات كانت السوق مشرفة على احتكار ثنائي». غير أنه بعد أن ترك المجلس جينا تشوسكي وغيره من الأعضاء، يتساءل العديد من المعنيين في هذا المجال عمّا إن كان المجلس الجديد سيوافق على عمليات اندماج كبرى. وقال شخص مطلع بالاتفاقيات: «أي صفقة من شأنها ظهور منافس ثالث جاد يجب طرحها للدراسة». تتسارع عمليات الاندماج بسبب ثلاثة عوامل: أولاً، في صناعة كثيفة الرأسمال يتحول الحجم عادة إلى مدخرات وإلى هوامش أفضل وأرباح أكبر، ثانياً، أن إطلاق آي فون آبل عام 2007 وغيره من الهواتف الذكية كان بمثابة بداية انفجار بيانات المحمول، الأمر الذي استلزم على المشغلين أن يتكيفوا مع الأوضاع الجديدة من خلال البحث عن نطاقات ترددات. وقال أحد المستشارين ذوي العلاقة بالصفقات في هذا القطاع: «أضحى نطاق الترددات اليوم لا يقل أهمية عن عدد المشتركين أو التدفق النقدي». كما أن التحول من تقنيات الجيل الثالث إلى الجيل الرابع ارتكازاً على تقنية مشتركة تسمى تقنية التطور طويل الأجل (إل تي إي) يستلزم إنفاقاً رأسمالياً كبيراً ولكنه قلص من المخاوف من تكامل الشبكة فيما بعد الاندماج. ولا تزال مسألة ما إن كانت الجهات المنظمة الأميركية ستوافق على خفض عدد مشغلي الشبكة بالولايات المتحدة من أربعة إلى ثلاثة مشغلين نقطة مثيرة للجدل. إذ أن العديد من محللي هذا القطاع بالولايات المتحدة يعتقد أنه سوف يجري في نهاية المطاف شكل ما من الجمع بين سبرينت وكلير واير وتي موبايل يو إس إيه. وكان تيموثي هوران المحلل في أوبنهايمر قد توقع منذ سنتين أن اندماجاً بين سبرينت وتي موبايل أمر حتمي ليتيح لهما المنافسة الفعالة مع إيه تي أند تي وفيريزون. ويضيف هوران الآن: «ديش تُعقد المسائل وربما يستغرق الأمر وقتاً أطول قليلاً مما كنت أحسبه آنذاك». عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©