الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة السلام في الإسلام

25 يوليو 2010 22:00
في عصر تفشى فيه الكثير من الرؤى الخاطئة والصور النمطية عن الإسلام الذي يصوره البعض على أنه دين عنف وعدم تسامح، يُعتبر مهمّاً للغاية وجود منهاج تربوي إسلامي ينمي ثقافة السلام، وأصولها الإسلامية الراسخة. وفي هذا السياق حضرت مجموعة مكونة من 35 تربويّاً مسلماً من ثماني دول إلى مندناو، ثاني أكبر جزيرة في الفلبين في الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي، لحضور ورشة عمل عالمية حول مناهج السلام الإسلامية. وقد بحث الحضور نماذج وتوجّهات متعددة لتعليم ثقافة السلام في الإسلام، من واقع تجارب ومناهج يتم استخدامها حاليّاً من قبل بعض المعلمين المسلمين في مدارس حول العالم. ويرتكز تعليم موضوع السلام في الإسلام على المبادئ الفلسفية والعلمية والدينية والأخلاقية والكتب الدينية في مجال صنع السلام. ويجري حاليّاً تدريس الكتب المنهجية وكتيبات تعليم السلام الإسلامي في باكستان وأفغانستان والفلبين وإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وتايلاند، وفي العديد من دول الشرق الأوسط والدول الأفريقية والمجتمعات المسلمة في الغرب. وتقول الدكتورة عائدة مصدق، من جامعة ولاية مندناو،إن مناهج تعليم السلام الإسلامية كانت فاعلة وذات أثر لأنها متأصّلة في التقاليد الإسلامية، وتبني على أساليب التعلّم التعاونية وجلسات التفكير والمراجعة والتطور الجماعي. كما أجرت الدكتورة ليلى منير من معهد المدارس الدينية الداخلية والديمقراطية في جاكرتا، بحثاً حول أهمية استخدام المضمون الثقافي المحلي الذي يفهم الإسلام، ويمارس من خلاله، لتعليم ثقافة السلام لطلاب المدارس الثانوية والدينية. وتوضح الدكتورة منير ذلك بقولها: "إن غرس ثقافة السلام وأساسها الإسلامي الراسخ هو أفضل طريقة لتحويل ثقافة العنف إلى ثقافة سلام". وتذكر الدكتورة أسنا حسين، مؤسسة منظمة "تعليم السلام الإسلامي" غير الحكومية، كيف تعاونت مع مجلس محلي للعلماء الدينيين في إقليم "أتشيه" لتأليف كتيب حول السلام للمدارس الثانوية، والمدارس الدينية الإسلامية. وقد استعانت الدكتورة حسين بمجلس استشاري من العلماء الدينيين الرئيسيين للإشراف على هذا المشروع وتنفيذه. كما نشر كتاب للمركز الفلبيني للإسلام والديمقراطية تحت عنوان: "النموذج الإسلامي في تعليم السلام" بإلهام وإرشاد من مشروع الدكتورة حسين. وتستخدم العديد من المدارس الفلبينية الثانوية والدينية الآن هذا الكتاب المنهجي لتدريس أساليب تعليم السلام الإسلامية. ويقول قاري محمد حنيف الجلندري، وهو رئيس مدرسة دينية بارزة في باكستان ورئيس المجلس العالمي للديانات إن "تعليم السلام سيكون هو الأسلوب الرئيس للتعامل مع الأصولية والفكر المتطرف وظواهر عدم التسامح. وإذا كنّا جادين في استئصال الفقر والأمية، يتعين علينا الاستثمار بشدة في برامج تعليم السلام في المدارس الدينية والمدارس الحكومية". إلا أن المدارس الدينية في العالم الإسلامي ليست هي وحدها من يطبّق مناهج تعليم السلام الإسلامية. فقد قامت هاجر القطاني من "المنتدى العالمي للحوار الإسلامي" في المملكة المتحدة بعرض برنامجها لتعليم السلام الإسلامي وعنوانه "النجاح في عالم متغير"، الذي يعمل على تمكين الشباب البريطاني المسلم من إعادة تأطير توجههم المفاهيمي نحو الإسلام. وحسب راحايو محمد، مديرة البرنامج ومطوّرة المناهج في "اقرأ آسيا" في سنغافورة، فقد نتج عن تجربتها هي أيضاً في تعليم ثقافة السلام في المدارس الدينية غرس قيم كالتسامح، والشراكة الاجتماعية، وتحفيز الروح الجماعية والتعددية وضرورة شعور الإنسان بكونه مسؤولاً عن إعمار العالم. أمينة رسول - مديرة مركز الفلبين للإسلام والديمقراطية قمر الهدى - مدير برامج في المعهد الأميركي للسلام ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©