الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الجنرال يخسر المعركة

18 يناير 2006
سيف الشامسي:
في خطوة كان ينتظرها الكثير من جماهير النادي·· قرر النصر إقالة مدرب الفريق الأول الألماني جابر واسناد المهمة بشكل مؤقت إلى المدرب البرازيلي اديلسون بريرا مدرب فريق 16 سنة بالنادي·
جاء القرار في أعقاب الاجتماع الذي عقده مجلس إدارة النادي برئاسة الدكتور طارق الطاير رئيس مجلس الإدارة والمهندس مطر الطاير نائب رئيس مساء يوم الثلاثاء بعد انتهاء مباراة الفريق مع بني ياس في مسابقة كأس الاتحاد·
والسبب الرئيسي الذي استند اليه المجلس في قرار الإقالة كان تواضع أداء ونتائج الفريق في الآونة الأخيرة·
ورغم أن القرار سرى مثل النار في الهشيم وعرف به معظم الوسط النصراوي إلا أن المدرب جاير لم يعرف به غير صباح أمس·
المدرب حضر كالمعتاد لقيادة التدريب الصباحي للفريق، وفي هذه الإثناء تم إخطاره بالقرار الذي توصل اليه مجلس الإدارة، وقد تقبل القرار بهدوء وبعدها ترك النادي·
وبدوره باشر المدرب البرازيلي اديلسون مهامه في قيادة الفريق بالإشراف على التدريب الصباحي الذي أجراه الفريق، وأسباب اختيار اديلسون تعود الى أنه من أكفأ المدربين العاملين في النادي في الوقت الراهن وقاد فريق تحت 16 سنة الى المنافسة على مسابقة الدوري·· علاوة على أنه سبق له العمل في أكثر من ناد بالدولة وهو بالتالي يملك معلومات لا بأس بها عن لاعبي النصر وعن فرق الدوري·
وتعتبر مهمة المدرب مؤقتة لحين التعاقد مع مدرب جديد لخلافة الألماني جاير، وهناك تحركات مبكرة قام بها النادي لاختيار البديل، ولكن ارتباط معظم المدربين في هذا الوقت من السنة يزيد من صعوبة إيجاد البديل·
وكانت كل المؤشرات في الفترة الأخيرة تدل على اقتراب موعد رحيل المدرب، النتائج التي كان يحققها الفريق كانت أقل من مستوى طموح النادي الذي يطمح في المنافسة على الدوري·· لكنه عوضاً عن ذلك وجد نفسه يتراجع في وقت مبكر والدوري ما يزال في منتصفه·
وإلى جانب تراجع النتائج فإنه لم يكن هناك رضى على مستوى الأداء·· معظم الآراء تتفق على حال الفريق هذا الموسم أقل من السنة الماضية ولكن ما حسب على المدرب بشكل خاص كثرة انتقائه للاعبيه·
خلال معظم المؤتمرات الصحفية والمقابلات التي أجريناها معه كان المدرب يشير باستمرار الى أن نوعية اللاعبين الذين يملكهم أقل من النوعية الموجودة لدى الأندية المنافسة الأمر الذي يحول دون قدرة النصر على المنافسة· وعمليا، يعني هذا الكلام ان المدرب لا يملك ثقة كافية في قدرات لاعبيه، وللاستمرار في المجاهرة بهذه الآراء أحدث فجوة بين المدرب ولاعبيه، خاصة أن هذه الآراء مثبطة للهمم وتساهم في خفض الروح المعنوية لدى اللاعبين في وقت كان الفريق في أمس الحاجة فيها الى حشد كل قواه من أجل المنافسة على الدوري· وكان هناك سؤال دائماً يطرح·· إذا كان لاعبو النصر مستواهم أقل من مستوى لاعبي الصدارة·· لماذا كان حال اللاعبين والفريق أفضل بمراحل مع المدرب السابق للفريد باكليسدورف·· وهو السؤال الذي لم يجب عليه جاير؟!
وجاء قرار اختيار اللاعب المحترف الثاني مكان جولى بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير·· المدرب أعلن في أكثر من مناسبة حاجته الى وجود مهاجم إلى جانب فالدير·· لكن اختياره في النهاية وقع على لاعب خط وسط هو المغربي الأوروبي·
والمعروف أن الفريق لديه مجموعة كبيرة من اللاعبين في الوسط وأن حاجته الحقيقية تكمن في الهجوم، لكن قرار اختيار الادريسي خالف كل التوقعات·· وبالطبع هو مسؤولية مشتركة مع لجنة الكرة التي كان يمكن توجه المدرب في اختياره ولا تترك له الحرية كاملة في الاختيار على اعتبار انها تدرك الحاجات الفعلية للفريق داني يكمن الخلل·
ورحلة جاير مع الفريق امتدت إلى حوالي 6 أشهر·· البداية كانت في شهر يوليو الماضي حيث قاد مرحلة الإعداد للدوري·· وقد شهدت البداية كما هي العادة دائماً الثناء على عمله وعلى قدراته·
وقد أثار المدرب الإعجاب من مبارياته الأولى في المسابقة وتحديدا في المباريات الثلاث الأولى في الدوري والتي شهدت خسارة صعبة أمام العين في القطارة وفوز على الإمارات وتعادل مع الوحدة حامل لقب الدوري·
حال النصر كان يبشر بقدرته على المنافسة الأمر الذي ساهم في رفع أسهم المدرب داخل أروقة القلعة الزرقاء·· لكن هذه الأحوال سرعان ما تراجعت وأخذ أداء الفريق يتذبذب من مباراة إلى أخرى، وبالطبع أصابع الاتهام سارت في اتجاه المدرب خاصة مع كثرة التغييرات التي يجريها على التشكيلة وفي نفس الوقت على مراكز اللاعبين، واولاها كانت نتيجتها افتقار الفريق الى الاستقرار·
ومع توالي الخسائر في الدوري، ساده حالة عامة أن المدرب من يكمل الدوري مع الفريق وأن مسألة اقالته هي مسألة وقت، لأن حال الفريق لا يبشر بصحوة ويمكن أن تنقذه· وذهب البعض الى أن السب الوحيد الذي يبقي المدرب ويؤخر قرار اقالته هو وجود شرط جزائي بمبلغ مالي كبير وضعه عند توقيع العقد·
المدرب بدوره كان يتوقع الإقالة، وقد كثرت عليه الضغوط خاصة بعد الخسارة أمام الشباب في الدوري·· وفي تصريحات خاصة بعدها بأيام مع تعالي الأصوات المطالبة برحيله، هاجم المدرب اسلوب العمل من أندية الإمارات وكثرة إقالة المدربين·
قال: كرة الإمارات غير قابلة للتطور والسبب كثرة إقالة المدربين، ما يحصل لديكم غير معقول·· مع أي خسارة تتعالى المطالب برحيل المدرب، انظروا إلى حال الكرة في الإمارات واسألوا أنفسكم، ولماذا تراوح كرة الإمارات مكانها منذ عدة سنوات، إقالة المدربين خطأ!
وبغض النظر عن وجهة نظر المدرب فإن الأكيد من حالة جاير والذي يحل لقب جنرال بأنه خسر معركته من النصر ولم يستطع اكمال الموسم بعد أن ظل شبح المدرب السابق باكلسيدروف يطارده·· وجماهير الفريق لا تكف عن التساؤل·· لماذا كان حال الفريق في الموسم الماضي أفضل من هذا الموسم؟!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©