كل مسافر سفير .. وحقيبة القيم زادك في الترحال

لكبيرة التونسي (أبوظبي) هي ليست سبع فوائد فقط للسفر.. الفوائد أكثر من ذلك بكثير.. والسفر ليس متعة واستجماماً وسياحة فقط.. هو أيضاً خبرات وثقافات جديدة.. وقراءة للناس والمكان.. وفي كل بلد مميزات نسبية تجعله أفضل من غيره.. كما أنّ في كل بلد سلبيات تجعله أسوأ فيها من غيره .. والحصيف من يجيد قراءة كل بلد يسافر إليه .. ويعرف مفاتيح هذا البلد .. وكيف يساير تقاليده وعاداته ويتجنب مساوئه ومثالبه .. والمشكلة أن كثيراً من المسافرين إلى بلاد الدنيا لا يرون في السفر إلا المتعة اللامحدودة والتخفف من القيود .. بل من القيم أيضاً .. ويعودون من أسفارهم بمفاهيم سيئة وسلوكيات خاطئة - لأنهم لا يرون في السفر إلا جانباً واحداً فقط .. والنصيحة الذهبية لأي مسافر هي: سافر لتعرف لا لتقلد. وتقول خديجة النعيمي التي اعتادت السفر إلى لندن، إنها مرتبطة بهذا البلد، خاصة أن أسرتها تعشق بعض الأماكن فيه، وألفته على مدى السنوات التي تقضي فيها العطلة السنوية. ويضيف محمد الشحي إنه يوزع إجازته السنوية لاستكشاف بعض الدول العربية، كما يفضل قضاء وقت ممتع في دول أجنبية، مؤكداً أن ما يقع من أحداث فردية في بعض الدول ليس قاعدة، بل هي استثناءات لها ظروف خاصة. ويشير أحمد السويدي الذي سافر إلى أكثر من 20 دولة بين عربية وأجنبية، إلى أنه دائماً يلقى الترحيب، ولم يسبق له أن تعرض لمشاكل، مؤكداً أن السلامة في السفر يلزمها الحذر واحترام البلدان التي ينوي الشخص الاستجمام بها، من دون الظهور بمظهر مختلف حتي لا يتسبب في استفزاز سكانها، موضحاً أن كل بلد يسافر إليه يحتفظ منه بعلاقات طيبة وأصدقاء، منهم من يتبادل معه الزيارات إلى اليوم. سفير ويذكر محمد المرزوقي خبير الإتيكيت مدير عام إتيكيت للتدريب بأبوظبي، أن كل من ينوي السفر إلى الخارج لا بد أن يمثل بلده أفضل تمثيل، ويكون سفيراً، وعليه أن يعطي انطباعاً جيداً عن البلد الذي جاء منه، وإتيكيت السفر يبدأ من لحظة القرار بالسفر إلى جهة ما. ويضيف: «على كل مسافر التصرف بلباقة في البلد الذي يقضي فيه إجازته، ويبدأ ذلك من المطار إلى الفندق إلى التجول في البلد، سواء في السوق أو في المناطق السياحية والأثرية، والمسافر في المطار عليه أن يلتزم باللوائح والأنظمة، ووزن الحقيبة، والوقوف في المكان المخصص له، وإذا اضطر للسير في السلم الكهربائي فعليه تجنب الوقوف في وسط طريق المارة والتزام أقصى اليمين ووضع مستلزماته أمامه، ويقول: «وإذا صعد الراكب إلى الطائرة يجب أن يخلي الممر بسرعة، ويتجنب توجيه أي سؤال لمن يجلس معه، ويلجأ للمضيفة، ولا يستعمل الفوطة التي توزع على الركاب لمسح وجهه، بل لمسح يديه، والمقعد مكان مشترك بين الركاب على المسافر أن يتجنب بعض السلوكيات التي تسبب الضيق للطرف الآخر، أما إذا تبادل الحديث مع الطرف الآخر، فعليه توجيه سؤال معين وإذا تمت الإجابة بإسهاب، يدرك أن جاره يرغب بالإطالة ويمكن تجاذب أطراف الحديث، أما إذا كان جوابه مقتضباً فعليه أن يلتزم الصمت». ويتابع: «من بين الدراسات التي تتلقاها مضيفة الطيران الاحتفاظ بالابتسامة الدائمة، ولكن بعض شبابنا يعتقد أنها معجبة به، وابتسامة المضيفة جزء من عملها، وهي لا تبتسم لك، كما أنه لطريقة الرد على سؤالها، فإذا قالت مثلاً: «هل ترغب بعصير أو ماء؟ نقول ماء مثلاً مع إضافة كلمة شكراً، كما يجب تحديد نوعية الزي وفق المناسبة، فإذا كان المسافر متوجهاً مثلاً لتمثيل مجموعة معينة في مؤتمر فعليه الحضور بالبذلة الرسمية، بينما يفضل الزي الخفيف إذا كان الشخص متوجهاً للسياحة الخارجية». احترام البلد ويؤكد أن المسافر عليه أن يحترم قوانين البلد المضيف بما يعكس الصورة الجيدة لبلده، كما يجب ألا يستعرض ثراءه أمام الناس، وأن ارتداء الملابس الفاخرة والحلي الغالية والماركات المختلفة يعرض الشخص لمشاكل، كما يجب التقيد بقوانين البلد ومراعاة المستوى المعيشي للناس، وفي السوق لا نظهر النقود أمام الجميع، فهناك من لا يملك قوت يومه، وهذا الأمر يعرضه للهجوم والانتقام، خاصة أن بعض البلدان الأوروبية تتعرض لأزمات مالية، وينعكس ذلك على المستوى المعيشي للسكان، ويجب تغيير الثقافة الاستهلاكية لدى البعض الذي يقصد بعض البلدان ليس للاستجمام وإنما للتسوق، ورفع الوعي بهذه القضية، وجعل السفر متعة، وليس تظاهراً، وبعض الشباب يتبع سلوكيات يرفضها في بلده، كأن يعاكس البنات، وبالنسبة للفتيات المسافرات أنصحهن بتجنب الماكياج الباهر، لأنه يعتبر إيحاء في الدول الأوروبية بأنه سلوك سيئ، وعليهن احترام عادات وتقاليد البلد كي لا يلفتن الانتباه لهن، باستثناء إذا كن مدعوات لحفل معين. ويوضح أن نزيل الفندق عليه أن يحتاط ولا يتصرف بأريحية، كأن يضع مجوهراته وساعاته الغالية في غرفته من دون أن يضعها في مكان مقفل، يجب عدم ترك الأبواب مفتوحة. «تواجدي» لمواجهة الصعوبات والطوارئ خلال السفر حرصاً من الإمارات على سلامة ورعاية مواطنيها، تحث وزارة الخارجية مواطنيها على التسجيل في خدمة «تواجدي»، المصممة لتوفير المساعدة اللازمة لمواطني الدولة أثناء سفرهم خارج البلاد، بتسجيل كل البيانات الشخصية في خدمة «تواجدي» عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية، لمواجهة بعض الصعوبات والطوارئ خلال السفر، وتستخدم هذه البيانات للوصول إلى الشخص، مؤكدين أنها ستظل سرية للغاية. ومن النصائح التي تقدمها خدمة «تواجدي»، التأكد من صلاحية جوازات السفر والمدة التي تكفي لفترة المغادرة والعودة، وتنصح بالالتزام أنظمة وقوانين الدولة المضيفة، والتقيد بشروط السفر والامتناع عن حمل المواد الممنوعة، وحفظ المستندات الرسمية من جوازات السفر وتذاكر الطيران والمقتنيات الشخصية في أماكن آمنة. وعدم رهن جواز السفر أو الهوية الوطنية لدى أي جهة مهما كان الأمر. وفي حال الإقامة الطويلة، يجب الاستفسار عن قوانين الإقامة والقيام بإجراءات تجديد الإقامة ورخص القيادة وغيرها، وعدم حمل أو الاحتفاظ بالأوراق الثبوتية الخاصة بأي شخص آخر، أياً كان، بمن فيهم الزوجة، وضرورة الاحتفاظ بالبطاقة الشخصية التي تثبت الهوية في حالة الحاجة إليها، وعدم السماح لأجهزة الأمن في الدولة المضيفة بتفتيش مكان الإقامة من دون وجود إذن بالتفتيش من السلطة المختصة، والتحقق من الصفة الرسمية للأشخاص الذين يطلبون منك إبراز أوراقك الثبوتية. وفي حالة التحقيق معك في أي قضية، يجب عليك الإصرار على وجود المحامين وإبلاغ بعثة الدولة، والاحتفاظ بصورة من جواز السفر أو الهوية للرجوع إليها عند مراجعة البعثة في حالة فقدان جواز السفر، وضرورة التأكد من خلو الأجهزة الإلكترونية المحمولة من أي مواقع محظورة، والإفصاح المسبق عن المبالغ النقدية التي معك، والتأكد من الحد الأقصى للمبالغ المسموح بدخولها من جميع المنافذ، تفادياً للتوقيف أو السجن أو مصادرة الأموال، وتجنب السفر إلى مناطق الاضطرابات الأمنية. الاستعداد قبل السفر تقدم الهيئة العامة للطيران المدني من خلال مبادرة «نحب سماءنا.. سلامة وأمن الطيران تبدأ قبل التحليق»، مجموعة من النصائح للتوعية بأفضل الممارسات، وتنصح بتجنب الأخطاء الشائعة أثناء السفر لتحقيق أعلى معايير السلامة، وتقول: «بغض النظر عن مدى استعدادك الجيد وما تتمتع به من صحة وعافية، فأنت قطعاً في حاجة إلى أن يكون لديك تأمين على السفر. ولا بد من الحصول على تأمين شامل على السفر، حيث يتعين عليك التأكد من أن هذا التأمين يغطي النفقات الطبية كافة المتعلقة بالتعرض لإصابة أو مرض ما، إلى جانب تغطيته أيضاً لسرقة الأشياء الثمينة». إضاءة هُناك عدد من الخطوات العملية التي يمكنك اتباعها لتجنب الوقوع في مشاكل وصعوبات، منها تفعيل بيانات السفر الخاصة بك في خدمة «تواجدي» قبل السفر على الموقع www.mofa.gov.ae. وتتم حماية المعلومات المسجلة التي تقوم بتزويدها بموجب القوانين الخاصة بوزارة الخارجية.