السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«اختبارات الجهد»: إعادة الثقة للبنوك الأوروبية

25 يوليو 2010 21:59
يمكن القول الآن إن معظم بنوك أوروبا في حالة صحية طيبة نسبيّاً ربما باستثناء حفنة من البنوك التي تواجه خطر التعرض لعثرات شديدة، إذا ما عاد الركود الاقتصادي، أو تفاقمت أزمة الديون في القارة العجوز. هذا ما كشفت عنه نتائج ما يعرف بـ"اختبارات الجهد" التي أجريت للبنوك في مختلف أنحاء أوروبا مؤخراً، والتي يقول المنتقدون إنها كانت سهلة أكثر مما ينبغي. ولم يرسب سوى 7 فقط من بين 91 بنكاً، خضعت لتلك الاختبارات، التي تقيس قدرة كل بنك على تحمل الصدمات المختلفة، والتي أجريت في الأساس كوسيلة لبناء الثقة للنظام المصرفي الأوروبي. ومن بين البنوك المعلمة باللون الأحمر (الراسبة) خمسة في إسبانيا، وواحد في كل من ألمانيا واليونان. وهذه النتائج تتفق تقريباً مع ما كان العديد من المحللين قد تنبأوا به -وإن لم يكن بالضرورة خبراً جيداً- خصوصاً بعد أن حذر الخبراء الاقتصاديون والماليون من أنه ربما يكون قد جرى إخراج العملية برمتها على النحو الذي تمت به، من قبل الجهات المسؤولة عن تنظيم القطاع المصرفي، بهدف التعرف على البنوك القليلة المهتزة، والتأكيد من ناحية أخرى على أن القطاع المصرفي في مجمله في حالة صحية طيبة. والحال أن الحكم الحاسم على مصداقية تلك الاختبارات يحتمل أن يأتي من طرف المستثمرين خلال أسبوع العمل الحالي. ويرجع ذلك إلى أن اللجنة التي أجرت الاختبارات، تعمّدت ضبط توقيت إعلان النتائج ليتم بعد ظهر الجمعة في أوروبا، أي بعد إغلاق الأسواق المالية في القارة بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع. وعلى ما يبدو، لم تغب نتائج تلك الانتخابات عن انتباه الأميركيين. وقد جاء في تقرير اللجنة أن" اختبارات الجهد" التي أجريت، أثبتت تمتع البنوك في مختلف دول الاتحاد الأوروبي بـ"درجة كافية من المرونة" ولكن التقرير حذر مع ذلك من أن بعض تلك البنوك لا تزال تعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي حتى تظل طافية، وأنه لم يعد هناك من الأسباب "ما يدعو للتساهل مع مثل تلك البنوك". وبمجرد إعلان نتائج تلك الاختبارات، بدأ مسؤولو الاتحاد الأوروبي في الإشادة بحماس بالنتيجة، قائلين إنها تعد شهادة على عافية المنظومة المصرفية، التي كان يحيط بها العديد من الشكوك والمخاوف من أن تكون قد أخفت خسائر أكبر مما كانت قد اعترفت به في سياق أزمة الائتمان العالمية. وقالت مصادر الاتحاد الأوروبي المعنية بالأمر إن تلك النتائج تمثل "خطوة مهمة في طريق استعادة الثقة بالأسواق". ومع ذلك، لا تزال هناك أسئلة مثارة حول ما إذا كانت هذه الاختبارات على تلك الدرجة من الجدية والصعوبة، التي تمكن بالفعل من كشف مَواطن الخلل في المنظومة المصرفية، أم أنها لم تكن كذلك؟ ومن باب توقع أسوأ السيناريوهات الممكنة، بحث المنظمون عما إذا كان الـ91 بنكاً، التي خضعت للاختبارات، تمتلك من الأصول ما يمكنها من مواجهة أي تراجع اقتصادي آخر، كما أجروا اختبارات لكشف أسباب التدهور الحاد في أزمة الديون التي ابتليت بها بلاد مثل اليونان، وإسبانيا، والبرتغال، حيث كان العجز الهائل في ميزانياتها سبباً رئيسيّاً ضمن أسباب الانخفاض الكبير في قيمة "اليورو". بيد أن النقطة المثيرة للجدل في هذا السياق، هي أن سيناريوهات الحالة الأسوأ، لم تأخذ في اعتبارها على ما يبدو، احتمال تعرض أي من تلك الدول لحالة العجز الصريح عن سداد الديون المستحقة عليها، وهذا تحديداً هو الشيء الذي يخشاه المستثمرون. والجدير بالذكر في هذا السياق، أن العديد من البنوك الأوروبية -الألمانية على وجه الخصوص- تمتلك موجودات كبيرة من السندات الحكومية المُصدرة من قبل تلك الدول، ويمكن بالتالي أن تجد نفسها في وضع حرج دون سابق إنذار. كما لم تأخذ "اختبارات الجهد" في اعتبارها احتمال إفلاس الدول، وهو ما يرجع إلى حقيقة أن الاتحاد الأوروبي، بالمشاركة مع صندوق النقد الدولي، قد خصصا بالفعل تريليون دولار على هيئة حزمة إنقاذ يمكن استخدامها في حالة تعرض أية دولة من دول الاتحاد للخطر. وحول هذه النقطة قال "فيكتور كونستانشيو" رئيس البنك المركزي الأوروبي، في لقاء له مع الصحفيين في لندن:"لا نعتقد أن أيّاً من الدول في الاتحاد ستتعرض لحالة من حالات العجز الكامل عن سداد الديون". وتمتلك البنوك الـ91 التي خضعت لاختبارات الجهد 65 في المئة من موجودات المنظومة المصرفية الأوروبية. والبنوك الـ7 الراسبة في تلك الاختبارات، جاء في التقرير الذي أعدته اللجنة التي قامت بإجرائها، أنها تمثل سبباً للقلق، وهي: ديادا، وأونيم، وأسبيجا، وبانكا سيفيكا، وكاجاسور، في إسبانيا -وجميعها بنوك إقليمية غير مصنفة. بالإضافة إلى بنك "إيه. تي. ئي" في اليونان، و"هايبو ريل استيت هولدنج" في ألمانيا. يشار إلى أن اختبارات الجهد مصممة بشكل فضفاض على غرار اختبارات أجريت في الولايات المتحدة في العام الماضي، كانت قد حظيت بالإشادة لجديتها، كما نسب إليها فضل استعادة الثقة في النظام المصرفي الأميركي الذي كانت تكتنفه شكوك عديدة. أما معرفة ما إذا كانت تلك الاختبارات ستحقق نتيجة مماثلة في أوروبا أم لا فذلك أمر يحتاج منا إلى بعض الانتظار. هنري تشو - لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «أم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©