الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهند تسعى للاعتماد على الطاقة المتجددة بحلول 2050

الهند تسعى للاعتماد على الطاقة المتجددة بحلول 2050
23 مايو 2014 23:26
من المتوقع أن تواجه الهند خلال السنوات القليلة المقبلة، تحديات يصعب التغلب عليها للاقتصاد والبيئة وتأمين الطاقة. وللتصدي لهذه التحديات، ينبغي على البلاد تبني موارد طاقة خالية من التلوث. وأكد جيرمي ريفكن، أحد الخبراء الاقتصاديين والنشطاء البارزين في الهند، أن بلاده غنية بموارد الطاقة المتجددة التي يمكن أن تضع الهند في مصاف الدول العظمى في حالة استغلالها بكفاءة، بيد أن ذلك يتطلب الإرادة السياسية التي تساعد على التحول من الوقود الأحفوري للطاقة المتجددة. وعضد ذلك، توصية الأمم المتحدة بحاجة العالم لتحول كبير في استثماراته من الوقود الأحفوري للطاقة المتجددة، من أجل الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتغير المناخي. وتتميز الهند بطلب ضخم للطاقة من الصعب توفيره عبر وسائل توليد الكهرباء التقليدية. يُذكر أن أكثر من 40% من سكان القرى لا يملكون خدمة كهرباء. وبينما تعمل الهند على تطوير موارد الطاقة على صعيدها المحلي للإيفاء بالطلب الداخلي المتصاعد، تتطلع أيضاً لاستيراد كميات ضخمة من الوقود الأحفوري، ما يفاقم من عجزها التجاري ويعود بالضرر على البيئة. وسجلت وارداتها من الفحم أرقاماً قياسية خلال السنة المالية الماضية، حيث من المرجح أن تسجل ارتفاعاً أكثر خلال الخمس سنوات المقبلة، في وقت تنوي فيه زيادة سعة توليد الكهرباء بنسبة تصل إلى 44%. ويشكل عدم مقدرة البلاد على توليد طاقة نظيفة، عقبة أخرى تقف في طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة. ويواجه النموذج المركزي الحالي لتوليد وتوزيع الكهرباء، زيادة مستمرة في تكلفة صيانته، كما لا يوفر المرونة المطلوبة التي يمكن أن تفي بالطلب المتزايد على الطاقة. والهند في حاجة لتشجيع نموذج تجاري غير مركزي للاستفادة من موارد الطاقة المتجددة الضخمة مثل، الشمسية والرياح والمائية والكتلة والكهروضوئية والحرارية وطاقة الهيدروجين وخلايا الوقود، لتدخر الملايين من الدولارات التي تنفقها على استيراد الفحم والنفط والغاز الطبيعي. ولتأمين مستقبل الطاقة، فإن الهند بحاجة ملحة لتصميم وتطبيق سياسات خلاقة وآليات، تشجع على المزيد من استغلال موارد الطاقة المتجددة. ومن الممكن توفير طلب الهند الكلي من الطاقة في المستقبل، من خلال استغلال واسع النطاق للطاقة الكهروضوئية والشمسية المركزة وطاقة الرياح البرية منها والمائية والحرارية، بجانب المائية التقليدية. ويمكن أن توفر الاستثمارات في هذه التقنيات، ملايين الوظائف ومحفزات اقتصادية تصل إلى تريليون دولار على الأقل. وتتضمن التغييرات الأخرى المطلوبة، استخدام السيارات الكهربائية وتبني شبكات توزيع الكهرباء الذكية. كما من الممكن، تحول الهند الكلي للاعتماد على الطاقة المتجددة، لكنه يتطلب الإرادة والدعم السياسيين. سياسات متنوعة وبدلاً من انتهاج استراتيجية شاملة للطاقة، تملك البلاد عدداً من السياسات المتنوعة. وحتى وقتنا الحالي، تبنت الهند جملة من السياسات ونماذج العمل الخاصة بالطاقة، وقفت حائلاً دون تبني الخطط التي تكفل توسيع دائرة الطاقة المتجددة. وتهدد الطريقة الحالية، مقدرة اقتصاد البلاد على المنافسة والأمن القومي والبيئة. ويجب على الهند تغيير الطريقة التي تعمل بها لإنتاج وتوزيع واستهلاك الطاقة، حتى تتمكن من خفض اعتمادها على النفط المستورد وتوفير الوظائف وتعزيز منافستها على الصعيد الدولي، إضافة إلى خفض معدل الانبعاثات الكربونية. واتخذت البلاد العديد من الخطوات التدبيرية تجاه تطوير البنية التحتية والاعتماد على الإنتاج المحلي مثل، توليد الكهرباء من الرياح والشمس، بيد أنه ما زال أمامها الكثير لتقوم به وعلى وجه السرعة. ومن الخطوات الصحيحة في هذا لاتجاه، إنشاء بعثة جواهر لال نهرو للطاقة الشمسية الوطنية في 2009. لكن يعتبر هدف البعثة الحالي بإنتاج 10% من طاقة البلاد من الشمس 20 جيجا واط بحلول 2022، غير ملائم. ويجب على البعثة اتخاذ خطوات أكثر إيجابية بمساعدة الحكومات المركزية، حتى تتمكن من لعب دور أكبر في تحقيق هدف الهند للطاقة الشمسية. وتتمثل مثل هذه الخطوة في طرح مبادرة وطنية تقضي بتركيب 100 مليون من ألواح أسطح المنازل في غضون العشرين سنة المقبلة. وفي حال تحقيق ذلك، يمكن أن تصبح الهند، واحدة من الدول الرائدة في مجال الطاقة الشمسية لسنوات عديدة مقبلة. وعلاوة على ذلك، فإن إنشاء شبكات توزيع صغيرة متفرعة من الرئيسية، يساعد على تغيير الطريقة التي تعمل بها المجتمعات على توليد واستهلاك الكهرباء، وخفض التكاليف وتحسين الأداء البيئي. كما يمكن استخدام هذه الشبكات الصغيرة، في تخفيف حمولة الكهرباء من الشبكة الحالية، ما يقلل الحاجة لبناء أخرى جديدة أو توسيع نظم التوزيع القائمة. إمكانية الطاقة الطاقة المتجددة، هي التقنيات الوحيدة التي توفر للهند الإمكانية النظرية لخدمة كافة متطلبات الكهرباء على المدى البعيد. وتنعم شبه القارة الهندية، بوفرة كبيرة في موارد الطاقة المتجددة، يمكن أن تحل مشكلة الكهرباء في البلاد في حالة استغلال 10% منها فقط. وباستغلال المناطق الصحراوية والزراعية، يمكن أن تحقق البلاد سعة إنتاجية من الطاقة الشمسية تصل إلى 1000 ميجا واط، أي ما يساوي أربعة أضعاف السعة الحالية عند وقت الذروة. أما بالنسبة لطاقة الرياح، ووفقاً للصندوق الدولي للطبيعة، يمكن للهند بحلول 2050، إنتاج نحو 170 جيجا واط من طاقة الرياح البحرية على طول ساحلها البالغ طوله نحو 7500 كيلو متر. كما يمكن للطاقة المائية إنتاج ما يقدر بنحو 148 جيجا واط والحرارية 10,7 جيجا واط، بينما طاقة المد نحو 15 جيجا واط. ويمكن تخزين الطاقة الفائضة عبر عدد من الطرق مثل، الملح المذاب أو المُسال الذي هو عبارة عن خليط من نترات الصوديوم ونترات البوتاسيوم والهواء المضغوط والضخ المائي وكذلك من خلال بطاريات التخزين وغيرها، لاستخدام هذه الطاقة المخزنة خلال ساعات الذروة. وفي حالة الاستغلال والتطوير الأمثل لهذه الموارد الوفيرة، بإمكان الهند توليد كافة احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030. علاوة على ذلك، من الممكن تحويل كافة عمليات التوليد القائمة، للطاقة المتجددة بحلول 2050. وتعتبر العقبات التي تعترض طريق تطبيق خطة الطاقة المتجددة مبدئياً، اجتماعية وسياسية، وليست تقنية واقتصادية. وعلى الهند تبني عشر استراتيجيات بدءاً من اليوم. ويترتب عليها طرح شبكات على أوسع نطاق ممكن مركزية وفرعية من الطاقة المتجددة، تتضمن الشمسية والرياح والمائية والكتلة والحرارية، لتخفيف الضغط الواقع على نظام التوزيع الحالي ولضمان وصول الكهرباء لأكبر عدد من المحرومين منها. كما ينبغي أن تشكل الطاقة المتجددة 20% من الاستهلاك القومي بحلول 2020، بغرض إنعاش الطلب وتوفير وظائف وصناعات وابتكارات جديدة. الطلب المحلي ويجب تشجيع الطلب المحلي للطاقة المتجددة من خلال تقديم تعريفة التغذية التفضيلية، بجانب وسائل تحفيزية أخرى مثل، صناديق الطاقة المتجددة ومبادرات الشراكات الدولية والتعاون والتحفيز على تبني التقنيات الجديدة وإعداد الكوادر البشرية والإعفاءات الضريبية على المعدات والمواد الخام وتقديم القروض بأسعار فائدة منخفضة وغيرها. كما ينبغي إشراك الولايات والشركات الصناعية وشركات المرافق، بهدف الإسراع في تنفيذ هذه المشاريع الاستثمارية. ويقع على عاتق البلاد، العمل من أجل توفير الكهرباء من خلال حقن الهيدروجين في خلايا الوقود، لتوليد الحرارة والكهرباء ولتعبئة السيارات التي تعمل بخلايا الوقود. ويمكن إنتاج الهيدروجين من موارد الطاقة المتجددة مثل، الرياح والشمس. ويمكن لنماذج الطاقة المتجددة، خاصة الرياح والشمس، تعزيز تأمين الطاقة للبلاد وتشكيل نقطة مضيئة في مستقبلها الاقتصادي والبيئي. وفي حالة تحولها من الفحم والنفط والغاز الطبيعي ومحطات الطاقة النووية، يمكن للهند توليد 70% من الكهرباء و35% من إجمالي الطاقة من موارد الطاقة المتجددة بحلول 2030. وبذلك، تُتاح للهند فرصة ذهبية للقضاء على ثلاث مشاكل، خفض معدل الفقر وضمان تأمين الطاقة والتصدي لقضية التغير المناخي. نقلاً عن: رينيوابل إنيرجي وورلد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©