الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرف الولادة تصطبغ بألوان البذخ احتفالاً بقدوم المولود

غرف الولادة تصطبغ بألوان البذخ احتفالاً بقدوم المولود
10 مايو 2013 20:50
تنشغل المرأة بزينة غرفة ولادتها في المستشفى، وتظل الشغل الشاغل لأغلب الحوامل، تفكر في طريقة تزيينها وتنسيقها بشكل مبهر يلفت الأنظار، وذلك لاستقبال الضيوف بعد الولادة، ومن أجل ذلك تتفنن المرأة في رسمها بخيالها، وتبحث عن الجديد والمتميز عن أحدث الابتكارات، لتتحول الغرفة عند البعض منهن إلى حديقة تكتسي بألوانها الزاهية والعديد من التحف والاكسسوارات. وتضم غرفة الولادة أحيانا أنواعا مختلفة ونادرة من الزهور الطبيعية، لتصبح بذلك ظاهرة لافتة عند بعض النساء الباحثات عن الفخامة والفشخرة، لذلك لا عجب عند كل من يزور أقسام النساء والولادة في المستشفيات يقف متأملاً يشاهد تلك البالونات التي تزين أبواب غرف الولادة لتتنوع الألوان ما بين الأزرق إن كان المولود صبياً، أو الوردي إن كانت المولودة فتاة، ناهيك عن سرير الأم والمولود التي يتناسب ويتناسق مع ديكور الغرفة وملابس الأم. ديكور مميز لكل امرأة طريقة مختلفة في تزيين غرف الولادة في المستشفى، حيث تختلف الخيارات على حسب الميزانية، البعض منهن قد تتجاوز قيمة تجهيز الغرفة إلى 9 آلاف وأكثر، وبذلك يتضح الإسراف والبذخ في حصيلة تزيين غرفة المولود ليوم واحد أو 3 أيام، وهذا ما دفع نورة القبيسي إلى أن تدفع الكثير من المال لمولودتها البكر. وتحكي تفاصيل ذلك منذ لحظة التجهيز للغرفة حتى استقبال الضيوف، بانها منذ فترة طويلة، وهي تفكر بطريقة مبتكرة في تزيين غرفة الولادة في المستشفى الخاص الذي قررت فيه، لكن تلك التفاصيل الدقيقة أخذت من وقتها ومجهودها الكثير، وترى أنه على الرغم من التعب والوقت الطويل في البحث عن ديكورات مميزة لمولودتها «هيا»، إلا أن ذلك أسعدها وأفرحها حين سمعت كلمات الثناء والإعجاب بديكور الغرفة، الذي جعل الكثير من زوارها من صديقات العمل إلى أفراد الأسرة التقاط الكثير من الصور في الهاتف المتحرك للذكرى. وتتابع: من أجل ابنتي البكر دفعت مبلغ 4 آلاف درهم من أجل خياطة مفرش سريري وسرير المولودة، هذا، بالإضافة إلى التوزيعات التي زينت زوايا الغرفة وتعددت أحجامها وأشكالها، بالإضافة إلى بالونات باب الغرفة الذي زين باللون الوردي الزاهي، ناهيك عن بعض التحف الصغيرة لتوزيعها للضيوف. بينما سعاد فيصل النعيمي فقد ذكرت أن تجهيزات الغرفة بدأ من الديكور إلى مفرش سرير الطفل ونهاية بالتوزيعات من الشوكولاتة والحلويات كلفها ذلك أكثر من 7 آلاف درهم فقط ليومين. «إتيكيت» المولود بدورها لم يختلف الأمر عند فاطمة عبيد 25 عاماً، التي أشارت إلى أن ميزانية التجهيز المسبق لمولودها الأول تجاوزت 8 آلاف درهم، شملت الملابس الخاصة باستقبال الزائرات، وأجود أنواع الشوكولاتة، وهدايا للزوار، حيث أحضرت هدايا للأطفال المصاحبين لأمهاتهم، وهدايا للأمهات، وكبيرات السن، لافتة إلى أنها عمدت إلى تغيير قصة ولون شعرها، مشترطة على زوجها ألا تعود إلى منزلها إلاّ بعد السفر لإحدى الجهات السياحية لقضاء أسبوع عسل بعد معاناة أشهر الحمل. وأوضحت آمنة العلي أنها تحرص على البحث عن كل جديد بزينة المواليد حالها مثل كثير من السيدات كما تقول. مشيرة إلى أنها تختار كل شيء ضمن حدود البساطة والمعقول، من دون إثقال كاهل زوجها بتكاليف باهظة، معتبرة أن «إتيكيت» استقبال المولود تعبير جميل عن الفرحة بقدومه، ولكن المبالغة والبذخ بسبب الغيرة والمنافسة بين السيدات قتلت فرحة بعض الأسر، وتحديداً «مستورة الحال»، فكل زوجة تريد أن تكون هي الأفضل مهما كلفها الأمر، بل أن بعضاً منهن يتجهز لتلك المناسبة من الأشهر الأولى للحمل، وتفرض على زوجها قائمة من الطلبات التي لا يمكن أن يوفرها إلا من خلال القروض أو الاستدانة من الآخرين. تقليد ومحاكاة من جانبها تعلق شيخة سالم الحوسني على تلك السيدات اللاتي يدفعن الكثير من المال والذي قد يصل إلى 10 آلاف من أجل تزيين غرفة الولادة في المستشفى لمدة يومين أو ثلاثة وتقول: «الأمر في غاية التعجب والدهشة، فعلى الرغم من الحالة المادية المتواضعة لتلك الأسر، إلا انه البعض منهن دخلن ما يشبه سباقا تنافسيا، لدرجة صرف مبالغة ضخمة من أجل استقبال المولود، متسائلة «هل هو خوف من الانتقاد أو محاكاة وتقليد وفشخرة. متهمة بعض الحوامل الموظفات بالبذخ والإسراف الزائد عند التعبير عن فرحتهن باستقبال مواليدهن. وتتفق في الرأي منى الجاسم «موظفة»، في أنها من خلال زياراتها لصديقاتها في غرف الولادة لاحظت انتشار هذه الظاهرة بكثرة، حيث كل غرفة تتفن فيها السيدات بتزيينها بشتى أنواع الشوكولا، والورود، والتوزيعات، ومن أجل المباهاة تسافر بعضهن إلى الخارج من أجل شراء تلك التوزيعات المنوعة والجميلة والمتفردة في الأسعار والتصميمات. وأضافت الجاسم أن بعض السيدات أصبحن يبالغن في الاهتمام بتنسيق وتزيين غرفة الولادة في المستشفى، إذ تتولى منظمات الأفراح تنظيم وتزيين تلك الغرف لمدة لا تتجاوز ثلاثة أيام بقيمة مبالغ بها، إضافة إلى مصروفات الضيافة، والتصوير، والورود، والهدايا، والأواني الفاخرة، والخدم، مؤكدة أن فرحة قدوم المولود لا تقدر بثمن، ولكن المبالغة و«حب المباهاة» أفقدت تلك المناسبات جمالها الذي كان يتميز بالبساطة والعفوية. مباهاة ومبالغة وذكر إبراهيم قطب صاحب محل الورود والهدايا أن استقبال المواليد في السابق كان يقتصر على المفارش الجاهزة البسيطة، وسرير طفل صغير، لكن مع توجهات بعض أفراد المجتمع نحو المباهاة والمبالغة في المناسبات جعلت تجهيز واستقبال المولود الجديد ضرورة قصوى، وكذلك التجهيز لاستقبال الزائرات، حيث أصبح إعداد سرير الطفل، ومفرش الأم، وديكور الغرفة، وهدايا الزوار، وأطقم الاستقبال أمرا جوهريا وأساسيا في «إتيكيت» الاستقبال، حتى أن بعض السيدات يعتقدن أنه من العيب والتقصير إذا لم تجهز الأم استقبال مولودها بأهم هذه التجهيزات، مشيراً إلى أن الأسعار تراوح بين 2000 - 10000 درهم بحسب الميزانية والتصميم وفخامة الأقمشة وجودتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©