الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الكوس» يشل موانئ الصيد في الساحل الشرقي

«الكوس» يشل موانئ الصيد في الساحل الشرقي
25 يوليو 2010 23:48
أصيبت موانئ الصيادين في إمارة الفجيرة والمنطقة الشرقية بالشلل التام نتيجة ارتفاع أمواج البحر إلى أعلى من معدلاتها الطبيعية وهبوب الرياح فيما يعرف بظاهرة أو موسم الكوس. وتوقف ما يزيد على 1500 صياد في الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية المتمثلة بـ خورفكان وكلباء ودبا الحصن عن الصيد تحسبا من المخاطر الكبيرة التي ربما تلحق بهم جراء الأمواج المرتفعة والرياح العاتية والتي تلازمهم في هذا الموسم وعلى مدى 60 يوما. وأكد رؤساء جمعيات الصيادين في المنطقة أن موسم الكوس يصيب جميع موانئ الصيد بالشلل التام في وقت لا توجد فيه خطة لمواجهة هذا الموسم بتوفير كميات من الأسماك أو توفير البترول للصيادين بشكل مدعوم لاسيما وأن الصياد الذي يصر على الذهاب إلى البحر ربما يخرج ويعود بخفي حنين دون أن يحصل على سمكة قباب واحدة، وهو نوع من الأسماك ينتشر في هذا الموسم. خطط للمواجهة يقول عبدالله الدلي رئيس جمعية الفجيرة التعاونية لصيادي الأسماك إن هذا الوقت من كل عام يشهد تعطل عمل الصيادين ويطلق عليه موسم الكوس حيث يعاني فيه الصيادون من قلة الذهاب إلى البحر للبحث عن الرزق وعلى مدى 60 يوما الأمر الذي يكبدهم خسائر كبيرة تؤثر على أسرهم، مشيرا إلى أن بعض الصيادين يذهبون إلى البحر في مخاطرة غير محسوبة إلا أنهم يعودون كما ذهبوا دون أن يتمكنوا من الحصول على سمكة واحدة ويخسرون قيمة البترول الذي استهلكته قواربهم حيث يحتاج القارب الواحد في رحلته إلى ما قيمته 200 إلى 300 درهم. ويضيف أن جمعية الفجيرة للصيادين تضم أكثر من 500 صياد لا يخرج منهم للصيد سوى عشرة فقط يتراجع عددهم يوما بعد أخر ليصل إلى أقل من أصابع اليد الواحدة وهو ما أثر بشكل كبير على أسواق السمك وأدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير معهود في وقت يحتاج إلى خفض الأسعار لاسيما وأن شهر رمضان المبارك على الأبواب. إستراتيجية الوزارة وقال سليمان الخديم رئيس جمعية دبا الفجيرة لصيادي الأسماك إن 99% من الأسماك الموجودة في السوق في دبا وغيرها من أسوق الفجيرة مستوردة من خارج الدولة أو من سوق دبي في حين كان صيادوا المنطقة يوردون الأسماك إلى أسواق دبي وأبوظبي. ودعا جمعيات الصيد في الفجيرة والساحل الشرقي إلى مواجهة هذه المشكلة المتكررة سنويا وفي مثل هذا التوقيت بشكل جماعي، منوها إلى أن لدى الصيادين متطلبات وواجبات عليهم الوفاء بها، ليس أقلها احتياجات أسرهم، إلى جانب رواتب العمالة وغيرها من متطلبات الحياة، متسائلا: “من يوفر ذلك للصياد في هذا الموسم الذي تتعطل فيه كل القوارب وتصاب بالشلل التام”. وأضاف الخديم أن هناك صيادين يخرجون للصيد لكن عددهم ونسبتهم إلى المجموع العام لا تكاد تذكر، كما أن ما يعودون به من رحلاتهم إلى البحر هو قليل القليل، مشيرا إلى أن دبا تضم قرابة 270 صيادا يملكون 300 قارب صيد يخرج منهم حوالي 20 صيادا في حين يلتزم الباقون بيوتهم ولا يخرجون للصيد مطلقا مفضلين الانتظار لحين انتهاء هذا الموسم. وطالب وزارة البيئة والمياه بوضع إستراتيجية محددة تعالج هذا الخلل الموسمي وتوفر حلولا بديلة تشجع الصياد على مواصلة عملة في أجواء آمنة وهادئة بحيث يشعر الجميع بأن هذا الموسم ليس موسما للقيظ وهجر العمل وإنما موسما عاديا يمر على الصيادين كما تمر المواسم الأخرى. أصحاب القراقير من جانبه قال محمد سالم رئيس جمعية الصيادين في دبا الحصن إن هناك شللا عاما يصيب موانئ الصيد في المدينة وغيرها من موانئ المنطقة حيث لا يستطيع أحد الخروج لممارسة مهنة الصيد في أعماق البحر باستثناء الصيادين من أصحاب القراقير، الذين يخرجون رغم المخاطر، لكن المردود المادي الذي يجنونه من هذه الرحلات يكاد لا يذكر بل ربما يخسر البعض ويتوقف البعض الآخر عن الخروج. وأضاف: “لا شك بأن موسم الكوس يشهد اختفاء الكثير من الأسماك المشهورة والتي عادة ما تتواجد في مياهنا المحلية مثل أسماك القباب والحداق وأسماك القراقير بكل أنواعها، ولكن يصعب صيدها لعدم استقراها بفعل الأمواج العالية”. وقال إن هناك العديد من الآثار السلبية على الأسواق نتيجة عدم خروج الصيادين للبحر، حيث ارتفعت أسعار الأسماك عن الفترة الماضية بنسب متفاوتة، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد من سمك الشعري 30 درهما، في حين كان سعره قبل شهرين ما بين 10 إلى 15 درهما للكيلو. الكنعد بـ 260 درهما وعبر عدد من الصيادين التقتهم (الاتحاد) في ميناء الرغيلات عن استيائهم الشديد من الوضع القائم وحالة الشلل التي يمر بها الميناء والموانئ الأخرى حيث قال الصياد عبدالله رجب بارون إن بعض الصيادين وعددهم لا يتجاوز خمسة يخرجون للصيد لمدة ساعة ثم يعودون بخيبة أمل بسبب نقص الأسماك وخطورة الأمواج والرياح. وأضاف أن سعر سمكة الكنعد الواحدة يصل إلى 260 درهما في سوق الفجيرة. وقال عادل خميس إن جميع الصيادين يشعرون بفراغ كبير بسبب عدم قدرتهم على العمل في ظل الظروف الحالية معربا عن أمله في أن لا يطول موسم الكوس عليهم. وأكد يوسف إبراهيم أن هناك خسائر كبيرة يتكبدها الصياد في هذا الوقت بسبب تعطله عن العمل نتيجة موسم الكوس الذي تضطرب فيه الأجواء وتهطل الأمطار ما يؤدي إلى عدم استقرار البحر، مشيرا إلى أنه يمتلك 4 قوارب صيد جميعها متوقفة عن العمل حاليا بسبب الظروف الجوية.
المصدر: رأس الخيمة، الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©